معاناة كبيرة تعيشها الأسرة المصرية مع بداية كل عام دراسى إذ تواجه مصاريف الإنفاق على المدارس والزى والكتب إضافة إلى المستلزمات الدراسية، ويضاف إلى ذلك الأجواء النفسية التى يجب أن يوفرها الأب والأم لأبنائهما لكى يجتازوا مراحل التعليم المختلفة بنجاح..«أكتوبر» التقت مع مسئولين بوزارة التربية والتعليم لمعرفة استعدادات هذا العام للموسم الدراسى، فضلًا عن آراء الخبراء حول طرق ووسائل تفوق الطلاب. فى البداية تقول شاهيناز الشرقاوى مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة إن وزارة التربية والتعليم والمديريات تستعد بصورة كبيرة للموسم التعليمى ومواجهة كافة التحديات سواء التقليدية والتى نواجهها كل عام أو غير التقليدية والتى نواجهها هذا العام على وجه الخصوص مشيرة إلى أن هناك تحديات بارزة هذا العام وأهمها النسبة المرتفعة للمتقدمين فى المدارس التجريبية على وجه الخصوص وتحاول كافة الإدارات التعليمية توفير فصول لاستيعاب الأعداد الكبيرة من التلاميذ، مؤكدًا أن الوزارة ضمت عددًا من الفصول الجديدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة إضافة إلى المحاولات التى نبذلها لتوفير ميزانية لإعداد تلك الفصول وتجهيزها لاستقبال العام الجديد. وأضافت: حاولنا أن يتعاون معنا أولياء الأمور نتيجة ضعف الميزانيات المخصصة لتوفير الفصول الجديدة وبصورة غير تقليدية يساهم أولياء الأمور بجزء من هذه التجهيزات حتى نتمكن من إيجاد المكان المناسب لهذه الأعداد حتى تكتمل العملية التعليمية لأبنائنا. وتؤكد مدير مديرية القاهرة التعليمية أنه تم الاتفاق مع عدد من الجمعيات الأهلية والخيرية لتوفير مبلغ مالى تم تخصيصه لدفع كافة المصروفات والاحتياجات الخاصة بالحالات الفقيرة من أبنائنا، مشيرة إلى أن خطة العمل الجديدة تضمنت القيام بإعداد فريق عمل داخل كل مدرسة يتكون ذلك الفريق من المدرسين والحارس وتم تسميته بفريق الأزمات لمواجهة أى ظاهرة غير معتادة أو أى أزمة طارئة خاصة فى ظل الأحداث السياسية الجارية، إضافة إلى القيام بتقديم مذكرة لمجلس الوزراء تتضمن توفير ميزانية لتخصيص حارس إضافى لكل مدرسة وطالبنا بإضافة حارس آخر. وكشفت أن من ضمن التحديات الاحتياج لعدد كبير من مدرسين رياضى الأطفال لذا طالبنا بتوفير عدد كافٍ عن طريق التعاقد فى حين أعلنت مديرية التربية والتعليم بالجيزة عن تشكيل لجنة لإدارة الأزمات مع بداية العام الدراسى يتحدد عملها فى الوقوف على أى أزمة سواء داخل المدارس أو الإدارات وحلها بشكل فورى إضافة إلى الانتهاء من أعمال الصيانات البسيطة للأثاثات المدرسية وأعمال الإنارة والكهرباء الخاصة بالمدارس. وتؤكد الدكتورة سامية الجندى عميد كلية الدرسات الإنسانية سابقا وأستاذ علم النفس الاجتماعى ورئيس اللجنة العلمية بجامعة الأزهر إن الأسرة لها دور كبير فى الاستعداد النفسى للطلاب مع بداية العام الدراسى وتهيئهم بصورة تجعلهم أكثر نشاطاً وإقبالاً على المناهج الدراسية إضافة إلى تحفيزهم ليكونوا أعضاء مفيدين للوطن حسب دورهم. مضيفاً أن عملية التحضير النفسى للتلاميذ والطلاب مفيدة جداً فى تفوقهم الدراسى بإعطائهم الثقة مشيرة إلى أن الأم لها الدور الأكبر خاصة إذا كان الأبناء فى المراحل الصغيرة ومن الممكن أن تذهب الأم مع أبنائها للمدرسة فى اليوم الأول والتأكيد على أن المدرسة تستعد لاستقبال التلاميذ وكذلك المدرسين والأصدقاء. وأوضحت أن أحداث العنف وعدم استقرار البلاد ذهبت على غير رجعة ومع بداية العام الدراسى الجديد ستكون الأوضاع أفضل بإذن الله. وتضيف سوسن الفايد أستاذ علم الاجتماع ورئيس مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أن كل مرحلة من مراحل التعليم يجب أن تكون لها تعامل مختلف من جانب الأسرة فالأبناء بالمراحل التعليمية الأساسية يجب أن يتم التعامل معهم بقدر الإمكان على اعتبار أن المدرسة ليست دراسة فقط فهناك أصدقاء ومدرسون يحبون المتفوقين ويجب أن يكون هناك ارتباطات شرطية بحيث يتم تقديم الهدايا والمأكولات المحببة إذا تم إنجاز أهداف دراسية محددة. مشيرة إلى أن التعامل مع المراحل الكبيرة وخاصة الثانوية العامة يجب أن يكون بصورة أخرى بحيث يتم التأكيد على أن الأسرة تثق فى قدرات أبنائها وأنه يستطيع تحقيق هدفه. مؤكدة أن الاستعداد قبل العام الدراسى بأيام يجب أن يتسم بالفرحة وذلك عن طريق تجهيز الزى المدرسى وترتيب الكتب القديمة ومحاولة الاستفادة منها سواء بمراجعة المواد العلمية بها أو تقديمها كهدية لمن هم فى المراحل الأقل سواء الجيران والأقارب. أزمة الإنفاق ويؤكد الدكتور أحمد سامى الخبير الاقتصادى أن الإنفاق على التعليم فى مصر أصبح أزمة تواجه كل أسرة وذلك نتيجة وعى الأسرة بأن مستقبل أبنائهم يحدده التعليم وأنه الفصيل الحقيقى ليس فى العمل فقط ولكن فى المظهر الاجتماعى والحياة بصفة عامة مما جعل الأسرة المصرية تتجه إلى التعليم الخاص والاهتمام بالدروس الخصوصية. مشيرة إلى أن نسبة إنفاق الأسرة فى تعليم أبنائها تزيد عن 30% من إجمالى الدخل. مضيفاً أن عدم الاهتمام بالتعليم الحكومى أثر بشكل سلبى على إقبال الأسر نتيجة البحث عن مستقبل أفضل للأبناء مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس سواء الكتب أو الملابس جعل الأسرة المصرية تستعد بصورة كبيرة لبداية العام الدراسى حيث يضع العام الدراسى الأسر المصرية خاصة من أصحاب الدخول الضعيفة فى مأزق حقيقى. ويؤكد محمود الداعور رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة التابعة للاتحاد العام للغرف التجارية أن الشعبة من جانبها وفى محاولة لرفع العبء عن كاهل الأسر المصرية قررت بالتعاون مع هيئة المعارض بمدينة نصر تنظيم معرض لكافة مستلزمات المدارس من زى مدرسى وملابس وكل المستلزمات المكتبية،وسيقام المعرض فى الفترة من 10 إلى 20 من الشهر الجارى.