لا يستحق القرداوى الإخوانى لقب شيخ. فهذا اللقب النبيل لا يستحقه من يُحرِّض على القتل، وإطلاق الفتاوى التى تخدم مصالح من ينفقون عليه وعلى اتحاده المشبوه.. بل وصل الأمر إلى حد الخيانة، بعد أن دعا القرداوى المسلمين فى أنحاء العالم لينالوا الشهادة فى مصر، بعد أن صرّح بأن ما يجرى فى مصر هى «حرب على الإسلام». وكانت آخر هجماته التحريضية التى شنها من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة يوم الجمعة قبل الماضية عندما خطب قائلًا: «أدعو المصريين جميعًا للخروج، قفوا مع إخوانكم ضد الظلمة.. اخرجوا بعد ذلك فلن تجدوا لقمة العيش.. كيلو الطماطم بقى ب 8 جنيهات قفوا ضد هذا الخراب». وتابع «أقول للضباط والجنود المصريين لا تسمعوا أوامر هؤلاء.. ارفض أيها الجندى فى الجيش والشرطة». وفى لقاء سابق مع قناة الجزيرة مباشر يوم الأحد 25 أغسطس الماضى، قال القرداوى إن من خرج على مرسى هم من «الخوارج»، وأضاف «إن الانقلابيين هم الخوارج على الرئيس محمد مرسى» واصفا د. على جمعة مفتى مصر الأسبق ب «عبد السلطة وعالم الشرطة». وكان د. على جمعة قد صرّح أن الرئيس المعزول محمد مرسى «لا شرعية له» وأن «إخلاله بالبلاد والعباد أوجب عزله». وأوضح أن القرداوى هذا إما عميل لسادته القطريين، وإما أن الزهايمر «لحس» عقل العجوز، كما جعله أيضًا طويل اللسان. ويستمر القرداوى فى هلاوسه فدعا «الانقلابيين فى مصر إلى الرحيل وتسليم الأمانة إلى أهلها». و«أن ما أسماه بالباطل غير المشروع لا يمكن أن يعالج إلا بالعودة إلى الحق والشرعية وذلك من خلال تنفيذ مبادرة د. العوا والاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وإعلان العسكر إلغاء الانقلاب، ووقف النزيف». وكرد قانونى على هجمات القرداوى التحريضية ضد مصر وجيش مصر، تقدم سمير صبرى المحامى ببلاغ للمدعى العام العسكرى، طالب فيه بالتحقيق مع القرداوى، لإهانته وتطاوله على القوات المسلحة وقائدها الأعلى، وتقديمه لمحاكمة عسكرية حيث إن الجرائم المنسوبة إليه ضد المؤسسة العسكرية. وأكد صبرى فى بلاغه أن «استمرار تطاول القرضاوى علىالجيش لا يخرج من شخص وطنى يدرك المخاطر التى تحدق بوطنه الذى نشأ فيه». وننتقل للحديث عن الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ويرأسه القرداوى، وهو مؤسسة إسلامية تأسست عام 2004، ويفترض بهذا الاتحاد أن يكون اتحادًا إسلاميًا خالصًا يتكون من علماء مسلمين ويعمل لخدمة القضايا الإسلامية، وأن يمثل المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم، كما يمثل الأقليات خارج العالم الإسلامى. لكن الاتحاد الذى تموله الأموال القطرية، وتتماشى أجندته مع دولة قطر التى يتخذها الاتحاد مقرًا له، وعلى يد القرداوى وفتاواه التحريضية، تحول الاتحاد إلى مؤسسة مشبوهة، مثل قناة الجزيرة. فلم نر لهذا الاتحاد أى مواقف إيجابية تجاه قضية فلسطين ولا معادية لإسرائيل. ولو راجعنا المواقف المريبة والشائنة لهذا الاتحاد ورئيسه، سنجد أنه دأب منذ الأزمة الليبية ووصولًا للأزمة السورية على إصدار فتاوى الجهاد المثيرة للتقاتل والتناحر وسفك الدماء بين أبناء الشعب الواحد، مرورًا بفتاوى تشريع التحالف مع قوى الشر العالمى والاستعمار التقليدى لتفكيك الأمة والسيطرة عليها واستغلال مقدراتها، فقطر هى الممول للاتحاد، ود. محمد سليم العوا هو المسئول عن مصر، والاتحاد جزء لا يتجزأ من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. ولا شك أن فتاوى القرداوى المتواصلة أفقدت الاتحاد مصداقيته، سواء باستمراره فى عملية الاستقواء بالخارج، أو استمراره فى نشر الأكاذيب عن مصر، وجعلته مؤسسة مشبوهة كقناة الحقيرة. أما القرداوى على المستوى الشعبى فقد أصبح الرجل الكريه.. فقد فجّرت زيارته إلى الكويت الأسبوع الماضى غضبًا شعبيًا ونيابيًا، أجبره على المغادرة دون حضور المؤتمر الذى استضافته «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية» التى تتخذ من الكويت مقرًا لها. الرفض الشعبى للقرداوى بسبب مواقفه من الكويت، وتحريضه المستمر على القيام بثورات فيها. ونشرت صحيفة السياسة الكويتية مطالبات بعض الأوساط للحكومة بوضع القرداوى على قائمة الممنوعين من دخول الكويت وطرده من عضوية «الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية». وفى النهاية أقول لشيخ الفتنة البالغ من العمر 87 عامًا، الذى أساء فى الخاتمة.. أمسك عليك لسانك.