يواصل وزير الخارجية نبيل فهمى جولاته لعدد من العواصم الأفريقية فى إطار خطة لزيارة كل دول القارة وفق توجهات السياسة الخارجية التى تتبعها مصر والاهتمام بأفريقيا وسوف يستكمل بعض مباحثاته بعد جولته الراهنة مع بعض وزراء الخارجية الأفارقة على هامش القمة العربية الأفريقية التى تعقد فى الكويت الأسبوع المقبل والتى تستهل نشاطها باجتماع وزراء الخارجية فى 17 الجارى. وكان وزير الخارجية نبيل فهمى قد أعلن أن زيارته للسنغال تستهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مشيرا إلى أن الحكومة المصرية بتوجيه من الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور تعطى أولوية للعلاقات مع أفريقيا، وقال إنه زار مؤخرا ضمن وفد وزارى مصرى كلا من أوغندا وبوروندى وأنه كان يعتزم زيارة ساحل العاج إلا أن تعارض ارتباطات الطرفين لم تسمح بإتمام الزيارة. وقال إن زيارته للسنغال تعد أول خطوة إلى دول غرب أفريقيا باعتبار أن التوجه الدبلوماسى المصرى ينصب على أفريقيا كلها وليس إلى دول شرق أفريقيا ودول حوض النيل رغم أهميته مؤكدا أن الدبلوماسية المصرية ستنطلق جنوبا خلال الأشهر القادمة. وأضاف وزير الخارجية أنه يحمل رسالة صداقة وتعاون من الرئيس المؤقت عدلى منصور إلى الرئيس السنغالى تؤكد على التعاون المصرى السنغالى سواء فى الإطار الثنائى أو فى إطار الاتحاد الأفريقى. وقال إنه فى طريق عودته للقاهرة سيتوقف فى مدريد حيث يلتقى بعدد من المسئولين الأسبان فى إطار تعزيز العلاقات المصرية الاسبانية باعتبارها من دول جنوب المتوسط التى تحرص مصر على تعزيز العلاقات معها. وأوضح وزير الخارجية أن مباحثاته فى اسبانيا ستتناول إلى جانب العلاقات الثنائية الموقف فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الجانب الاسبانى له موقف تاريخى من عملية السلام فى الشرق الأوسط عندما استضافت أسبانيا مؤتمر مدريد للسلام كما يسعى الى القيام بدور فى الأزمة السورية إلى جانب الاهتمامات المصرية الاسبانية فيما يتعلق بالبحر المتوسط. وأكد نبيل فهمى وزير الخارجية أهمية زيارته للدولتين على قصر مدتها. وردا على سؤال حول ما جرى من الاتحاد الأفريقى من تعليق لعضوية مصر به وهل سيتناول هذا الموضوع خلال زيارته للسنغال قال وزير الخارجية أن مصر دولة افريقية بصرف النظر عن موقف الاتحاد الافريقى وانه سيتناول هذا الموضوع ضمن موضوعات أخرى سيتناولها مع نظيره السنغالى مشيرا إلى أن لجنة السلم والأمن الأفريقى اتخذت قرارا خاطئا بهذا التعليق وننتظر منهم مراجعة هذا القرار وعندما تتم المراجعة ستعاود مصر المشاركة فى انشطة الاتحاد الافريقى باعتبار مصر دولة مؤسسة لهذا الاتحاد وغيابها عن أنشطته أمر غير طبيعى ويضر بالمصالح الأفريقية والمصرية. وقال وزير الخارجية إن التحرك المصرى الأفريقى رسالة واضحة وصريحة بالهوية المصرية الأفريقية بصرف النظر عن هذا القرار الخاطئ وان مصر تطرح هذا الموضوع فى اتصالاتها ولكنه ليس الموضوع الوحيد للدبلوماسية المصرية. وأشار وزير الخارجية إلى أنه لمس خلال اتصالاته مع المسئولين الأفارقة تفهما كاملا للأوضاع فى مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو وان المبعوثين المصريين إلى دول أفريقيا عادوا جميعا بنتائج ايجابية تؤكد تفهم دول أفريقيا لما جرى بمصر مؤكدا ضرورة مراجعة الاتحاد الأفريقى لقرار تعليق أنشطة مصر به. وأكد وزير الخارجية أن تنفيذ خارطة الطريق سيعطى الاتحاد الافريقى المبرر والدافع لمراجعة قراره بشأن مصر. وحول التعاون الثنائى المصرى السنغالى أكد وزير الخارجية ضرورة تنشيط اللجان المشتركة لتفعيل التعاون الثنائى والمشروعات موضحا أن هذه الزيارة بالتحديد رسالة سياسية وهى تحمل صوت الشعب المصرى بعد ثورته وتأكيدًا على أن التوجه المصرى ليس بعيدا عن أفريقيا بل هو فى بؤرة اهتمامه ويتضاعف لدول الجوار ذات الهوية العربية أو الجذور الأفريقية. وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين، ودفع التعاون الثنائى فى المجالات المختلفة، وتأكيد حرص مصر على المساهمة فى خطط التنمية الوطنية التى تتبناها السنغال تحت قيادة الرئيس ماكى سال، فضلاً عن التشاور وتنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، فى ضوء الدور الحيوى الذى تلعبه كلتا الدولتين فى الإسهام فى قضايا السلم والأمن والتنمية فى أفريقيا، حيث يترأس ماكى سال لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتوجيه النيباد، كما تقوم السنغال بدور حيوى فى منطقة الساحل الأفريقي، فضلاً عن دورها الهام فى العديد من المحافل الإقليمية والدولية مثل منظمة التعاون الإسلامى والمنظمة الفرانكفونية. وحول مباحثاته فى أسبانيا أكد نبيل فهمى أنه سيتم التركيز على الخطوات المستقبلية فيما يخص الشأن المصرى حيث تجاوزت الدبلوماسية المصرية شرح ما جرى وأنها تشرح تطلعات الشعب المصرى وأهدافه باعتبار هذا الأمر مثار اهتمام الغير نظرا لقيمة مصر ووضعها حيث يعيش ربع العالم العربى بها. ولفت وزير الخارجية أن مصر تتفهم رغبة الغير فى معرفة ما يدور بها وأنها إذ تشرح الأوضاع بها فإنها لا تقوم بهذا الأمر دفاعا عن النفس وإنما من قبيل الثقة والاطمئنان فيما يجرى من خطوات نحو المستقبل.