ابنة فنان اضحك الملايين من القلب رحل عنا لكن مازلنا نضحك كثيرا عندما نشاهد أعماله .. اثرى المسرح والسينما والتليفزيون والغناء .. هو «بابا عبده» الفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولى .. حاورنا ابنته أمل عن الوجه الآخر له وما لم نعرفه عن هذا الفنان الجميل وكان لنا هذا الحوار... ? ما الوجه الآخر للفنان عبد المنعم مدبولى؟ ?? أبى كان به كل التناقضات من حساسية مفرطة وحنان شديد وفى نفس الوقت كان حازمًا وعصبيًا، كان به كثير من شخصية بابا عبده التى قدمها فى مسلسل « أبنائى الأعزاء شكرا» فى حبه لأبنائه وحنيته ولكن ليس بتراخى وضعف بابا عبده فى مواجهة الأخطاء، عودنا على تحمل المسئوليه وكيفية التعلم من الأخطاء، وبناء عليه لم نكن نعتمد فى حياتنا على أننا أبناء رجل مشهور، وكان عصبى جداً جداً حتى أن اصحابه كانوا يسمونه نيرون (الذى حرق روما ) ولكن كما كان سريع الغضب كان أيضاً سريع الهدوء ومتسامحًا ،انا اقرب ابنائه اليه كنت دائما أناقشة وأبوح له بأسرارى أكثر من أمى أحيانا، وكنت اخرج معه كثيرا. ? هل كان يحكى لكم عن أعماله وأصدقائه من الفنانين؟ ?? بالنسبة لأعماله ففى المسرح كنت أنا وأخى الأصغر نذهب معه فى الصيف للمسرح يوميا فلم يكن بحاجة ليحكى عنها ولم نكن نتدخل فى أعماله إلا إذا وجدناه سوف يقبل دورا غير مناسب أو يقبل عملًا بلا اجر حبا فى المنتج أو احتراما للمخرج سواء فى السينما أو التليفزيون، حيث كان ودودًا جداً مع أصدقائه وخاصة القدامى فى الدراسة وبالنسبة للفنانين فؤاد المهندس ومحمد عوض و أمين الهنيدى و يحيى شاهين وسمير خفاجى كنا دائما نسأله عنهم ، ولكن كانت علاقته بالفنانين محدودة لأنه كان يحب الجلوس فى المنزل ولا يحب الخروجات والسهرات. ? ماذا عن مدبولى الإنسان؟ ?? مدبولى كإنسان كان منظمًا جداً وعصاميًا وحازمًا فى بعض الأمور على سبيل المثال ميعاد الغذاء ثابت لا يتغير إلا إذا كان لديه ميعاد تصوير طول النهار وكان عندما يجلس أمام التليفزيون ليشاهد مثلا الأخبار أو لعبته المفضلة ( المصارعة الحرة ) كان لابد ان نحترم هذا ونصمت أو نمشى بعيدًا حتى يستمتع بالمشاهدة أو إذا جاءه ضيوف فى الصالون كنا نسير على أطراف اناملنا لانه لا يصح ان نصدر صوتا وهناك ضيوف، اما عن وجبة الإفطار كانت عبارة عن سندوتشات الحلاوة الطحينية وكوب الشاى ولكن فى السنوات الأخيرة طبق البليلة بالعسل وبعد قليل الشاى ، والأرز من الأساسيات على وجبة الغذاء. ? هل كان له هوايات أخرى بجانب ممارسة التمثيل؟ ?? القراءة كانت شيئًا أساسيًا فى حياته ولذلك كانت اغلب المسرحيات التى أخرجها فى المسرح الحر أو فى فرقة الفنانين المتحدين كانت مقتبسة ويقوم بتمصيرها أو تعديلها بما يتناسب مع الحس والذوق المصرى، فكان دائم القراءة بالساعات يوميا حتى أخر لحظة من حياته وكان أيضاً يحب سماع الموسيقى وعنده مكتبه بها تسجيلات كثيرة. أما عن هوياته الأخرى فهو خريج كلية الفنون التطبيقية قسم نحت وعندنا فى البيت بعض أعماله من النحت الخشبى وكان بيحب جداً الرسم واقام قبل وفاته بعدة سنوات معرضًا لرسوماته وحضره فاروق حسنى وزير الثقافة وقتها وبعض الوزراء حتى انهم أخذوا بعض اللوحات فى مبنى المحافظة ووزارة الثقافة. ? كيف كان يهتم بشئونكم وتربيتكم؟ ?? الحقيقة امى كانت تتحمل المسئولية نظرا لظروف عمله حيث كانت لا تسمح بمتابعتنا، لكن العقاب منه وارد فى حالة الاستهتار منا ولم يتدخل فى اختياراتنا للدراسة . ? حدثينى عن خلافه مع الفنان الراحل فؤاد المهندس؟ ?? موضوع الخلاف هذا للاسف الصحافة كبرته جداً فكان خلافا عابرا وصغيرا وانتهى بسرعة، فالفنان فؤاد المهندس كان يقدم حلقات عمو فؤاد مع مخرج يسمى «محمد رجائى» وحصل خلافًا بينهما وقرر المهندس انه لم يعمل معه، لكن إدارة التليفزيون رفضت و قالوا لا لأن المخرج يتبعهم وقرروا استبعاد فؤاد واتصلوا بوالدى لكن أبى قال لازم استأذن فؤاد قبل أن أوافق لان هذا لا يصح وبالفعل فؤاد قال له انا لم اعمل معهم مرة أخرى وأبى قدم فوازير « جدو عبدو» لكن فؤاد المهندس غضب لان العمل نجح ولكن بعد فترة قصيرة تصالحوا ورجعت المياه لمجاريها والدى كان طيب جداً وقلبه ابيض ولا يحب أن يكون هناك خلاف بينه وبين أى شخص. ? ما هى الأعمال التى تفضليها له؟ ?? بحب له أعمال كثير منها مسرحية «بمبة كشر» مع الفنانة نادية لطفى و «مطار الحب» ، و «نمرة 2 يكسب» و «الملاك الأزرق» مع الفنانة هدى سلطان و»حصة قبل النوم» مع الفنانة ميرفت أمين ومسرحيات أخرى كثيرة وفى التليفزيون تقريبا كل الأعمال ومنها «السجين» و «أبنائى الأعزاء شكرا» و «لا يا أبنتى العزيزة»، أما فى السينما فيلم «إحنا بتوع الاتوبيس» و «الحفيد» . ? ماذا عن فيلم « الحفيد» ومسلسل» أبنائى الأعزاء شكرا»؟ ?? فيلم الحفيد يعتبر من روائع السينما المصرية وقد تم تقييمه من افضل 100 فيلم أنتجته السينما المصرية، وأيضا مسلسل « أبنائى الأعزاء شكرا» الذى جسد بها شخصية «بابا عبدة» لانه من الأعمال الدرامية التى تركت علامة فى كل بيت ، ليس فى مصر فقط وإنما فى كل الدول العربية حتى إن عدد رسائل المعجبين من الدول العربية التى كانت تأتى له بعد هذا المسلسل تضاعف عددها بشكل رهيب وأتذكر ان الرئيس أنور السادات قابله بعد هذا العمل وقال له كنت أتابع المسلسل وألغى اى ارتباط لأشاهده فى موعده وكنت أسجلها لأشاهدها مرة أخرى . ? ماذا عن عدد أحفاده وكيف كانت علاقته بهم؟ ?? عدد الأحفاد 8 سبعة صبيان وبنت وكانت علاقته بهم قوية جداً وطبعا جميعهم يتذكرونه جيدا لأنه عندما توفى كان أصغر حفيد عمره وقتها11 عاما ولهم جميعا معة ذكريات كثيرة . ? ماذا عن قصة حياته وهل سيتم تحويلها لعمل فنى؟ ?? بالنسبة لقصة حياته فهو بالفعل كان يكتبها على شكل مذكرات ولكنه فى الفترة الأخيرة بعدما تدهورت صحته توقف عن الكتابة. وهناك شبه اتفاق مع احد الكتاب واسمه جمال عبد المقصود قد يتولى تجميع المذكرات فى كتاب. أما عن تحويل قصة حياته فى عمل فنى هناك فكرة منذ عدة سنوات وهى أن يتم عمل إذاعى فى إذاعة صوت العرب ولكن حدث مشاكل وانا تصدرت و لغيت الاتفاق مع مدير عام التمثيليات فى المحطة بعد معرفتى انه كان ينوى اللعب لعبة غير نظيفة ويقوم بإنتاج هذا المسلسل لدولة عربية بدون أن نعرف وبناء عليه فكرة تحويل قصة حياته لعمل فنى حاليا مرفوضة. ثم اكتشفت للاسف ان كل الأعمال الفنية التى تتعلق بحياة الفنانين ليس منصفة أو صادقة بحجةالحبكة الفنية والتشويق مثل مسلسل ليلى مراد أو أسمهان كلاهما به بعض الأكاذيب أو التضخيم لبعض العيوب فى الشخصية مما دفع الورثة إلى اللجوء للمحاكم لذا فنحن نستبعد تحويل قصة حياة أبى لعمل فنى.