لا تستغرب ولا تندهش بهذا العنوان الذى يعلو هذا الحديث الملىء بالشجون.. فكل واحد منا قصة قصيرة جدا جدا، تبدأ منذ يولد خارجا من رحم أمه الواسع الذى كان يصول ويجول فيه على راحته دون أن يشاركه فيه أحد تسعة أشهر يتكون وينمو ويتشكل بكل ملامحه الشكلية العين مثل الأم أو الأب والأذن شكل الجد أو العم، واللسان إما طيب أو غبى (يلوش) فى خلق الله يمين وشمال أو مهذب وجميل يحبه الناس ويلتفون حوله.. إلى الدنيا الضيقة جدا.. جدا. وإذا كنت أبيض أو أسمر أو حتى أصفر أو حتى ألبينو فهذا ليس اختيارك هذه مسألة جينات ووراثة ليس لك دخل فيها، أنت مسكين لم تختر شيئًا ولا حتى تحدد وقت خروجك إلى هذه الدنيا ولا حتى اسمك الميمون سواء أسموك اسمًا جميلًا يليق بسيادتك أو حتى أسموك اسمًا عفشًا يوسمك بصفة تلازمك حتى نهايتك السعيدة أو غير السعيدة حسب الظروف والسلام. مثل البغل أو الثور أو الحيوان أو حتى اسم جميل وأنت لست جميل بالمرة فيسخر منك الناس وعندما يروك يضحكون، هو هذا جميل وأحيانا اسمك يكون على مسمى فتعيش به سعيدا فيكون اسمك أسد وأنت أسد فعلا أو يكون اسمك فأر وأنت سيد الفئران.. واخد بال سيادتك الكلام لم ينته بعد.. الحكاية ليست كذلك فقط هل قالوا لك اتولدت على سرير ولا على البلاط فى حجرة رطبة فى شتاء بارد ولا فى غيط تحت شجرة فى عز حر الصيف ولا على سرير مفروش بملاءة حرير مكتوب عليها اسمك الجميل، سألت وعرفت ولا عشت حمار لم تعلم شىء عن بدايتك على هذه الأرض وبالتأكيد لم تعرف شيئًا عن نهايتك أيضا. فبعد أن تصعد روحك إلى بارئها أين تكون؟ لا تعلم كيف غسلوك ولا كيف شحنوك إلى مسواك الأخير. ولا تعرف شيئًا عن شكل القبر الذى دفنت فيه ولا شىء. اتولدت وحضرت إلى هذه الدنيا يا مرحبا يا مرحبا ويا أهلا بالمعارك. احمل يا أخى المسئولية. احملها فقد رفضتها الملائكة وحملتها أنت أيها (.......) حنشوف ماذا ستفعل بلاوى والله بلاوى.. ده انت حتشوف العجب العجاب. أصبحت طفلًا مدهولًا ولا طفلًا ذكيًا وفرفورًا.. انت بقى ونصيبك وحسب الناس اللى انت منهم انت وحظك أم ذكية ولا غبية وأب محترم ولا أب حلنجى وزبالة وسكير وقمرتى وفقير ونقير ويتلقح يمين وشمال انت وحظك.. انت اخترت، انت جيت وخلاص عيش واستمتع.. هى دى القصة لا، لا الحكاية لم تنته بعد، ذهبت المدرسة ولا اشتغلت فى غيط ولا صبى فى ورشة ولا بليد وتنضرب ضرب علشان تذاكر وتنجح الحكاية هنا أيضا ليست بتاعتك غبائك ولا ذكائك وراثى بحت، حتفلح ولا لأ المسألة ترجع لحقيقة تكوينك الوراثى.. عرفت انتبهت تعلمت الصح والخطأ هذا توفيق من ربنا ليس لك فيه دخل أيضا. إوعى تفتكر إنك جهبذ وان عقلك جبار وخارق للطبيعة المسألة إشارة ألقت بك هنا أو هناك.. وستدفع الضريبة على ذلك إذا أخذت شيئًا باليد اليمين أوعى تنسى أنها ستأخذ حتما بالشمال، مسألة وقت لا تفرح أنت فاكر إيه لا لا لا.. كله جاى هذه حسابات (ومن حسب الحسابات فى الهنا بات) هكذا قالت حكمة الناس اللى قبلنا.. يطلع لك مائة مطلوع يأخذ منك دون أن تدرى. الدنيا ضحكتلك شوية انتظر إنها لا تضحك على الدوام.. سوف تكشر عن أنيابها.. فهلوى وشاطر وبتلعب بالبيضة والحجر وتجيب التائهة وبتلعب بالفلوس لعب ومن سكانى القصور ولديك الخدم والحشم وعندك بطانة سوء وبطانة جهل وفاكر أنك وصلت وعديت وتحت رجليك كل الناس.. استنى، استنى، خد بالك لم تعرف الضربة ستأتى متى ومن أين؟ المسألة وقت.. تمشى إزاى الحكاية لا تسير هكذا كما تريد سيادتك لقد ذلت أمامنا أعناق وضربت وطارت فى الهواء.. فاكر نفسك كبير.. كبير على من. انتظر أنت الأقوى.. ضربات الزمان أقوى وأعنف حتروح فين يا غلبان، كسبت جولة الثانية خسرانة هى كده المعادلة الكونية لا أحد كسبان على الدوام ولا أحد خاسر على الدوام.. بس أنت لا تتعلم أنت تنسى سريعا والنسيان، كما هو نعمة أحيانا هو نقمة أحيانا. والله لا تساوى شربة ماء ولا بولة ماء لكن من يعتبر.. افتريت سيفترى عليك، لعنت ستلعن. تآمرت سيتآمر عليك. سرقت ستسرق، غشيت ستغش، ستسخر من غيرك سيسخرون منك ويقهقهون. ستتباهى سيتباهون منك، ستقتل فى الناس سيقتلك كل الناس ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب. دخلها ووجدها خاوية على عروشها، ودائما كذلك هذا كلام لا يكذب ولا يحنث.. هذا كلام المولى عز وجل.. كله سلف ودين. لو أنت تعلمت وعرفت غير ذلك أقولك القصة بتاعتك مضروبة خسرانة تيوانى. سطورها غير مستقيمة، مشرشرة ولا حتى كاروهات ولا تصح معانا.. لكن قصتى أنا القصيرة هكذا عرفتها وخابرتها ودرستها وعرفت هذا من بدرى وعرفت أن النهاية واحدة مثل البداية لكن التفاصيل يمكن تتغير شوية تلبس حرير تلبس خيش لكن فى البداية والنهاية كما جئت الدنيا عاريا ستخرج منها عاريا وارحمنا يا رب من سارقى القبور والأكفان.