أثارت التظاهرات والتى كان أحدثها ما يجرى من اشتباكات واعتداءات بالأيدى والألفاظ من جانب طلاب جامعة الأزهر ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان، غضب الجميع.. ووصفه العلماء بأنه ليس من الإسلام الذى حدد ووضع أسس الخلاف والاختلاف وطرق حلها بالحوار.. كما رفضوا السباب والألفاظ النابية وتشويه الجدران وما إلى ذلك. ففى البداية قال د. محمد الشحات الجندى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية إن الإسلام أقرلكل شخص حرية التعبير عن الرأى، بشرط أن يتم ذلك بصورة سلمية، فلكل غنسان الحق فى أن يبدى رأيه فى الأمور التى تخص شئون بلده.. حيث يقول تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) ،مضيفا:أما أن يصاحب هذه الاحتجاجات تخريب للمنشآت أو قطع للطريق أو تعطيل للمرور أو الكتابة والرسم على حوائط المنشآت ومساجد الله أو أن يهدم الأرصفة،فكل ذلك تخريب ونوع من الأفساد فى الأرض، ولم ينفع بشىء لقوله تعالى(سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ). وتابع الجندى: أنه من حق أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» المطالبة بعودة الشرعية والتمسك برأيهم الشرعى، لكن شرط أن يكون ذلك فى حدود الإختلاف الأدبى، وبما يتناسب مع الأدب الإسلامى، دون سباب لقوله (صلى الله عليه وسلم ) «المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش» وقوله «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره»، مطالبا بالإلتزام بآداب الاختلاف التى أقرها الإسلام وقال الشيخ على وصفى إمام جامع عمرو بن العاص، وعضو جبهة علماء الأزهر إن الإختلاف مشروع فى الإسلام، وموجود بالفطرة بين البشر، مضيفا «لكن المفترض أن يكون فى حدود المقبول»، وأن يكون هناك قبول للطرف الآخر، وأن تكون هناك دوافع معينة تجاه حزب أو فصيل أو تيار سياسى بعينه، وأن تكون المصلحة العامة للدولة هى أساس الأختلاف والتحاور. وذلك بأمثلة كثيرة للحوار والاختلاف بين الرسول (صلى الله عليه وسلم ) والصحابة منها ما حدث فى غزوة بدر عندما خالف بعض المسلمين النبى (صلى الله عليه وسلم ) فى رأيه وقبل النبى ذلك بصدر رحب ونزل عن رأيه لرأى الصحابة.. وفى صلح الحديبية يظهر الإختلاف، حيث كان عدد الصحابة 1400 صحابى كان منهم على رأى النبى 200 فقط وخالفه 1200 صحابى، لكن دون تجريح أو تشويه أو إيذاء لأحد، حيث كان الاختلاف يعبر عنه دون مصلحة شخصية لأحد، وبالاقناع والحجة استطاع النبى (صلى الله عليه وسلم ) أن يقنعهم فاستجابوا له، كذلك عندما أتى «مال» من البحرين ووزعه النبى بين عدد من الصحابة فعارضه أحدهم وأغلظ القول للنبى، فأراد عمربن الخطاب أن يقتله.. فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم ) «مهلا يا عمر لعله يصلى» .. فقال عمر «فكم من مصل يقول بلسانه ما ليس فى قلبه» فقال النبى ما أمرت أن أنقب عن قلوب الناس ولا أن أشق بطونهم.. ثم قال (صلى الله عليه وسلم ) يخرج من ضئضىء «أصل الشىء هذا أناس يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم» فالنبى عامله بأدب وحاور عمر رضى الله عنه بلطف. وابن عباس رضى الله عنه عندما حاور الخوارج وأعاد منهم ثلثى عددهم بالمحاورة والإقناع وقوة الحجة، بدون عصبية ولا إيذاء ولا تعصب. وأضاف وصفى أما ما يحدث الآن من بعض الناس بتشويه لجدران، وكتابة ألفاظ نابية وتخدش الحياء، فهذا ليس مظهرًا حضاريا وكان النبى (صلى الله عليه وسلم ) ينهى عن الفحش والتفحش، ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا.. أما تكسير الأرصفة فهذه أشياء عامة وملك للدولةلا يجوز هدمها فيقول تعالى (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)ويقول أيضا (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) وأرجع عضو جبهة علماء الأزهر الأسباب التى توقع الإنسان قبل هذه الأفعال إنما هو الجهل بحقيقة الدين.. موضحًا أن الحوار لا يجب أن يكون مشروطًا بنتيجة معينة، وألا تكون هناك عصبية لفكر معين أو لحزب بعينه، مؤكدًا أن الحزبية التى تدعو إلى الفرقة مرفوضة ومذمومة لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)ودعا الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، أعضاء جماعة الإخوان المسلمين «المحظورة» بالابتعاد عما يفعلونه، واصفا هذه الأفعال بالمهاترات التى لا تقدم ولا توفر - حسب كلامه -، لأنه لم يعد هناك فائدة. وأضاف: «لقد مكنهم الله فى الأرض، لكنهم لم يحسنوا التصرف، وأصبحت البلاد فى عهدهم تخرج من أزمة لتدخل فى أزمة جديدة وتثبت فشلهم على المستويين الداخلى والخارجى، مطالبا إياهم بالتزام الصمت ويلتزموا بأنفسهم لقوله تعالى( يايها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم ) ?واختتم كلامه مؤكدًا أن ما يفعله الإخوان من تجمعات وتعليق للافتات وكتبة لشعارات وسباب وما إلى غير ذلك ولا يمت للإسلام بصله، موضحًا أنهم لو كانوا مسلمين حقا لسلم الناس من ألسنتهم وأذاهم لقوله(صلى الله عليه وسلم ) «المسلم الحق من سلم الناس من لسانه ويده».