جاء الإعلان عن تعزيز الوجود العسكرى فى شمال شرق نيجيريا لمحاربة أنشطة جماعة «بوكو حرام»، إلى جانب خطوات تصعيدية أخرى، ليكشف عن مرحلة جديدة فى الحرب التى تخوضها الحكومة النيجيرية ضد الجماعة الإسلامية المتشددة قد تنذر بنهايتها خاصة بعد مقتل واعتقال الكثير من قياداتها، بل ووردت أنباء عن مقتل زعيمها أبو بكر شيكاو. ويعتزم الجيش النيجيرى نشر 8 آلاف جندى إضافى، بينهم ألف جندى عادوا مؤخرا من مالى، على حدود نيجيريا مع النيجر وتشاد والكاميرون للتحكم فى الحدود ومنع تسلل عناصر مسلحة وإحباط تهريب الأسلحة عبر هذه الدول لاستخدامها فى قتل الأبرياء والتفجيرات. وجاء الكشف عن نشر الأعداد الإضافية من الجنود بعد 48 ساعة من تصريحات مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون السياسية ويندى شيرمان خلال زيارتها للعاصمة «أبوجا» لحضور أعمال اللجنة النيجيرية الأمريكية المشتركة، حيث قالت إن الأعمال التى تقوم بها جماعة «بوكو حرام» تعطل عملية التنمية فى البلاد وتشعل التوتر الطائفى فيها وتؤدى إلى هروب المستثمرين منها مطالبة بوضع استراتيجيات أمنية جديدة للتعامل مع العنف. ومن جانبه، صرح المتحدث باسم الرئاسة النيجيرية «روبين أباتى» أن الحكومة النيجيرية أقامت شراكة أمنية مع الولاياتالمتحدة وبعض الدول المجاورة لنيجيريا لمتابعة أنشطة «بوكو حرام» ومحاربتها ومنع المتطرفين من عبور الحدود. وقال روبين إن العمليات التى قام بها الجيش منذ إعلان حالة الطوارئ فى مناطق شمال البلاد منتصف مايو الماضى أدت إلى تدمير العديد من معاقل الجماعة واعتقال قادتها، مؤكدا أن العمليات لن تتوقف إلى أن يتم القضاء على خطر الجماعة وتقديم المعتقلين من قادتها إلى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى، مشيرا إلى أن المدعية العامة للمحكمة «فاتو بينسودا» قد أعربت مؤخرا عن اعتقادها بأن الجماعة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. وأعلنت السلطات النيجيرية مؤخرا أن لديها ألف معتقل من الجماعة من بينهم قياديون بها. وفى تطور قد يؤدى إلى إضعاف الجماعة، كشف الجيش النيجيرى عن تقرير استراتيجى يقول إن زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو، الذى أدرجته واشنطن على قائمة الإرهابيين الدوليين، ربما يكون قد قتل فى الثلاثين من يونيو الماضى فى أعقاب إصابته بطلق نارى خلال اشتباكات مع الجنود فى معسكر لبوكو حرام فى غابة سامبيسا شمال شرق نيجيريا وأنه قد يكون قد نقل بشكل سرى بعد ذلك عبر الحدود إلى الكاميرون للعلاج وتوفى هناك. كما أكد الجيش النيجيرى قبلها أنه تمكن من قتل نائب قائد الجماعة، مامادو باما، الملقب ب «أبو سعد»، والذى يعتبر الرجل الثانى فى الجماعة بعد زعيمها أبو بكر شيكاو، كما قتل معه والده الذى يعتبر من بين المراجع الروحية للجماعة، خلال مواجهات مسلحة فى بداية الشهر الحالى، وهو ما اعترفت به الجماعة. وفى الأسابيع الأخيرة، شجع الجيش النيجيرى على تأليف مجموعات مراقبة مدنية لمساعدة السلطات فى رصد واعتقال عناصر بوكو حرام، وقد لاقت إقبالا كبيرا من المواطنين فى ظل تزايد أعداد ضحايا الحملة الدموية لبوكو حرام التى استهدفت منذ عام 2009 الأجهزة الأمنية والكنائس بل وتحولت فى الفترة الأخيرة إلى المدارس والمساجد. وقال عدد من أفراد مجموعات الحراسة لوكالة رويترز إنهم سئموا وجودهم بين طرفى الصراع. وذكر با لوان مؤسس إحدى مجموعات الحراسة «ما لم نفعل شيئا سنلقى حتفنا جميعا عاجلا أم آجلا على أيدى بوكو حرام أو عملاء أجهزة الأمن الذين يشتبهون فى أى شاب. كان هدفنا أن ننجو بأنفسنا». ونقلت «رويترز» عن ادم حجازى، الباحث فى اكسفورد انالتيكا فى شمال نيجيريا، أن «التحرك الشعبى الجماعى غير المسبوق ضد الجماعة يمثل أكبر انتكاسة لحملتها المسلحة ضد الدولة النيجيرية». والمعروف أن جماعة «بوكو حرام» والتى يعنى اسمها باللغة الهوسية «التعليم الغربى حرام» تأسست فى يناير 2002 فى ولاية بورنو بشمال نيجيريا. وقد اغتيل مؤسسها محمد يوسف فى 30 يوليو 2009 بعد ساعات من اعتقاله خلال المواجهات المسلحة فى شمال نيجيريا بين عناصر الحركة وقوات الأمن ومنذ ذلك الحين بدأت الجماعة توجه هجماتها إلى أهداف مختلفة فى البلاد بهدف إقامة دولة إسلامية شمال البلاد، وقد أسفرت اعتداءات بوكو حرام ومطاردة القوات الأمنية لعناصرها عن سقوط ما لا يقل عن 3600 قتيل فى ذلك البلد الأفريقى الذى تسكن شماله أغلبية مسلمة بينما تعيش فى جنوبه أغلبية مسيحية.