تعانى الإسكندرية من إهمال جسيم فى النظافة ومياه الشرب وفوضى المرور وغياب الأمن وتدهور خدمات النقل العام وطفح المجارى والارتفاع الجنونى للعمارات المخالفة.. الإسكندرية التى تغنى بها الشعراء وتغزل فى شواطئها وكنوزها وترابها العلماء والفنانون وكانت مدينة عالمية تجمعت فيها ثقافات اليونان والرومان والمسيحيين والمسلمين واليهود أصبحت فى خبر كان. من يصدق ما يحدث لما كان يطلق عليها «عروس البحر المتوسط» بعد أن تراكمت فيها أكوام القمامة وأصبحت كالتلال فى الشوارع الرئيسية والميادين وفى الأحياء الراقية بعد أن تركت الشركة الفرنسية للنظافة العاصمة الثانية فى حيص بيص واضطر محافظ الإسكندرية الأسبق الدكتور أسامة الفولى إلى الاستعانة بشركة نهضة مصر لإنقاذ الإسكندرية من كارثة بيئية، ولكن الشركة المنفذة ليس لديها خبرة كافية والعربات مجهزة تقوم بنقل القمامة فى سيارات نصف نقل ونقل مما تنقل الرمل والطوب والزلط وهى بدون غطاء مما يجعل المخلفات الورقية تتطاير منها أثناء سيرها وتقع فى الشوارع. أما فوضىالمرور فتدل على غياب إدارة اسمها المرور بالإسكندرية.. حيث اصطنع سائقو الميكروباص والبلطجية مواقف سيارات على مزاجهم وتحت بصر و رؤية رجال المرور والشرطة فى باب شرقى أمام قسم الشرطة وفى محطة سيدى جابر.. مما يعرقل حركة السيارات ويصيب المدينة بالشلل التام ويجعل السيارات الملاكى تتحرك كالسلحفاة. أما مخالفات البناء فاحتلت الإسكندرية أرقاماً قياسية فيها حيث زادت العمارات المخالفة وغير المرخصة على 100 ألف عمارة دون تدخل من المحافظة بوقف التراخيص وإزالة المخالفات لعدم وجود حملات ميكانيكية كافية وعدم وجود رجال شرطة أثناء الإزالة والتذرع بعبارة مطاطة اسمها «دواعى أمنية». أما مياه الشرب فتعد أزمة متصلة بسبب تعدى المزارعين على مياه المحمودية وعمل قنوات خاصة لهم لرى زراعات الأرض فى محافظة البحيرة.. فضلاً عن استنزاف المياه فى البناء العشوائى والعمارات المخالفة مما يجعل مياه الشرب لا تصل إلى الأدوار الثانية فى العمارات. ومشكلة المجارى أصبحت مزمنة فى منطقة الإصلاح الزراعى وتتحول أحياناً إلى بحر عميق يجعل سيارات النقل والملاكى تغرق فيه.. كما أن مياه المجارى تغرق الشوارع الرئيسية فى منطقة وابور المياه وهى من الأحياء الراقية والعريقة بالمحافظة، كما أن المطبات والبلاعات تقضى على البقية الباقية من سيارات سكان المنطقة. إن الإسكندرية فى حاجة ماسة إلى إعادة الأمن والانضباط والمرور إلى شوارعها وفى حاجة إلى مشاركة رجال الأعمال بالدعم المادى، لأن اللواء طارق المهدى محافظ الإسكندرية الحالى لن يستطيع أن يحل هذه المشاكل المزمنة، فالرجل لا يملك عصا سحرية ولا خاتم سليمان، وعلينا جميعاً أن نعاونه مادياً ومعنوياً لكى لا تنهار الإسكندرية أكثر، ونحاول باستماتة إنقاذ ما يمكن إنقاذه حفاظاً على اسم وتاريخ وحضارة الإسكندرية.