قالت عصمت الميرغنى المحامية، أول رئيسة لحزب سياسى فى الوطن العربى وهو حزب «الاجتماعى الحر»، إن الشعب المصرى أصبح أكثر نضجًا وتفهمًا للوضع السياسى القائم فى مصر الآن، مؤكدة أن قبوله بالخطأ والاستبداد مع ما عاصره منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن، أصبح غير وارد ولا مقبول لديه. وأكدت الميرغنى فى حوار ل «أكتوبر» أن الحزب لديه حلول للبطالة وإسكان الشباب وتشجيع الاستثمار. وأشارت الميرغنى إلى مشروع طموح لحل مشكلة البطالة بالتعاون مع الأجهزة المسئولة فى الدولة.. وقدمت نماذج لسيارات بيع الفول والكشرى كنموذج رائد لحل هذه الأزمة المزمنة. كما عرضت لجهودها فى رعاية المواهب من الأيتام الذين شاركوا فى مناسبات وفازوا بجوائز دولية عديدة.. تؤكد نبوغ البنت المصرية.. كما ترفع راية رعاة فلذات الأكباد إلى عنان السماء! وعن قضايا أخرى تحدثت عصمت الميرغنى فى حوار نقرأ تفاصيله فى السطور القادمة. * بداية كيف تقرأ عصمت الميرغنى الوضع الراهن فى مصر؟ ** الشعب والحكومة والسياسيون متفقون على أن ما تمر به البلاد مخاض جديد للوطن، فمصر الآن تختلف عما قبل يناير، وعنها فى عهد الإخوان، فالناس أصبحت أكثر نضجًا وتفهمًا لما يحدث وأكثر تفاعلا معه، وأصبح لدى الجميع وعى عام بالوضع الاقتصادى والسياسى والاجتماعى، والقبول بالخطأ والاستبداد غير وارد، وأتخيل رغم كل الحوادث المنكرة التى مرت بها البلاد وأصابت الناس بالحزن أنها لم تصبهم باليأس، بل أصابتهم بالوعى والإدراك بأنهم فى مواجهة نظام أسود، وبالتالى كلما حدث ما يعكر صفو الحياة فى الشارع يزيد تصميم الناس على السعى لبناء مستقبل أفضل لوطنهم. * أنت أول امرأة عربية تبادر بتأسيس حزب عام 2007 لتترأسه فى العام 2013.. لماذا رفض الحزب قبل الثورة؟ ** بداية أنا لم أخطط لأكون الأولى عربيًا فى هذا الإطار، وكونى حققت هذا فهو يحسب للمرأة العربية فى كل مكان من وطننا العربى الكبير، وقد تم رفض الحزب قبل الثورة؛ لأن مواده وبنوده الأولى التى تقدمت بها لتأسيسه عام 2007 كانت تؤصل لنظام برلمانى يتيح خضوع رئيس الجمهورية للمحاكمة عند ارتكاب أخطاء، وهو مالم تتحمس له لجنة شئون الأحزاب وقتئذ هذا بالإضافة لتربص زوجة الرئيس السابق وأعوانها بشخصى المتواضع. * الآن وبعد اعتماد الحزب، ما توجهاته فى مصر؟ ** توجهات «الحزب الاجتماعى الحر» تلخصها مبادرة قمت بإطلاقها مؤخرًا تهدف إلى التنافس لا التناحر، وإلى وضع أيدينا فى يد الآخر، دون أن يفقدنا ذلك تميزنا وتنوعنا، فليس بالضرورة أن نتطابق، بقدر ما يجب أن نتشارك ونتعاون.. وبصفة عامة حزبنا ذو مرجعية اجتماعية خدمية إلى جانب مرجعيته السياسية. * ما هى أهم برامجه؟ ** الاهتمام بالبُعد الاجتماعى وهذا جزء كبير من برنامجه الذى بنى عليه الاهتمام بالطبقات المعدومة والمحدودة والمتوسطة من العمال والفلاحين الكادحين وهى الطبقات الاولى بالرعاية... ولن يتأتى ذلك الا باجور مجزية وصولا الى مستوى معيشة مرتفع. لكل أطياف الشعب المصرى بلا تفرقة فى النوع والجنس والدين وكذلك وضع منظومة جيدة للارتقاء بالمستوى التعليمى والصحى باعتبارهما هما أساس أى تقدم دولة وأمة حتى نلحق بالتقدم العلمى والتكنولوجى مع الاهتمام بالبحث العلمى للأساتذة الجامعات وتحفيزهم على السفر لنيل أعلى الشهادات العالمية. * هل ستنافسين وحزبك فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ ** نعم هذا أمر مؤكد، ونحن فى هذا نختلف جملة وتفصيلاً مع ما تدعو إليه جبهة الإنقاذ فى مصر من مقاطعة الانتخابات واعتبارها غير دستورية أو قانونية، لأننا ندرك أن الرئيس القادم يملك الشرعية باعتباره جاء باختيار الصندوق الانتخابى، وهو ما يجب احترامه والتعامل معه. المرأة أولًا * هل ستخوض المرأة الانتخابات على قوائم الحزب فى الانتخابات القادمة؟ ** نحن أعضاء وأمناء الحزب بالمحافظات نضع المرأة على رأس أولوياتنا الحزبية وسوف نقوم بدفع المرأة إلى معترك الحياة السياسية من خلال مشاركتها فى الانتخابات البرلمانية القادمة من خلال القوائم التى سوف نتفق عليها بالتشاور بين بقية الأحزاب أن حدث تعاون قريبا. * كيف ترين حق المواطن المصرى الآن؟ ** المواطن المصرى ليس موجودًا على خارطة اهتمام المشهد السياسى ككل، ولازالت أيادى النظام السابق تعبث بأمن وبحقوق المواطن الذى أصبح محرومًا من أبسط قواعد العدل الاجتماعى والمجتمعي، ولكن الأمل قائم فى تحسن الأوضاع، وأنا متفائلة دومًا خاصة بعد إقرار الدستور وبدء العمل به. * كحزبية ومواطنة، ماذا تطلبين من رئيس مصر القادم؟ ** أطلب منه الحياد والموضوعية فى اتخاذ كافة قراراته التى تخص المصريين، وأن يعمل على إرساء مبدأ المساواة بين الجميع دون تمييز، وأن يدرك جيداً أنه رئيس لكل المصريين وليس لفصيل واحد. التكتلات الشعبية * هل لديك رؤية خاصة بشأن إعادة تنظيم قوى المعارضة والتمكين لها لدى رجل الشارع المصرى؟ ** نعم، فهناك آليات موجودة يمكن لقوى المعارضة استغلالها لإحداث توازن فى المنافسة السياسية مع الحزب الحاكم القادم ومن ضمن هذه الآليات ما اقترحته من إحكام القبضة على التكتلات الشعبية فى مصر عن طريق تطبيق فكرة «التكايا» فى قرى مصر ونجوعها لإطعام واستضافة العوام لتبصيرهم بالرؤى السياسية والحزبية، ومواجهة التغلغل الإخوانى داخل عقولهم، كما أن هناك آليات أخرى تتمثل فى تكاتف بعض الشرائح المصرية من الأقباط والأشراف والصوفية وغيرهم ممن يمثلون أكثر من 20 مليون ناخب. * متى فى رأيك تنتهى حالة الكر والفر بين السياسيين فى مصر؟ ** للأسف الشديد النخبة انعزلوا عن الواقع ومشكلات الناس الحقيقية فكلامهم الفوقى الذى تبناه أصحاب الياقات البيضاء لا يصلح لسد جوع الفقراء والمهمشين فمن يدفع فاتورة الدواء والطعام ومصروفات المدارس، مع ذلك فأى ثورة تحدث أو حدثت فى العالم لابد لها من تضحيات، وهو ما يحدث الآن فى المشهد السياسى المصرى، ولكى تستقر الديمقراطية فى مصر فلابد لها من سنوات وسنوات، خاصة مع تواجد الأمية العلمية والسياسية والحزبية لدى شرائح وعوام المصريين. وفى بعض الدول المتقدمة مثل فرنسا وغيرها لم تستقر الديمقراطية إلا بعد ثمانى سنوات أو أكثر. * كيف ترى القانونية عصمت الميرغنى الدستور ككل؟ ** الدستور الذى كتبت فى استمارة تصويته نعم هو حقا.. دستور لكل المصريين راعى كل الأديان السماوية دستور له مظلة للتوافق والمبادرة التى أطلقتها تماثلت بشكل جيد مع ما جاء بالدستور توافق مبادرتى أسعدنى حقا فقد عبرت عما يريده المصريين لحياة أفضل مبادرتى تقول الآن نستطيع نتحاور دون أن نتشاجر.. الآن نستطيع نتنافس دون أن نتناحر.. الآن نستطيع بناء مصر بالتعاون لوضعنا أيدينا مع بعضنا جميعا لنقوم ونعمل ونبنى مصر. * هل ترغب عصمت الميرغنى فى عودة التكية حقا لمصر؟ ** نعم أرغب فى ذلك وهو بمفهوم جديد يثقف البسطاء سياسيا على أن تكون التكية مفتوحة 24 ساعة باليوم و12 شهر فى السنة أى تكون مستمرة مثل مأدبة الرحمن تقدم المأكل والمشرب لجميع المحتاجين ليس فقط الفقراء الموظفين ومنهم موظفون العموم ووكلاء الوزارة الذين يرون اللحمة مرة فى الشهر لأن رواتبهم قليلة وبتذهب على مصاريف أبنائهم فى التعليم، لدينا ناس بتعيش على وجبة واحدة باليوم ويبدون أحوج الناس فتكية الحزب الاجتماع الحر مختلفة هنا بفكرة التثقيف السياسى مع رغيف اللحمة حتى تكون غذاء للفكر والمعدة معا والتكية مفتوحة لدينا للجميع ليل نهار على غرار تكية الملك فاروق تلك التى أقامها بمكة للمصريين. * ما هى حلول حزبكم لحل مشاكل الناس؟ ** حلول عديدة أطرحها من خلال حزب الاجتماع الحر منها حلول للمبانى ومساكن وقطاع تعاونى الذى يعتمد على القروض الميسرة للشباب وليس فقط للحيتان وتكوين أجهزة تحميهم جنبا إلى جنب مع مشروعاتهم لكى لا ينتهى المشروع قبل أن يبدأ ويكون فترة سماح لعمل مشروعاتهم والحصول على أرباح لكى يقوموا بسداد مديونيات هذا من جميع الشباب. تمثيل المرأة * ماذا عن المساواة بين الرجل والمرأة كما ترينها خاصة فى الأجور؟ ** المرأة يجب أن تمثل فى البرلمان ليس فقط بنظام الكوتة والذى أزعم أننى لا أفضله ولكن يجب أن تكون للمرأة دور فى توعية بنات دائرتها وتكون ندا للرجل بخدمتها وتوعيتها السياسية للمحيطين بها. وبالنسبة لمساواة الحقوق بين الرجل والمرأة يجب أن يقوم الرجل بدوره لرعاية أسرته فله الحق أن يأخذ إجازة لرعاية الطفل شأنه شأن المرأة حتى لا يضيع على المرأة فرصتها فى الحصول فى التحصيل الدراسى والوظيفي. وأما بالنسبة للأجور يجب ألا تقل عن 18 ألف جنيه بالعام، كما أننى كما ذكرت عن خدمة التكية للمأكل والمشرب للزوار وتكون تكية فى كل الزوار والنجوع كما نتحدث عن التغذية الفكرية والروحية والسياسية ليست فقط الغذاء. تكافؤ الفرص * على صعيد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. ما أهم المطالب التى نادى بها الحزب؟ ** أكد الحزب أنه يجب على الدولة أن تكفل الحرية وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين باختلاف الأنواع والجنس والدين، كما أكد على أن العمل حق تعنى الدولة بتوفيره لجميع المواطنين القادرين وعلى أن يكون نظام الحكم المحلى قائمًا على اللامركزية. وأن تقوم الدولة بدورها فى مراقبة الأسواق والأسعار ومطابقة السلع للمواصفات السليمة وتواريخ انتهاء الصالحية ومحاربة احتكار السلع الغذائية والضرب بيد من حديد لكل المتلاعبين بأقوات الشعب الذى عانى من النظام من سوء التغذية حتى نضمن أغذية صحية مطابقة للمواصفات غير مسرطنة حتى لا يصاب المواطنين بسلسة الأمراض التى عجز الطب عن علاجها. مع تسهيل إنشاء جمعيات حماية المستهلك الغير هادفة للربح وتسهيل قيامها بدورها فى توعية المواطنين ورقابة جودة السلع ومطابقتها للمواصفات وتواريخ الصالحية على أن يكون للمرأة كربة أسرة دورًا بارزًا فى هذه الجمعيات. * هل تناول الحزب بعض القضايا الوطنية مثل سيناء وغيرها؟ ** نعم تناول كل القضايا الوطنية التى تشغل بال الشارع ومنها سيناء نظرًا لخصوصيتها وعلاقتها بالأمن القومى المصري، تظهر أهمية وخطورة وضع سيناء، لذلك يجب البدء بتنميتها اجتماعيًا وبشريًا وصناعيًا (استغلال المواد الخام) وزراعيًا وسياحيًا فضلا عن قضية حوض النيل التى تركها النظام السابق حتى أصبحنا نعانى من النقص المائى بعد إنشاء سد النهضة من خلال مبادرات مع أصحاب القرار لحل هذه الأزمة لأن نقطة المياه ستصبح أغلى من نقطة البترول مستقبلا فضلا عن رغبة الحزب فى إصدار قانون دور العبادة الموحد للمسيحيين. * هل لديكم رؤية واضحة لحل مشاكل الشباب خاصة السكن؟ ** نعم لدينا حلول جذرية لحل أزمة إسكان الشباب وهى أن يبنى الشباب بيوتهم بأنفسهم، البيت يبنيه فى خمس ساعات يطلع بالدور الأرضى وهو بناء ذاتى، كما أن من ضمن حلولى أن يشارك العامل فى أسهم منشآته بعشرة فى المائة حتى يرى أن المنشأة منشأته وإذا قام بالإضراب عن العمل سيضر بنفسه ومنشأته فسيجعل العامل أكثر حماسا لعمله الذى يعتبره مستقبل أسرته، كما أتيت من تكساس وتشيلى بتجربة خاصة عن الخبز فلماذا نلهث وراء القمح وفى أيدينا نصنع خبزًا صحيًا وعالى القيمة مكون من 45% من بذرة عباد الشمس، و25%من بذرة الكتان، و10% من القمح.. وبالنسبة للضمان الاجتماعى لماذا لا يجد العامل قوت يومه إذ توقف عن العمل رغم أنه كان يدفع ضرائب وتأمينات.. وبالنسبة لأبناء الفلاحين لماذا لا نشجعهم على حب الأرض ويكونون مزارعين مثل آبائهم وتوفر لهم بعثات تحصيل فى مجال الهندسة الزراعية ليحبوا الأرض ويحافظوا عليها ولا يفضلون بيعها ويجرون وراء مؤهلات ووظائف أخرى لا يجدوها بعد سنوات تعليم سوى الجلوس على المقاهى، فيجب أن نعيد الدراسة الزراعية والصناعية بالمدارس منذ الإعدادية ونجعل الشباب يحب الأرض ويذهبون لاقتحام الصحراء ونجعلهم بالأجهزة الحديثة يبنون بيوتنا بالجهود ذاتية لبيوت بسيطة بأخشاب غير قابلة للاشتعال ولا تضر بالأمطار، وتكون أرضهم بجانبهم للزراعيين وللصناعيين يبنون مصانع جديدة بالصحراء ونساعدهم كحكومة على توصيل المرافق لهذه الأراضى الزراعية والصناعية.. وأيضا نشجع المستثمر الحُر للجوء لمصر ونعطيه أراضى ومصانع إيجار 90 سنة ونشجع عجلة العمل والاستثمار.. وغيرها من الحلول للبلد لدى حزبى لو أخذ بها سننجح مصر وتتفوق. معاناة الصغار * جمعية «بنت مصر» حصلت على أفضل دار لرعاية الأيتام فى العالم، ما سر نجاح هذه الجمعية؟ ** السر هو مقدار ما عانيته من صعاب ومحن وشدائد مررت بها فى طفولتى وحياتى الأسرية؛ فقد وقفت أسرتى حائلا دون إكمال تعليمى لكننى صممت على استكماله حتى حصلت على الليسانس من كلية الحقوق، وعندما انفصلت عن زوجى رحمه الله بعد عشرين عام زواج، تخليت له عن كافة الحقوق مقابل الاحتفاظ بتربية بناتى كنت مصرة على الاحتفاظ بهن.. فقد عرفت معنى معاناة الصغار وأردت أن أساهم فى تخفيفها، وأن أسعى بكل طاقتى لإسعاد هؤلاء الأيتام وجعل حياتهم أفضل. * ما هى المشروعات التى تهدفين إلى تحقيقها وأنت تمارسين العمل الخدمى؟ ** لقد أنشأنا بالفعل مراكز لتدريب الفتيات على أعمال السكرتارية والحياكة والكمبيوتر والحرف الدقيقة ونسعى دائما لدى الشركات والجهات لمعاونة الشباب على تأسيس بيت الزوجية دون التدخل المالى للجمعيات وكنا نهدف إلى إنشاء نادى أسرى وثقافى ودار حضانة وإنشاء دار ونادى للمسنين، وبالفعل قد تم ذلك كله لدينا أخصايين متخصصين مهمتهم توعية الفتيات عن طريق إصدار جريدة بعد موافقة الجهات الإدارية وإنشاء المكتبات وتبادل الخبرات والزيارات مع الهيئات الأخرى والأجنبية فى مجال التنمية والأغراض المماثلة وبعد أخذ رأى الجهة الإدارية الاحتفال بالمواسم والأعياد الدينية وتنفيذ رحلات الحج والعمرة إنشاء فصول محو الأمية للمرأة – مكتب لتنظيم الأسرة والتوعية الصحية للحفاظ على صحة المرأة ووقايتها من الأمراض إثارة الوعى للتصدى للعنف – التصدى لختان البنات رعاية الخصوبة - الوقاية من الممارسات الضارة لصحة الطفل والأم والنهوض بالمرأة عامة.