ليس كل ما نحبه نافعًا لنا ولكن النافع هو ما كان خالصًا لوجه الله وليس لنا من أعمالنا إلا ما كان مخلصًا، فالإخلاص هو طريق الفلاح فى الدنيا والآخرة .. وأى عمل بلا إخلاص مردود على صاحبه والعمل بإخلاص لكسب الحلال فى الدنيا.. وكسب رضا الله فى الآخرة هو المقصود من المؤمن ففى الحالين حالى الدنيا والآخرة لابد أن نخلص العمل لأن الناقد بصير فإذا كنت ممن يرجون الدنيا فإن رئيسك فى العمل بصير على إخلاصك وإتقانك وعدمه، وإذا كنت ممن يرجون الآخرة فإن الله لا يقبل من متصنع عملًا. ولنا فيما رأته السيدة عائشة رضى الله عنها من موقف وتعليقها المثل فقد رأت رجلا ظاهره غير باطنه فقالت ما بال الرجل؟ قالوا رجل يظهر الصلاح فقالت إن عمر بن الخطاب كان أصلح منه فإذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا أطعم أشبع فدعوا التصنع فإن الله لا يقبل من متصنع عملا. ومن كان يريد الدنيا والآخرة فعليه أن يجعل كل شيء لله عملا بقول الله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم ففيها الإخلاص:- (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) رزقنا الله الإخلاص فى السر والعلن وابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى.