هل أخطأ الرئيس مرسى؟ نعم أخطأ لأنه بشر وليس معصومًا من الخطأ.. وهل أخطأت الحكومة ورئيسها؟ نعم كذلك.. بل إن لنا تحفظات كثيرة على تشكيلها وبقائها طوال هذه الفترة دون معالجة أبرز هموم ومشاكل المواطن المطحون.. وهل أخطأت الأحزاب الإسلامية وبعض رموزها؟ نعم أخطأت كما أخطأت الأحزاب اليسارية والليبرالية.. وكما أخطأ الإعلام الذى ارتكب بعض كتابه ورموزه خطايا كثيرة ومتنوعة ومتكررة. نعم أخطأنا جميعًا.. من الرئيس إلى الغفير.. ولكن خير الخطائين.. التوابون.. ونحن نريد أن نتوب جميعًا من أجل إنقاذ الوطن. بداية نريد إعلاء مصلحة الأمة فوق كل الاعتبارات.. فمصر هى قلب أمتها العربية والإسلامية.. وإذا أصاب القلب سوء أو مكروه لا قدر الله.. فسوف ينعكس سلبًا على باقى الجسد المترامى من المحيط إلى المحيط. أيضًا نريد إعلاء مصلحة مصر.. أرض الكنانة التى حفظها الله على مدار التاريخ.. وسوف يحفظها إلى أبد الآبدين.. رغم أنف الحاقدين والمتآمرين، مصر أغلى من كل الحكام والأحزاب والجماعات والفصائل السياسية.. مهما تباينت أو علا شأنها. وليس أدل على ذلك من موجات الاستعمار والغزاة الذين دخلوها على مدار القرون.. وذهبوا جميعًا وظلت مصر شامخة أبية.. تتحدى الجميع وتؤكد أنها حقيقة ربانية كونية تاريخية راسخة. نريد أن نتكاتف جميعًا لمواجهة الأزمات المتلاحقة والمصطنعة، فلا نكاد نخرج من أزمة حتى تليها أخرى.. بفعل فاعل.. معلوم.. وليس مجهولاً. فقد سقطت الأقنعة عمن يتشدقون بالشعارات ويعقدون المؤتمرات فى فنادق النجوم الخمسة.. ويتنافسون على الظهور أمام الفضائيات.. هؤلاء هم صناع أزمتنا.. وعند الشدائد وعند المصائب يفرون ويتركون البلاد فريسة للصراعات والمواجهات الدموية. لقد شاهدنا هؤلاء الأشاوس يدعون للتظاهر والعنف أمام الاتحادية والمصالح والمؤسسات السيادية.. وعندما تقع الكارثة وتسيل الدماء وتسقط الضحايا.. يفرون ويختفون.. دون وازع من ضمير أو إحساس بالمسئولية الوطنية. هؤلاء يجب فضحهم ومحاكمتهم.. وليس الشباب الصغير المغرر به والذى يتم تضليله أو استعماله وإيقاعه فى هذه الشباك القذرة التى يصبح هو وقودها الأول. نحن نريد من الجميع (المعارضين والمؤيدين.. والمسئولين والمدنيين) نريد منهم جميعًا إصدار بيان عاجل وملزم لنبذ العنف والبلطجة بكل أشكالها.. وأن يتم تجريم أى مسئول حزبى أو شعبى يدعو إلى العنف وتحويله إلى القضاء فورًا.. والآن.. وقبل 30 يونيو، بمعنى آخر.. فإن الموقعين على هذا البيان التاريخى سوف يحاصرون رافضى التوقيع.. لأنهم سوف يتحملون المسئولية أمام الله والوطن والقانون أيضًا. ومطلوب الآن ضبط الأداء الإعلامى المنفلت.. بل والخطير.. فجانب غير يسير من الإعلام يقوم بصناعة الفتنة ويدعو إلى العنف بشكل مباشر أو غير مباشر، وهنا يبرز دور المؤسسات الإعلامية.. وفى مقدمتها المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين ووزارة الإعلام فهذه ربما تكون أخطر مراحل تاريخنا.. ولا يمكن التهاون مع أى إعلامى يدعو إلى العنف أو إسقاط الشرعية المنتخبة.. لأن الدخول فى هذه الدوامة سوف يفتح باب جهنم لسقوط مصر، لا قدر الله، وإسقاط الرئيس المنتخب يعنى تدمير الديموقراطية.. والقضاء على ثورة يناير.. وهذا هدف الفلول والمتربصين والمتآمرين داخل مصر وخارجها. كما نناشد بعض الإعلاميين أن تصحو ضمائرهم وأن يعودوا إلى رشدهم.. فلن تنفعهم كنوز الدنيا إذا ضاعت مصر.. وسيكون الوطن والمواطن البسيط هو الضحية الأولى لهذه الفتنة الكبرى، عندئذ لن يرحم التاريخ هؤلاء.. وأولئك.. أيًا كانت انتماءاتهم وارتباطاتهم ومصالحهم. نطالب أيضا أجهزة الدولة المختلفة بكشف وفضح مصادر تمويل وتوجه إعلام الفتنة بكل فروعه (فضائية وإلكترونية ومطبوعة ومسموعة).. الآن وبالوثائق.. وتحويلها جميعًا إلى النيابة والقضاء فهذا وقت الحسم.. حفاظًا على مستقبل مصر. بل يجب إعمال وتنفيذ القانون ضد كل من يثبت تآمره على أمن الوطن. *** أما على المستوى السيادى الأمنى.. فإننا ندعو مجلس الأمن القومى لعقد اجتماع طارئ لمناقشة كافة الأوضاع والتهديدات التى تشهدها البلاد والعباد.. ونقترح على المجلس اتخاذ الخطوات التالية: ? المبادرة بنشر قوات الشرطة والأمن المركزى فى محيط كافة الميادين والمنشآت الحيوية والمرافق العامة.. فهذه المنشآت ملك للمواطن البسيط الذى دفع ثمنها من قوته وعرقه ودمائه.. ولو أصابها مكروه لا قدر الله.. فسوف يدفع ثمنها مرة أخرى.. ونحن فى أزمة اقتصادية ومالية خانقة (ومصنوعة) هدفها تركيع مصر وعدم انطلاقها لاستعادة مكانتها اللائقة إقليميًا ودوليًا. ? إعداد خطة طوارئ لنزول الجيش لضبط الأوضاع قبل يوم 30 يونيو.. بأيام.. فالردع الأمنى كفيل بمنع المواجهات.. وسوف يقلل احتمالاتها.. وهذا الردع النفسى سوف يقى مصر شرورًا كثيرًا.. فلا ننتظر حتى تقع الكارثة.. مثلما حدث فى بورسعيد يوم إصدار الحكم على مرتكبى أحداث مباراة الأهلى والمصرى، فالوقاية خير من العلاج.. فإذا أخذنا الحذر وقمنا بالاستعداد اللازم.. سوف نتجنب كثيرًا من الشرور. ? الإسراع بإصدار قانون تغليظ عقوبة الاعتداء على الشرطة وأجهزة الأمن.. حتى تستعيد بعضًا من الثقة المفقودة والقدرة اللازمة لتأمين البلاد. ? وضع خطة شاملة لضبط البلطجية المحترفين المعروفين بالاسم.. بل وتصفية بؤر الإجرام والمخدرات المعروفة أيضًا لدى أجهزة الأمن.. هذه الخطوة مطلوبة الآن وبسرعة وبإلحاح شديد أيضاً.. لأن هؤلاء البلطجية المحترفين المأجورين يتم استخدامهم فى هذه الأحداث بصورة معتادة ومتكررة ويدفع الشباب المحب لوطنه ثمن مواجهة هؤلاء المجرمين، أما من يستأجرونهم ويمولونهم ينطلقون طليقى السراح.. داخل وخارج البلاد.. للأسف الشديد. ? ضبط الحدود فى كل الاتجاهات.. لمنع تدفق السلاح الحديث الذى يتم تسريبه وتهريبه إلى مصر عمدًا.. لإغراقها فى دوامات المشاكل والمواجهات الدموية.. ويجب إصدار قانون عاجل من مجلس الشورى بإنشاء محاكم ثورية عاجلة لمهربى السلاح والمخدرات والبلطجية.. هذه ضرورة حيوية يجب أن يضطلع بها مجلس الشورى الآن.. وليس غدًا. *** أن تبدأ أجهزة الأمن تنفيذ هذه الخطط العاجلة خلال الساعات القادمة.. بمنع كل من يعطل المرافق والطرق والمصالح العامة، فلا مانع من التظاهر والاعتصام السلمى فى أماكن وبتصاريح محددة.. كما يحدث فى كل البلاد الديمقراطية. أخيرًا..فإننا ندعو الله أن يحفظ أرض الكنانة وأن يحفظ شعبها المسالم الطيب الذى يتكالب عليه الأشرار.. فاللهم قنا شرور الفتن.. وقنا شر شياطين الإنس والجن واجمع شمل أمتنا وقوّ شوكتنا فى مواجهة الفتنة الكبرى.. آمين يا رب العالمين