اقدم عدد من اليهود المتطرفين يتقدمهم حاخام يهودى معروف بتطرفه يدعى (يهودا جليك) على اقتحام باحة المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وذلك تحت حراسة عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الإسرائيلى وسط أجواء من التوتر الشديد بين المصليين داخل المسجد. وتقف وراء هذه الحملة العنصرية المسعورة 20 حركة ومنظمة يهودية متطرفة تقوم بتنظيم المسيرات والتظاهرات والاقتحامات لباحة الأقصى للمطالبة بحرية دخول اليهود لحرم المسجد الذى يطلق عليه اليهود (جبل الهيكل). ووفقًا لما حدث ويحدث فى كل مرة تبدأ التظاهرة والمسيرة عند منطقة باب المغاربة وتنطلق إلى أبواب المسجد الأخرى ثم تعود من جديد عند باب المغاربة لاستقطاب جموع المتطرفين بهدف الضغط على شرطة الاحتلال كى تسمح لهم بدخول باحة الأقصى وهو ما يحدث فى الغالب. ويشارك عادة فى هذه المسيرات عدد من كبار الحاخامات الذين يتبنون فكرة المعبد المزعوم وأصحاب مشروع تقسيم وربما هدم المسجد الأقصى من السياسيين اليمنيين المتشددين. ومن أبرز هذه الشخصيات الحاخام المتطرف مؤسس معهد الهيكل الثالث، يسرائيل أرئيل، والحاخام المتطرف يهودا جليك ونائب رئيس الكنيست المعروف بتطرفه موشيه فيجلين. وفى نفس السياق، وعد نائب وزير الأديان الإسرائيلى، إيلى بن دهان، الإسرائيليين بالعمل جاهدًا من أجل السماح لهم بتنظيم صلوات جماعية فى المسجد الأقصى المبارك. فيما عبر عدد من لمصليين وطلاب حلقات العلم عن احتجاجهم وغضبهم بترديد الهتافات والتكبيرات أمام المستوطنين المقتحمين وشرطة الاحتلال التى ترافقهم. ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن بن دهان زعمه لها (كيف يُمنع فى دولة مثل إسرائيل فى ظل المناداة بالمبادئ والمساواة فى حرية الأديان، اليهود من الدخول إلى المسجد الأقصى والوصول إلى جبل الهيكل الذى يعتبر أقدس مكان لليهود فى العالم؟)!! وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت نائب وزير الخارجية، زئيف أكلين، من دخول باحة الأقصى لأداء بعض الطقوس الدينية خشية حدوث مواجهات مع المصلين المتواجدين داخل المسجد. وعقب على ذلك عضو الكنيست المتطرف موشيه فيجلين بقوله: (أن هذا القرار جاء بعد تدخل من قبل النظام الأردنى. وقد انصاع نتنياهو لمطالب الأردنيين بإغلاق المسجد الأقصى أمام اليهود). وأضاف أن رئيس الوزراء نتنياهو يرى فى خراب الهيكل وفقدان السيادة على القدس وضعًا دائمًا لا حاجة لتغييره، مشيرًا إلا أن تصرفات رئيس الوزراء فى هذا الشأن مذلة ومخجلة. وتعد حركة أمناء جبل الهيكل من أبرز الحركات والمنظمات اليهودية المتطرفة التى تدعو علنًا إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه. وهى حركة يهودية أرثوذكسية مقرها القدس وقام بتأسيسها جرشون سولومون الضابط السابق فى جيش الدفاع الإسرائيلى والمحاضر فى الدراسات الشرق أوسطية. وتهدف هذه الحركة على المدى البعيد إلى تحرير جبل الهيكل مما يسمونه بالاحتلال العربى الإسلامى ووضع قبة الصخرة كمعلم يدل على الغزو الإسلامى وبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى مع نقل الأضرحة الإسلامية إلى مدينة مكةالمكرمة لتسهيل عملية بناء الهيكل المزعوم، وتكريس العمل لجعل جبل الهيكل المركز الأخلاقى والروحى لإسرائيل والشعب اليهودى، والعمل على عدم تقسيم القدس لتصبح العاصمة التوراتية لدولة إسرائيل مع الدعوة إلى لم شمل الشعب اليهودى من كافة أنحاء العالم. وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد حذرت من قيام مجموعة من المستوطين المتطرفين المؤيدين لنائب رئيس الكنيست موشيه فيجلين باقتحام ساحة الأقصى. ودعت المؤسسة التى تقوم بالدفاع عن المسجد الفلسطنيين إلى (التواجد الدائم والرباط الباكر فى المسجد الأقصى) والمسلمين فى كل مكان إلى (شد الرحال إليه وملئه بأكبر عدد من المصلين والمرابطين) معتبرة ذلك (صمام الأمان لحماية الأقصى والدفاع عن حرمته). وذكرت مؤسسة الأقصى فى بيانها (أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين ولا حق لغيرهم فيه. وأن هذه الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى لن تعطى الاحتلال شرعية أو حقًا فيه. فوجود الاحتلال أو أذرعه التنفيذية فى الأقصى هو وجود بقوة السلاح، وهو وجود باطل وإلى زوال قريب.