عادت خفافيش الظلام مرة أخرى تحاول أن تزعزع استقرار الوطن من خلال أحداث فتنة طائفية تضرب وحدته الوطنية، بعد التلاحم الرائع الذى شهدته ثورة 30 يونيو بين أبناء الوطن من مسلمين ومسيحيين وسط قرع أجراس الكنائس مع رفع أذان المغرب، ليفطر المصريون كلهم صيام رمضان، فى لوحة رائعة لم تعجب طيور الظلام التى أرادت ضرب وحدة شعب امتزجت دماؤه وتوحد مصيره طوال تاريخه.. الهدف لم يكن أبدأ كنيسة العذراء بالوراق التى استهدفتها يد الإرهاب الغادرة برصاصات طائشة اغتالت فرحة حضور حفل زفاف تحول إلى مأتم بعد استشهاد 4 أبرياء من بينهم طفلان فى عمر الزهور، بل كان الهدف كما أجمع رجال الدين المسيحى والإسلامى هو إحداث فتنة طائفية تعرقل خارطة الطريق، ولكن هيهات فقد فشل الإرهاب الأسود كالعادة بعد أن امتزجت دماء المهنئين من مسيحيين ومسلمين فى وحدة مصير لا تتكرر إلا فى مصر.. فى البداية وصف القمص صليب متى ساويروس عضو المجلس الملى العام الحادث بأنه إجرامى ينم على الخسة والانحطاط، وأن مرتكبيه ليس لهم أخلاقيات أو دين، وأضاف أن الحادث يستهدف تمزيق الوطن سواء من حيث اختيار المكان ككنيسة، أو من حيث مناسبة الفرح التى أراد من ارتكب الحادث تحويلها إلى حزن بل إلى مأساة كاملة، مأساة توجه ليس فقط للكنيسة أو الأقباط بل للوطن بأكمله.. أصابع الاتهام وأكد صليب أن المتهمين فى هذا الحادث هم أنفسهم من ارتكبوا كل الحوادث التى شاهدناها فى الفترة الأخيرة سواء فى سيناء أو المحافظات الأخرى من مظاهرات أو اعتداء على المنشآت العامة، والتفجيرات التى تحدث بصفة خاصة فى المنشأت العسكرية، وهم أيضاً من وصل بهم الحال إلى الشماتة فى هزيمة المنتخب المصرى أمام غانا بل أنهم ذهبوا إلى كوماسى لتشجيع الفريق المنافس، وهم أيضاً من كانوا وراء الاعتداء على الكاتب المصرى العالمى علاء الأسوانى، واضاف هؤلاء هم أساس الفتنة والبلاء الذى تشهده البلاد مؤخراً لأنهم يمولون من الخارج بأجندات خاصة.. وشدد صليب على أن هدف من ارتكبوا هذا الحادث هو مصر بصفة عامة، من خلال إحداث فتنة طائفية بين المصريين، ففى الصباح نددوا بقيادات الأزهر وفى المساء اعتدوا على الكنيسة، بالإضافة لما تلاقيه أرض سيناء من تفجيرات متواصلة ضد الجيش والشرطة، والاعتداء على المثقفين والإعلاميين وكل من يحاول كشف الظلام الذين يريدون فرضه على أرض مصر.. وأضاف أن هذه الحوادث جاءت بنتيجة عكس ما كان يهدف إليها مرتكبيها، بل إنها ستؤثر تأثيراً إيجابياً بزيادة الروابط والتكاتف بين المصريين مسلمين ومسيحيين، وسوف يزدادون ترابطا وتلاحماً وصلابة فى مواجهة هذه الهجمة الوحشية من الإرهاب الأسود ومن يقف وراءها سواء كان داخلياً أم خارجياً.. من جهته وجه الشيخ محمد قطب رئيس الجمعية الشرعية بالسيدة زينب تعازيه لأسر الضحايا، مشيراً إلى أن هذا الحادث أصاب كل المصريين وليس فقط فئة دون أخرى، وأضاف هذا مصابنا نحن المسلمين قبل إخواتنا المسيحيين، وإننا نبرأ إلى الله من هذا الفعل الذى فاق كل وصف فديننا وكل الأديان السماوية تستنكر هذا الفعل الدنئ الذى إن دل على شىء فإنما يدل على الخروج على التعاليم الإلهية حيث المحبة والسلام.. وأضاف قطب أستطيع أن أقول أن أحبابى المسيحيين شيباً وشباباً ذكوراً وإناثاً أثبتوا مدى عشقهم لتراب هذا البلد ومدى إخلاصهم وحبهم لهذا الوطن، وقد حاول الإرهابيون أن يحيدوهم عن مسيرة إخوانهم المسلمين، ولكن خاب ظنهم فكان الإلتحام الرائع ابتداء من الصلوات فى التحرير إلى دق أجراس الكنائس مع أذان المغرب، إلى إراقة دماء المصريين بدون تفرقة على أرض سيناء، وأشار قطب إلى أن الانتخابات قادمة وشياطين الإنس الإرهابيون يضعون فى اعتبارهم أصوات المسيحيين فيريدون أن يثيروا الذعر والخوف بينهم حتى لا يشترك الإخوة المسيحيين فى أى استحقاقات انتخابية سواء الدستور أو البرلمان أو الانتخابات الرئاسية ومن هنا كان هذا الإرهاب الذى لا يقره دين فى الوجود، ولكن كما خاب ظن الإرهابين فى الماضى سيخيب الآن أيضاً لأن الإخوة المسيحيين فى مصر نسيج يختلف عن كل مسيحى أمريكا وأوروبا، فقد ولدوا على هذه الأرض وشربوا من ماء نيلها وظللتهم سماؤها، واختلطوا بطينها الطيب فلن يتراجعوا عن اللحمة مع إخواتهم المسلمين، وصوت البابا المعظم شنودة الثالث يردد مصر ليست وطنا نعيش فيه وإنما هى وطن يعيش فينا.. فشل ذريع على الجانب الأمنى وصف اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى حادث الوراق بأنه حادث إرهابى قذر يتسم بالخسة والدناءة، وأضاف هذا الحادث امتداد لجرائم قذرة أخرى ارتكبتها جماعة الإخوان خلال الفترة الماضية لم ترتكبها إسرائيل نفسها خلال حروبها الماضية معنا، وإن دل على شىء فإنه يعطى عدة دلالات أولها أن هؤلاء الناس فقدوا كل معانى الإنسانية واتسمت سلوكياتهم بالتوحش بل ما هو أدنى من مستوى التوحش، ثانياً أنه حادث يأتى بعد عملية تفجير مبنى المخابرات بالإسماعيلية لتحقيق عدة أهداف على النحو التالى، فأولاً وبعد تضييق الخناق على الإخوان وحلفائهم فى شمال سيناء وبعد نجاح العمليات العسكرية فى تدمير الكثير من البؤر الإرهابية ومخازن السلاح وإغلاق الأنفاق مع غزة ومقتل واعتقال العديد من الإرهابيين هناك، لذلك فهم يحاولون نقل عملياتهم الإرهابية إلى منطقة القاهرة والوادى بتعليمات من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، حيث تتواكب هذه الهجمات الإرهابية مع ما يثار من مبادرات من جانب مؤيدى الجماعة للتفاوض مع نظام الحكم الجديد فى مصر، لتشكيل ضغوط على المسئولين للتفاوض وتقديم تنازلات أبرزها الإفراج عن المسجونين من قيادات الجماعة.. يأتى بعد ذلك – والكلام مازال على لسان اللواء سويلم – محاولة من الجماعة لاستمرار إثبات وجودها على الساحة رغم الضربات الأمنية التى وجهت لها وسقوط نظام حكمها، ورسالة إلى أفرع الجماعة فى باقى الدول العربية والإسلامية بأنهم صامدون، ثالثاً محاولة إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين وهذا الهدف فشلوا فيه فشلاً ذريعاً.. وأضاف سويلم أنه من المتوقع استمرار مثل هذه المحاولات الإرهابية مع اقتراب مواعيد الاستحقاقات الانتخابية السياسية فى محاولة لإفشالها، لكن بغباء هذه الجماعة فإن هذه الأعمال الإرهابية دائماً ما تأتى بنتائج عكسية حيث يتأكد الشعب المصرى أنهم جماعة دموية تخريبية لا ولاء أو انتماء لها، بل أنها تضع من يؤيدها فى الدول الغربية سواء أمريكا أوانجلترا أو ألمانيا فى موقف حرج لأنها تثبت لهم يومياً بأنها جماعة إرهابية بالاعتداء على المسيحيين فى مصر. وأكد سويلم أن منع هذه الحوادث الإرهابية يأتى بدعم الشعب للجيش والشرطة فى اعتقال ومحاصرة هذه الجماعات ومنعها من تحقيق أى أهداف لها، مع زيادة الإجراءات الأمنية رغم الاعتراف بصعوبة تأمين أكثر من 2 مليون هدف استراتيجى على الساحة المصرية، حيث فشلت أمريكا نفسها وهى قوة عظمى فى منع جماعة إرهابية من مهاجمة مدرسة وقتل مدرسيها وطلابها أكثر من مرة. وشدد سويلم على أنه من الضرورى قبل إنهاء حالة الطوارئ التى ستنتهى الشهر القادم أن يتم إقرار قانون مكافحة الإرهاب وتنفيذ قانون منع المظاهرات لمواجهة هذه الأحداث الإرهابية.