قد يتحمل الإنسان أى عقبات تقف أمامه.. قد يستطيع مواجهتها بإرادته القوية.. يتغلب عليها.. إلا أنه أمام إرادة الله عز وجل يقف عاجزا.. بل يحنى رأسه فإرادة الله لا راد لها.. وهذه «أم أحمد» التى تعيش فى إحدى قرى محافظة الغربية.. تزوجت منذ أكثر من عشر سنوات من رجل يعمل أرزقيا على باب الله يكافح ليكسب قوته وقوت أسرته من الحلال ليس عنده عمل عيب، مادام أن دخله حلال.. يحمد الله على ما يرزقه ويعطيه.. تزوجته ولم تكن تعلم ما يخفى لها ولأسرتها القدر.. وكان حكم القدر صعب وبالرغم من ذلك فهى راضية مثل زوجها رزقهما الله بثلاثة من الأطفال بنتان وصبى.. فرحتها بالصبى لم تكن توصف.. لم يكن الأب يأكل أو يشرب.. لم يكن يهنأ له طعام إلا بعد أن يطمئن على أطفاله، خاصة «أحمد» فلذة كبده وقرة عينه ومع الأيام كان الأب يشعر بأنه غير قادر على العمل.. ضعيف.. واهن.. يصاب أحيانًا كثيرة بضيق بالتنفس، ومع ذلك لم يشكو لأحد حتى لاحظت الزوجة وطلبت منه الذهاب إلى الطبيب، ولكنه لم يسمع نصيحتها فهو لا يملك المال الذى يحتاج إليه الطبيب ويخشى أن يدخل دوامة من مطالب المرض فهو يعلم أنه من الفئات التى تعتبر العلاج لديها رفاهية.. ولكن حالته بدأت تتدهور حتى سقط مغشيا عليه غير قادر على التنفس وحمله الأصدقاء إلى المستشفى وبعد فحصه طلب الطيب إجراء رسم قلب، ثم موجات صوتية واضطر الأصدقاء أن يتعاونوا معه فى سداد الفاتورة الطويلة من احتياجات المرض وظهر فى النهاية ما لم يكن يخطر على البال أنه مصاب بارتجاع بالصمام الميترالى وأنه فى حاجة سريعة لإجراء جراحة لاستبدال الصمام وطلب منه الطبيب عدم الحركة أو العمل.. واضطر أن ينام فى المنزل، وتتم إجراءات العلاج على نفقة الدولة ودخل مستشفى عين شمس الجامعى ولمدة شهر كامل أجريت خلاله الجراحة وعاد إلى منزله لينام بدون حركة وما عليه إلا أن يتناول العلاج والغذاء الخاص، قاست الأسرة الأمرين، خاصة أنه ليس هناك دخل تعتمد عليه وحاولت الزوجة أن تعمل أى عمل، ولكن كان حكم القدر قاسى فقد لاحظت أن ابنها الوحيد قد أصابه الهزال.. وجهه تحول للون الأصفر.. أصبح غير قادر على اللعب والحركة.. أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة.. أصيبت الأم بالذعر والخوف حملته إلى الوحدة الصحية وصف الطبيب علاج لم يأت بأى نتيجة وزادت الأعراض ونام الطفل على السرير بجوار أبيه المريض.. ولكن الأم عادت به مرة أخرى للوحدة الصحية طلب الطبيب منها حمله إلى المستشفى الجامعى بمدينة طنطا وهناك تم إجراء فحوصات وتحاليل تأكد منها أن «أحمد» مصاب بسرطان الدم وطلب الأطباء من الأم حمله إلى مستشفى سرطان الأطفال بالقاهرة.. جلست تبكى فقد أصبح ويلها ويلين.. مرض الزوج الذى يحتاج إليها لتخدمه وتوفر له متطلباته.. ومرض طفلها الذى لم يتعد السادسة من عمره.. وهنا طلب منها الزوج أن ترافق الابن المسكين فى رحلة علاجه بالقاهرة وتتركه هو يدبر حاله مع الطفلتين وأكد لها أن الأهل والجيران لن تتركه.. وبالفعل جاءت بطفلها، حيث العلاج بمستشفى 57357 ثلاث سنوات وهى فى رحلة بين القاهرةوطنطا ليتلقى الطفل جلسات العلاج الكيماوى والإشعاعى.. ولكن الحياة أصبحت صعبة كما تقول فى رسالتها.. المصاريف كثيرة جدًا عليها وعلى الزوج المريض الذى لا يستطيع أن يوفر مصاريف العلاج له ولابنه الصغير ومصاريف الدراسة أو حتى توفير ثمن الطعام، فهل تجد هذه الأسرة من يقف بجوارها؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.