رغم أننا سوف نحتفل- بعد أسابيع قليلة- بمرور 3 سنوات على ثورة 25 يناير المجيدة التى خرج فيها الشعب المصرى كله يرفض كل أشكال الظلم والفساد والتوريث والاستبداد ونهب ثروات الشعب الغلبان بزعامة الرئيس المخلوع مبارك.. إلا أننا مازلنا أمام لغز كبير حول الأموال المهربة التى قام رموز النظام الأسبق بتهريبها إلى بنوك سويسراوبريطانيا وفرنسا.. ولم نستطع حتى الآن استرداد ولو دولار أو فرنك واحد من هذه المليارات التى اعترفت بعض بنوك سويسراوبريطانيا بوجود هذه الأموال لرموز النظام الأسبق. ورغم أننا منذ قيام الثورة وحتى الآن أصدرنا عشرات القرارات وكونا عشرات اللجان لتتبع هذه الأموال المهربة.. لكننا لم نصل إلى حل بسبب أن الأحكام القضائية على رموز الفساد غير نهائية! وكانت المحكمة السويسرية العليا قد أعلنت فى ديسمبر من العام الماضى وقف التعاون القضائى معنا بسبب التدخلات العديدة من النظام السابق فى شئون القضاء.. وعدم الاستقرار السياسى فى مصر. لكن الأمل مازال يلوح فى الأفق بعد تصريحات مايكل لوبير النائب العام السويسرى الذى أكد مؤخرا على أن بلاده مستعدة للتعاون مع مصر لتسترد هذه الأموال المهربة فى بنوكها وتصل إلى 700 مليون فرنك سويسرى. والحقيقة أن لوبير بعد اجتماعه مع النائب العام المستشار هشام بركات، أكد بكل صراحة ودون مواربة أن القضية معقدة للغاية.. وأنهم يحتاجون إلى دعم السلطات المصرية.. وتوفير كل المعلومات والأدلة التىتوضح أن هذه الأموال- المهربة لديهم- كانت نظير غسيل الأموال وأعمال الفساد ولابد من أحكام قضائية نهائية. أما عن بريطانيا.. فقد قامت بالتحفظ على أموال 19 شخصية مصرية من رموز النظام الأسبق وعلى رأسهم الرئيس المخلوع ونجلاه علاء وجمال مبارك وأحمد عز وزوجاته الثلاث.. ورجل الأعمال الهاربة حسين سالم صديق مبارك وأفراد أسرته! إننى أعتقد أن الكرة فى ملعبنا الآن.. ولابد من أن نتعاون مع كل الجهات القضائية الأجنبية فى الدول المهربة فيها أموال الشعب ونستجيب لبعض طلباتهم حتى نستطيع استرداد هذه الأموال المنهوبة التى استحلها بعض رموز النظام الأسبق لأنفسهم لينعموا بها ويتركوا الناس الغلابة تعيش فى القبور وتتقاتل من أجل رغيف عيش وأنبوبة بوتاجاز! *** إننى أطالب النائب العام المستشار هشام بركات بتكوين لجنة مصغرة لدراسة الموقف النهائى لهذه الأموال المهربة.. ولابد من المتابعة الدورية مع الانتربول الدولى لتتبع كل الهاربين من مصر أمثال يوسف بطرس غالى وممدوح إسماعيل «صاحب عبارة الموت السلام 98» وغيرهما.. الذين مازالوا يرتعون فى شوارع لندن وينعمون بأموال الشعب.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..