هو شباب واع.. مثقف.. عرف ماذا يريد، فبالرغم من أنه عاش بين الأمواج المتلاطمة فى عهد الفساد، إلا أنه تمكن من التصدى له وتجاوزه دون التأثر به. أراد هذا الشباب أن يتوج علمه ووعيه بالعمل لمحاربة التطرف والفساد، فدشن حملة تحت شعار «وطن واحد»، بهدف وضع ميثاق للسلام الاجتماعى يضم كافة الأطياف والتوجهات تحت مظلة المواطنة على أرض مصر. «أكتوبر» التقت بعضًا من هذا الشباب، للوقوف على أهداف حملته، وكيفية عملها، وهو ما نقرأه فى سطور التحقيق التالى:فى البداية قال مصطفى أبو الدهب منسق حملة وطن واحد فكرة حملة وطن واحد هى مبادرة شبابية من طلاب كلية سياسة واقتصاد نشأت منذ أسبوعين بعد عرضها على أساتذة الجامعة بسبب سوء الأوضاع التى شهدها البلاد دشنا الفكرة حتى نكون وطنا واحدا نتغلب على مشاكلنا مع التأكيد على التمسك بالهوية المصرية، وأضاف: دعوتنا انطلقت حتى نرى حلًا لمشاكلنا من خلال وثيقة نتفق فيها على مبادئ الدولة المصرية الحديثة التى يمكن أن نبنيها ولذا كان شعارنا (وطن واحد) فى وسائل الإعلام. وطالب أبو الدهب بهدنة إعلامية ونفسية نحافظ فيها على نسيج الوطن بعيدا عن التطاول بالألفاظ أو تخوين بعضنا للبعض ويكون الحوار بنّاء وليس هدّاما مع وجود لجنة من الشباب من كل الانتماءات السياسية والمجتمعية مؤكدًا أننا بدأنا بالفعل وحصلنا على تأييد حزب المؤتمر بتشكيل لجنة من جميع أطياف المجتمع مكونة من عشرة أشخاص. كما طالب أبو الدهب بدعم الأزهر والكنيسة لهذه الفكرة بحيث يتم الاتفاق على حلول للأزمة مع وضع وثيقة نشعر فيها بالمستقبل. وقال أبو الدهب يجب أن تكون هناك لجنة مجتمعية للذهاب لكل محافظات مصر من جميع الفصائل لتشارك فى تلك المبادئ للجلوس مع بعضنا البعض للإجابة عن كل التساؤلات التى تهم المستقبل. وأضاف: نحاول جاهدين لم الشمل المصرى بعد الانقسام وسيتم إقامة مركز أبحاث بهدف تقديم حلول سياسية والاستفادة منها مع وجود لجنة من الشباب لكل الانتماءات السياسية وأيضا لجنة توعية تشكل مع نهاية لجنة الشباب بالنزول فى كل محافظات مصر لتوعية المواطنين والتواصل مع الحركات السياسية والشبابية المختلفة مثل الحملة الموجودة فى محافظة أسوان مع تقديم توصيات للإدارة فى المرحلة القادمة من ناحية المجتمع السياسى. وأشار وسام مشرفة - عضو حركة وطن واحد - إلى ضرورة تقديم حلول جذرية فورية لمشاكل الشباب وتقديم جميع ألوان الدعم لهم مشيرة إلى العمل الجاد من قبل الحركة على إزالة أى خلافات تنشأ فى الحوار بمعنى سماع الرأى والرأى الآخر بدون إقصاء مهما كانت توجهاته السياسية. أضافت: يجب أن يكون هناك قنوات اتصال بين فئات المجتمع من خلال وسائل الإعلام حتى نكون على صلة بالمشكلة لوضع حلول لها وشرح ما هو غير مفهوم. وأكدت وسام أنه فى الآونة الأخيرة فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو بدا واضحًا فشل كافة المبادرات الداعية إلى التوحد، وأصبح الكل يعمل لحساب حزبه دون مراعاة للمصالح العليا للبلاد ما شكل خطورة على الأمن القومى المصرى، الذى نحن بصدد الحفاظ عليه الآن من خلال حملات التوعية فى المدن والريف بالعمل على أرض الواقع بعيدًا عن الأقوال التى لا تناسب الأفعال مطالبة باختيار حكومة جيدة تراعى حقوق المواطنين من كل التيارات بالنزول فى الشارع لتضييق الفجوة بين أطياف المجتمع. وقالت كاترين جابر - عضو الحركة - رحبت بهذه الفكرة من أجل مصر وسأقدم كل ما فى وسعى مع هؤلاء الشباب لعمل أى شىء على أرض الواقع يدفع بمصر إلى الأمام ويكون على نطاق واسع. وأضافت: هدف هذه الحملة المساواة فى جميع الحقوق والحريات بعيدًا عن العقيدة والابتعاد عن المحسوبية، وإتاحة الفرصة لكل من هو مستحق وجدير بهذه الوظيفة مؤكدة أن هناك بعض المعوقات التى تكاد تقف عائقًا أمام هذه الحملة، أولها التقليل من حقوق المرأة وعدم المساواة بين الرجل والمرأة، مشيرة إلى دونية نظرة المجتمع لخروج المرأة للعمل، بسبب العادات والتقاليد وارتفاع نسبة الأمية، خاصة فى المجتمع الريفى لذا أرجو تغيير نظرة المجتمع للمرأة وخاصة بعد ثورة 30 يونيو التى غيرت مفهوم الكثير عن الشباب. وقالت مارينا سمير - عضو بحركة وطن واحد - الوطن فى حاجة للتضحية من الجميع والنزول إلى حقول العمل لدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام كلًا فى تخصصه وإعطاء كل من يستحق حقه، مؤكدة على حقوق وحريات الأقليات واختيار حرية العقيدة لأننا جميعًا مصريون، وأضافت من أهم أهداف حركة وطن واحد البُعد عن أى نزاعات أو خلافات بين المصريين والعمل على حلها من أجل المصلحة العامة مشيرة إلى (اللى يحب مصر يعمل من أجل مصر) حسب وصفها مع ترسيخ مبدأ المساواة وتحقيق كل ما يؤدى إلى زيادة الإنتاج وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة مع تحقيق أهداف ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو عيش - حرية - عدالة اجتماعية، وأكدت مارينا أنه يجب تغيير الفكر الاجتماعى التقليدى بمعنى الرتم المعتاد مع الحفاظ على العادات والتقاليد المصرية الأصيلة التى تميز الشعب المصرى عن باقى شعوب العالم. وعن تمويل نشاط الحركة قالت حتى هذه اللحظة التمويل ذاتى بمعنى أننا نصرف على هذه الحركة من مصروفنا الخاص ولم نوافق على أى اقتراح من قبل أى واحد لتقديم الدعم بهدف استغلالنا لهدف شخصى لأن مصر تستحق الكثير من أبنائها المخلصين. محمود يحيى الباشا - عضو حركة وطن واحد - قال إن أبرز المعوقات التى تواجه الحركة المعوقات الشعبية وإقناع الشعب بمبادئها وأهدافها وسياساتها، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون هناك انفتاح على العالم مع الحفاظ على هيبة ومكانة مصر بأخذ كل ما هو متفق مع مبادئنا والبُعد عن كل ما هو لا يناسب المصريين، ولذا المجتمع فيما بعد هو الذى يفرز هدف هذه الحركة. وناشد شباب الإخوان بالانخراط فى الحياة السياسية مع المصريين من خلال مراجعة فكرهم وخاصة فى الفترة الأخيرة مع قبول الرأى والرأى الآخر بدون إقصاء لأحد مؤكدا أنه لا صلح مع من تلتخط يده بدماء المصريين أو حَرّض على العنف.. وطالب بحقوق الفقراء.