أما الأسرة الثانية فهى أسرة «محمد» الذى يبلغ من العمر الخامسة عشرة من إحدى محافظات شمال الصعيد وهو الابن البكرى للأسرة المكونة من أم وأب وثلاثة أطفال خلاف الابن المريض.. الابن كان يملأ الدنيا على أمه وأبيه فرحا وسعادة.. يخرج من المدرسة ليلعب الكرة مع زملائه وأصدقائه.. يحمل حقيبة مدرسته.. يدخل البيت ليجلس على المائدة الصغيرة المعدة للمذاكرة.. أحلامه كبيرة.. وأمانيه عريضة.. يتمنى أن يستكمل تعليمه ليلتحق بالجامعة حتى يستطيع أن يعمل فى وظيفة محترمة ويساعد والده الذى يعمل بالأعمال الزراعية غير الدائمة، ولكن كانت أحلامًا طارت فى الهواء، فقد بدأت تظهر عليه أعراض الوهن والضعف.. أصبح غير قادر على اللعب مع أصدقائه وزملائه بالمدرسة أو حتى أن يمشى المشوار من المدرسة إلى البيت.. فى الصباح لا يستطيع أن يستيقظ بسهولة أو أن يخرج للمدرسة.. وإن ذهب يعود لينام فى فرشته ويطلب من أمه أن تساعده على تحمل الآلام التى يشعر بها فى جسده.. فقد جزءا من وزنه.. ارتفعت درجة حرارته حاولت الأم التغلب على درجة الحرارة بالمشروبات الساخنة ولكن هيهات وأصبحت آلامه تمزق صدر أمه اضطرت إلى اصطحابه للوحدة الصحية، ولكن الأدوية التى وصفها الطبيب لم تأت بنتيجة، وعادت الأم بعد أن زادت حدة المرض وتم تحويله إلى المستشفى المركزى وتم إجراء تحاليل، ثم تحاليل يوم والثانى والثالث وعرفت الأم المستور أن ابنها البكرى مصاب بورم سرطانى بالغدد الليمفاوية وقام الأطباء بتحويله إلى المعهد القومى للأورام وكان عليها أن تستقل القطار من بلدتها فى الصعيد إلى القاهرة ليتم علاج الابن الذى أكد الأطباء حاجته إلى جلسات مكثفة من العلاج الكيماوى والإشعاعى وبالطبع تغيب الابن عن المدرسة وعصف المرض بأحلامه.. الأسرة لا تجد ما يفى باحتياجات الابن المريض، فهل تجد من يساعد الأسرة؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.