كنا نسمع من قبل من يقول لنا «شدوا الحزام».. وهناك من جاء ليقول لنا أيضا «السنة دى سودة واللى جاية أسود». وعشنا بين شد الحزام.. واللى جاية أسود زمنا طويلا من عمرنا. حتى دخلت قاموس حياتنا مصطلحات جديدة.. منها كلمة ترشيد. فبتنا نسمع عن ترشيد الطاقة تخفيضا للإضاءة.. وتعليل ذلك نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء وبذلك بدأ يوميا وبنجاح منقطع النظير.. قطع التيار الكهربائى عن سكان مصر بالتناوب وكأنها ورديات حمل! وهنا تصريح طالب بعدم انقطاع الكهرباء عن الأماكن الحيوية كالمستشفيات وأقسام البوليس.. فهل يعقل أن يلجأ الطلبة وهم فى الامتحانات إلى هذه الأماكن كى يذاكروا دروسهم فيها عوضا عن بيوتهم؟. وأرجو أن تكون سحابة صيف وتعدى. والتصريح الذى طلع علينا بأنه لا انقطاع للكهرباء «وقد قطعت الكهرباء عن كثير من الأماكن». وقد عادت بنا الحياة سيرتها الأولى فدخلت لمبة الجاز ودخل الشمع حلبة الأسعار « فليس كل من فى مصر يقدر على شراء مولد كهربائى». وانتقلنا من ترشيد الطاقة إلى ترشيد الاستهلاك الذى بات هو الآخر مجالا للصراع. ولولا بقية من الإيمان بالله لفسدت الأرض. إن الله بقدره وقدرته يدفع هذا الشعب إلى البقاء «فمصر مصانة ومصونة فى كتاب الله». وأعتقد أننا الآن أحوج ما نكون إلى ترشيد «الضمير» فعليه يبنى كل شىء فهو أساس العمارة الإنسانية. وأتمنى ألا نكون عائشين مع الموتى مناصفة كما قال الشاعر.. ونسمع بين الحين والحين أن الضمير فى أزمة.. أو هناك أزمة ضمير.. أو نسمع التعبير الدارج «الضمير فى إجازة» وأرجو ألا تطول أزمة أو إجازة الضمير. ولو أحسنا ترشيد الضمير لأحسنا ترشيد الطاقة وترشيد الاستهلاك. وكل هذا يصب فى ترشيد البلد. لأن الترشيد من الرشاد.. والرشاد هو العقل. والعقل هو ما فضلنا الله به عن سائر خلقه.