من السوبر إلى السوبر.. ديمبيلي كلمة السر في خماسية باريس سان جيرمان    أروى جودة تطلب الدعاء لابن شقيقتها بعد تعرضه لحادث سير خطير    سعر الذهب اليوم الخميس 14-8-2025 بعد الارتفاع العالمي الجديد وعيار 21 بالمصنعية    أسعار الفراخ اليوم الخميس 14-8-2025 بعد الهبوط الجديد وبورصة الدواجن الرئيسية الآن    رئيس الوزراء: قرارات مصر السياسية لا تتأثر بتمديد «اتفاق الغاز»    سفير مصر السابق بفلسطين أشرف عقل ل« المصري اليوم»: أسامة الباز قال لي لا تقل القضية الفلسطينية بل المصرية.. هذه قضيتنا (الحلقة 36)    ترامب: الجيش الأمريكي "سيحرر" واشنطن    اشتعال مئات المركبات بسبب انتشار أكثر من 100 حريق في غابات اليونان (صور وفيديو)    الأحزاب السياسية تواصل استعداداتها لانتخابات «النواب» خلال أسابيع    موعد مباراة مصر والسنغال والقنوات الناقلة مباشر في بطولة أفريقيا لكرة السلة    «زيزو اللي بدأ.. وجمهور الزمالك مخرجش عن النص».. تعليق ناري من جمال عبد الحميد على الهتافات ضد نجم الأهلي    موعد مباراة بيراميدز والإسماعيلي اليوم والقنوات الناقلة في الدوري المصري    درجة الحرارة تصل ل49.. حالة الطقس اليوم وغدًا وموعد انتهاء الموجة الحارة    أزمة نفسية تدفع فتاة لإنهاء حياتها بحبة الغلة في العياط    الاَن.. رابط تقليل الاغتراب 2025 لطلاب تنسيق المرحلة الأولى والثانية (الشروط وطرق التحويل بين الكليات)    بعد إحالة بدرية طلبة للتحقيق.. ماجدة موريس تطالب بلجنة قانونية داخل «المهن التمثيلية» لضبط الفن المصري    ناهد السباعي عن انتهاء تصوير «السادة الأفاضل»: زعلانة    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    الصين تفتتح أول مستشفى بالذكاء الاصطناعي.. هل سينتهي دور الأطباء؟ (جمال شعبان يجيب)    العدوى قد تبدأ بحُمى وصداع.. أسباب وأعراض «الليستيريا» بعد وفاة شخصين وإصابة 21 في فرنسا    توب وشنطة يد ب"نص مليون جنيه"، سعر إطلالة إليسا الخيالية بمطار القاهرة قبل حفل الساحل (صور)    "وفا": إسرائيل تطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت والقدس    أصيب بغيبوبة سكر.. وفاة شخص أثناء رقصه داخل حفل زفاف عروسين في قنا    شقيقة زعيم كوريا الشمالية ترفض مبادرات السلام مع كوريا الجنوبية.. ما السبب؟    بأكياس الدقيق، إسرائيليون يقتحمون مطار بن جوريون لوقف حرب غزة (فيديو)    وزير خارجية فرنسا: ترامب وعد بالمساهمة في الضمانات الأمنية ل أوكرانيا    "سيدير مباراة فاركو".. أرقام الأهلي في حضور الصافرة التحكيمية لمحمد معروف    لحق بوالده، وفاة نجل مدير مكتب الأمن الصناعي بالعدوة في حادث صحراوي المنيا    بالقليوبية| سقوط المعلمة «صباح» في فخ «الآيس»    كمال درويش: لست الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك.. وكنت أول متخصص يقود النادي    انطلاق بطولتي العالم للشباب والعربية الأولى للخماسي الحديث من الإسكندرية    تفاصيل استقبال وكيل صحة الدقهلية لأعضاء وحدة الحد من القيصريات    وداعًا لرسوم ال 1%.. «فودافون كاش» تخفض وتثبت رسوم السحب النقدي    محافظ قنا ووزير البترول يبحثان فرص الاستثمار التعديني بالمحافظة    سعد لمجرد يحيي حفلًا ضخمًا في عمان بعد غياب 10 سنوات    تحذير بسبب إهمال صحتك.. حظ برج الدلو اليوم 14 أغسطس    محافظ الغربية يعلن حصول مركز طب أسرة شوبر على شهادة «جهار»    طريقة عمل كفتة داود باشا أكلة لذيذة وسريعة التحضير    الاختبار الأخير قبل مونديال الشباب.. موعد المواجهة الثانية بين مصر والمغرب    البحيرة: ضبط المتهمين بقتل شخصين أخذا بالثأر في الدلنجات    تحديد هوية المتهمين بمضايقة فتاة على طريق الواحات.. ومأمورية خاصة لضبطهم (تفاصيل)    القمر الدموي.. موعد الخسوف الكلي للقمر 2025 (التفاصيل وأماكن رؤيته)    رئيس الأركان الإسرائيلي: اغتلنا 240 من عناصر حزب الله منذ وقف إطلاق النار مع لبنان    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    شيخ الأزهر يدعو لوضع استراتيجية تعليمية لرفع وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية    في ذكراها ال12 .. "الإخوان": أصحاب رابعة العزة، "قدّموا التضحيات رخيصة؛ حسبةً لله وابتغاء مرضاته وحفاظًا على أوطانهم    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    ما قبل مجازر (الفض).. شهادات لأحياء عن "مبادرة" محمد حسان والمصالحة مع "الإخوان"    أحمد صبور: تحديات متعددة تواجه السوق العقارية.. ومصر قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية    د.حماد عبدالله يكتب: دور الدولة المتعدد فى الإقتصاد الحر !!    حنان شومان: "كتالوج تناول نادر لفقد الزوج زوجته.. وأجاد في التعبير عن مشاعر دقيقة"    متحدث الحكومة: لجان حصر مناطق "الإيجار القديم" تُنهي مهامها خلال 3 أشهر    حدث بالفن | أزمة نجمة واحالتها للتحقيق ووفاة أديب وفنانة تطلب الدعاء    زوجي رافض الإنجاب مني لأن لديه أبناء من زوجته الأولى.. فما الحكم؟.. وأمين الفتوى ينصح    ما حكم من يحث غيره على الصلاة ولا يصلي؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة لن تعود إلى الوراء
نشر في أكتوبر يوم 11 - 08 - 2013

أكد الشعب المصرى منذ ثورة 25 يناير أنه قادر على انتزاع حريته وكرامته مهما كان الحاكم ظالمًا ومستبدًا، لذا لم يقبل ضياع ثورته العظيمة وفجر الموجة الثانية فى 30 يونيو الماضى لإزاحة نظام أكثر استبداداً ومنذ الأطاحة بمرسى وجماعة الإخوان من حكم مصر لم تشهد البلاد استقراراً لإصرار الجماعة والمتعاطفين معها والموالين لها على التدمير والقتل والحرق ومحاولالة إشاعة الفوضى بزعم استعادة الشرعية، ويتغافل هؤلاء أن الشرعية والإرادة هى للشعب وليست لأى حاكم.. وأن عقارب الساعة لن تعود للوراء وأن الإرادة المصرية يصعب كسرها حتى لو تم الاستقواء بالخارج.
«أكتوبر» التقت بنخبة من الخبراء للحديث حول سيناريوهات الأزمة الحالية وأسباب أوهام البعض بأن بإمكانه القضاء على الثورة المصرية؟
فى البداية يؤكد د. عبد المنعم تليمة أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة أنه بعد مرور أكثر من شهر على الثورة المجيدة، فإن أيام 30 يونيو و3 و26 يوليو جعلت الشأن المصرى يستقر على أن النهضة المصرية التى بدأت منذ أكثر من قرنين، والتى أحدثت إنجازات مشهودة فى العلوم والآداب والفنون والتطور الاجتماعى والنمو الاقتصادى أصابها عثرات أهمها الشمولية العسكرية التى تحكم باسم الشعب دون أن ينتخبها الشعب، والشمولية الدينية التى تريد أن تحكم باسم الله دون أن يوحى إليها الله سبحانه وتعالى.
وجاءت ثورة 25 يناير لتخلص النهضة المصرية من الشمولية السلطوية والدينية اليمينية.
وما عانيناه منذ يناير 2011 كان بمثابة حلاوة الروح للشمولية العسكرية واليمينية الدينية، وبعد وقفة الشعب المصرى فى أيام 30 يونيو و3و26 يوليو تمكنا من جمع أمرنا وجهودنا لنضع مصر ونجعلها وطنًا عصريًا ديمقراطيًا منتجًا.
ويرى د. نبيل الطوخى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنيا أن ثورة 30 يونيو هى ثورة شعبية ومن أهم الثورات فى تاريخ البشرية، والشعب المصرى بكل طوائفه هو مفجر الثورة التى كانت حديث العالم بأسره، مشيراً إلى أن المصرى لايثور على الحاكم إلا بعد صبر طويل لكى يعطيه الفرصة للعمل، وعندما يتغافل الحاكم عن مصالح الشعب وينظر إلى مصلحته ومصلحة أهله وعشيرته فإن الشعب يثور عليه، لافتاً إلى أن الشعب المصرى أعطى الفرصة للرئيس المعزول محمد مرسى هو وجماعته لكنهم لم يرعوا مصالح الوطن، وإذا كان الشعب قد أسقط مشروع التوريث لجمال نجل حسنى مبارك بثورة يناير، فإنه أيضاً أسقط مشروع التمكين للإخوان بثورة يونيو وأوضح أن مشروع النهضة الذى وعد به مرسى أدى إلى تقسيم المجتمع إلى فريقين مايسمى بالتيار الدينى فى مواجهة التيار المدنى وهو أمر خطير لم يحدث فى تاريخ مصر الحديث وكاد يتسبب فى إحداث حرب أهلية ويهدد الأمن القومى المصرى.
لذا رفض الشعب حكم الإخوان، وطلب من جيشه أن يحمى ظهره وقد لبى الجيش نداء الشعب فى ثورة تجلت فيها الإرادة الشعبية بخروج أكثر من 30 مليون مصرى وقد أذهل ذلك العالم كله عندما تتداخل آذان المساجد مع دقات أجراس الكنائس فى وقت واحد يوم 26 يوليو للتأكيد على وحدة نسيج المجتمع.
وأضاف: ما يلفت النظر أن الشعب لم يخرج فى القرى والنجوع والمدن إلا ضد الاستعمار مثل الاحتلال الفرنسى فى الفترة (1798-1801) وضد الاحتلال البريطانى فى الفترة (1882-1954) مما يعنى أن خروج الشعب المصرى بالملايين هو أكبر دليل على كراهيته لحكم الإخوان بعدما خيبت «الجماعة» الظن فيها وفى قياداتها حيث اعتقد المصريون أن الإخوان أصحاب دعوة إسلامية يريدون تقديم الخير للمجتمع، ولهذا منحهم الشعب الثقة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية ولكنهم بعد أن تمكنوا بدأوا يعملون من أجل مصالحهم وليس مصلحة الوطن، لهذا ثار الشعب عليهم مثلما ثار على الغزاة، منتقداً أسلوب حكم مرسى حيث تدهورت سمعة مصر الدولية خلال العام الذى حكم فيه وطمعت القوى الإقليمية والدولية فى حقوق مصر، ورأينا مشروع الشرق الاوسط الجديد، ومشروع سد النهضة، ومشروع غزة الكبرى الذى يريد استقطاع جزء كبير من سيناء، وجاءت خارطة الطريق لتكون خطوة مبشرة نحو المستقبل، ولكننا نريد وضع دستور جديد بدلاً من تعديل الدستور الحالى، والذى تم سلقه ليلاً بعيداً عن إرادة الشعب فضلاً عن أنه لا يعبر عن طوائف المجتمع إنما تم تفصيله خصيصا لصالح الإخوان وأنصارهم، كما أن 30 يونيو تستحق أن يكون لها دستورها المعبر عنها على ألا يكون به مكان للأحزاب على أساس دينى ومنع تدخل الدين فى السياسة بعدما هدد الأمن القومى، وأحدث انقسامات بين طوائف الشعب المصرى، كما أنه لابد أن يحدد الدستور الجديد سلطات رئيس الجمهورية ولا يجعله «شبه إله» وأن يضع الدستور مواد محاكمة الرئيس والوزراء إذا ما أخطأوا وأن تفعل هذه المواد. ويطالب د. نبيل الطوخى بفض الاعتصامات لأنها تسبب عدم الاستقرار الذى يؤدى إلى هروب السياحة وعرقلة الاستثمارات المحلية والأجنبية، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان برفضها فض الاعتصام تتمسك بالانفصال عن الشعب المصرى لأن مايفعلونه من قطع الطرق والاعتداء على بعض المواطنين بالتعذيب والقتل سيؤثر على علاقاتهم بالمواطنين فى المستقبل.
مشدداً على أن الرئيس عدلى منصور والحكومة بما لديهم من تفويض الشعب فإنهم يجب عليهم إعمال القانون وعدم إطالة المفاوضات مع الإخوان والتصدى بقوة لأى محاولات بالتدخل الأجنبى فى الشأن المصرى، وقد تأخرت الحكومة فى اتخاذ قرارات مهمة لصالح ثورة 30 يونيو خاصة بعدما خرج الشعب فى 26 يوليو ليفوض الحكومة فى القضاء على العنف والارهاب فى كل ربوع مصر، مؤكداً أن عودة الأمن هو المطلب الأول للشعب المصرى، وعلى ذلك لابد أن تتحرك الحكومة على الأرض لكى يشعر المواطن بالأمن، كما أنه على الحكومة الجديدة أن تعى أن هناك محاولات خارجية لجرجرة مصر لمستنقع الحرب الأهلية التى وقعت فيه سوريا، وهو مايعنى أنه يجب الإسراع بتنفيذ خطوات خارطة الطريق لإفشال هذه المحاولات الخبيثة.
وأوضح الطوخى أن المصريين يريدون تحقيق الديمقراطية من خلال قوانين ناجزة، خاصة قانون انتخابات رئيس الجمهورية الذى يضع شروطًا محددة لاختيار الرئيس منها أن يتصف بطهارة اليد ونزاهة التاريخ وعدم تورطه فى أى قضايا فساد، وأن يكون الرئيس سليماً من الناحية البدنية والعقلية والنفسية، وأن يضع القانون الحد الأدنى والأقصى لسن رئيس الجمهورية ما بين 40 و70 عاماً.
لاعودة للفلول
ويقول اللواء عصام بدوى أمين عام اتحاد الموانئ العربية إن ثورة 30 يونيو 2013 كانت بمثابة ثورة لتصحيح الأوضاع التى كانت تسوء من وقت لآخر معتقداً أن الأمور كادت تستقر وتخطوا إلى طريقها الصحيح مطالبًا جماعة الإخوان المسلمين بطى صفحة الماضى حتى لايكون لهم رائحة ينفر منها الشارع بسبب الاستخدام المفرط للعنف وقطع الطرق واستخدام أساليب استفزازية ينجم عنها رد فعل سلبى من جانب الشعب. وقال بدوى واصفًا ما يحدث هذه الأيام أعتقد أنها كبوة تمر بها البلاد وستزول فى القريب العاجل، مشيراً إلى النفق المظلم الذى كان يخيم على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لايعرف أحد مداه سوف يخرج من شعاع نور وقال إن المصريين أصبح لديهم وعى وفكر جديد لا يمكن التأثير عليه بسهولة فى المرحلة القادمة وأن مصر ستخرج من هذه المحنة ونأمل ذلك بأقل الخسائر. وفى إجابته عن سؤال هل يمكن عودة فلول الحزب الوطنى للمشهد السياسى والعودة إلى سدة الحكم؟
قال أنا لا اعتقد أن هؤلاء لهم وجود على الساحة السياسية الآن لأن المواطن المصرى أصبح لديه رؤية ثاقبة على الأحداث ولن يسمح لأحد بأن يتلاعب بأفكاره، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير2011 وثورة 30 يونيو 2013 بدليل ثورة الشعب بعد عام على سياسة الإخوان المسلمين فى الحكم ورفضهم بأنهم أصحاب الرأى الواحد وإقصاء معظم جموع الشعب.
الشعب قال كلمته
ويشير المفكر والكاتب د. سامى الذقم إلى أن ثورة 30 يونيو نجحت بامتياز فى إعادة تصحيح مسار ثورة 25 يناير، أنهت سنة من حكم جماعة الإخوان وأنصارهم الذين أسقطوا بوصلة البلاد وأدخلوها فى هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله.
وبالرغم من نجاح الثورة إلا أن الأوضاع فى مصر لم تستقر بسبب تمسك الإخوان وأنصارهم بالعودة إلى كرسى الحكم باعتباره أهم أهدافهم.
وقال: على الإخوان أن يدركوا أن غالبية الشعب قد أنهى حكم الإخوان وأعاد مصر إلى المصريين.
وهم فى المرحلة الجديدة ليس أمامهم إلا الانضمام للعملية السياسية وطرح أنفسهم من جديد على الشعب، وهو الذى يختار من يحكمه..أما المحاولات الفاشلة لأخونة مصر فقد ولى زمانها.. وقد انكشفوا أمام الشعب عندما وضعوا «دستور خصوصى» لهم وسيطروا على مفاصل الدولة بغير وجه حق، وأقصوا كافة الفصائل الأخرى الممثلة لأطياف الشعب بهدف تحقيق أغراض مكتب الإرشاد والتنظيم الدولى ولكن بعد أن توهموا أنهم حققوا ذلك تحطمت هذه الأهداف بثورة الشعب المصرى عليهم فى 30 يونيو.
وهذه الأهداف كانوا يحلمون بها طيلة 80 عاما مرت على نشأة تنظيم الإخوان.. وقد ثبت بالدليل القاطع أن الإخوان كانوا يسعون إلى تخريب الدولة المصرية، وهم الآن يقاومون السلطات ويستخدمون كل وسائل العنف لترويع المواطنين وتعريضهم لكل صنوف التعذيب تحت إشراف مباشر لقادة الإخوان فى اعتصامى رابعة والنهضة وغيرهما.. وقد أفتى أحدهم أن الاعتصام أفضل عند الله من الإعتكاف فى رمضان وهو جهاد فى سبيل الله!
وهم يعتقدون أنهم على صواب وغيرهم على خطأ!.. وكل مايريدونه هو الاستيلاء على السلطة.
ويضيف الذقم قائلا: الإخوان لا يلتزمون بالثوابت الدينية، ويمارسون الكذب على نطاق واسع لتضليل الرأى العام فى الداخل والخارج، وقد استخدموا النساء والأطفال للترويج لقضيتهم الفاشلة.. وهم يدعون السلمية ويمارسون فى نفس الوقت العنف مستخدمين السلاح ويحرضون على قتل قادة مصر ونشر الفوضى والخراب فى البلاد.
لذلك أرى أنه على الإخوان العودة إلى رشدهم والانضمام إلى المنظومة الوطنية والمشاركة فى العملية السياسية الجديدة.. وطرح كل القضايا على مائدة البحث للوصول إلى حلول ترضى الجميع أغلبية وأقلية.
التفاوض مع المعتصمين
ثورة 30 يونيو هى الموجة الثانية لثورة يناير.. هذا ما يؤكده ياسر عبدالحميد المنسق العام لحركة «محامون من أجل مصر» قائلا: لكى تستقر الأوضاع فى البلاد على القيادة السياسية والأمنية التصرف بحكمة فى مواجهة العنف والاعتصامات.
مشيرا إلى أن فض الاعتصامات بالقوة يفتح الباب على مصراعيه لأزمات نحن فى غنى عنها.. لذلك لابد من مواصلة الحوار مع العقلاء للخروج من هذا النفق.
ومن ناحية أخرى لابد أن يعرف الإخوان جيدا أن الشعب المصرى صاحب حضارة عريقة هى أقدم من تنظيمهم الذى مر عليه فقط 85 عامًا.. ولابد أن يلتزم الجميع حكومة وشعبًا بمبدأ أن الدم المصرى خط أحمر.. وهذا الالتزام يُفرض على الجميع.. وبعد ذلك من يقوم بإهدار الدم المصرى فإن القانون كفيل بالتصدى له وتقديمه لمحاكمة عادلة تتوافر فيها كل شروط النزاهة والحيادية.. ومن الآن مطلوب منا جميعا كحركات حقوقية وقانونية رصد كل مخالفات التعذيب والتعامل بالعنف مع الموطنين.. وتوثيق هذه الحالات لإنجاز العدالة بشأنها.
ويطالب عبد الحميد بسرعة إنجاز الدستور الجديد لأنه يحل جميع المشاكل التى نعانى منها.. ولابد من إنهاء المرحلة الانتقالية لخارطة الطريق دون التوقف أمام الاعتصامات.. وعلى الإخوان النظر إلى الواقع الجديد بصورة جيدة، فقد أصبحوا فى جانب وكل قطاعات ومؤسسات الدولة وطوائف الشعب فى جانب آخر.. والإخوان وأنصارهم يواجهون طريق الانتحار ما لم ينخرطوا من جديد فى العملية السياسية، لذلك لابد من الجلوس على مائدة المفاوضات لحل كل القضايا المختلف عليها.
طى صفحة الماضى
فيما أشار لويس عطية مستورد ونائب رئيس شعبة الملابس بالغرفة التجارية إلى أنه يتمنى الاستقرار لمصر معتقدا أن ما يحدث حاليا مثل ظلام الشتاء وسيزول، مطالبا جماعة الإخوان المسلمين بالعودة إلى منازلهم وممارسة حياتهم الطبيعية مثل باقى المصريين لأنهم نسيج من الشعب المصرى لا يمكن إقصاؤه معبرا عن رفضه لسياسة العنف مطالبا المصريين بأن يتصالحوا وألا يحرقوا الجسور فيما بينهم لأن حالة الاستقطاب الحاد التى تعيشها مصر ليست فى صالح أى طرف ولا يمكن لفريق أن يلغى الآخر.. وقال لويس إنه بعد ثورة 30 يونيو 2013 سارت الأوضاع فى البلاد تسير فى طريق الاستقرار يوما بعد يوم وهذا فى صالح الجميع.. وأما بالنسبة لعودة فلول الحزب الوطنى مرة أخرى فقال إن الشعب المصرى أخذ عظة من دروس الماضى ولايمكن الرجوع إليها مرة أخرى ولم يسمح لأى فرد مهما كان أن يتلاعب ويضحك عليهم ويحتكر كل شىء لصالحه، معتقدا أن أعضاء الحزب الوطنى إذا أرادوا النزول إلى سدة الحكم فعليهم أن يدركوا أن الشعب المصرى الذى فجر ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو لديه القدرة على محاسبة أى إنسان فى أى وقت دون أى حواجز لأن الشعب مصدر السلطات.. وأضاف أننا كرجال أعمال نحتاج لمساعدة الحكومة حتى نقوم بأعمالنا ونقدم أقصى ما عندنا لخدمة الوطن.
أمريكا باعت الإخوان
وقد أكد السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية أن المرحلة الراهنة الآن تتطلب من الجميع المشاركة الجادة والحقيقية فى بناء الوطن بعيدا عن أى خلافات شخصية. وأضاف أن مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو مرحلة صراع خفى يعتبر خطيرا كأنه نزيف داخلى يستنزف طاقات المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ولابد من الانصياع لخريطة المستقبل وطى صفحة الماضى وهذا الكلام ليس للإخوان فحسب بل لجميع القوى السياسية.
وقال يجب على جماعة الإخوان المسلمين النظر إلى الإمام لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، مشيرًا إلى أن ثورة 25 يناير 2011 كان وراءها دوافع شعبية وهذا يعد السبب الرئيسى فى تصويت بعض الناخبين لفئة دون الأخرى فى ظرف اضطرارى ولذلك وبرغم كل ماحدث فإن جماعة الإخوان المسلمين لم تستطع استيعاب ماحدث من أفكار وإرادة شعبية مؤكدا أن دعم بعض الدول العربية والأوروبية وعلى رأسهم أمريكا وقطر وتركيا لايدوم طويلا خصوصا بعد تراجع الموقف الأمريكى فى تصريحاته الأخيرة مؤكدا أنه شريك للشعب المصرى لتحقيق الديمقراطية وعليهم أن يدركوا أيضا أن ماحدث فى 30 يونيو 2013 كانت ثورة بمثابة تحقيق للديمقراطية وعدم إقصاء أحد، مطالبا بأن يكون لديهم استعداد لتفعيل المرحلة الحالية حتى يكونوا شركاء للشعب المصرى.
وأضاف مساعد وزير الخارجية قائلا: إننى أرفض كلمة فلول على أى نظام فالكل أمام القانون سواء فى كل شىء. وقال إن لجنة تعديل الدستور على أعلى مستوى ويجب مشاركة جماعة الإخوان المسلمين فيها.
وأكد أن الحكومة الانتقالية برئاسة د.حازم الببلاوى حكومة كفاءات ورجالها ذو خبرة ولديها رؤية مستقبلية واضحة لتنفيذ خريطة المستقبل وقد تم اختيارها على أعلى مستوى رغم صعوبة هذه المرحلة التى تمر بها البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.