سيطرت أحداث سد النهضة الذى تقوم أثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق على جلسات مجلس الشورى الماضية.. ورغم أن رئيس الوزراء د. هشام قنديل أطلع النواب على آخر الخطوات التى تتخذها الحكومة وتسير فيها لحل هذه الأزمة التى تؤثر على حصة مصر من مياه النيل.. وتهدد مشروعاتنا التنموية.. لكن النواب أعلنوا بكل انفعال رفضهم خروج رئيس الوزراء من القاعة مباشرة بعد إلقاء بيانه دون مناقشة ما قاله.. وكان معهم كل الحق.. ووصف النائب ناجى الشهابى موقف قنديل أنه نوع من الهروب لمواجهة النواب. وأظن أن أهم ما خرجنا به من هذه المناقشات الساخنة والاحتجاجات على رئيس الوزراء هو عدد من الحقائق. أول هذه الحقائق ما ذكره المستشار حاتم بجاتو وزير الدولة للشئون البرلمانية أنه لا توجد أى بنود سرية فى المفاوضات التى تدور بين مصر وأثيوبيا حول سد النهضة، وذلك عندما سألته فى اللقاء الدورى الذى يتم بينه وبين المحررين البرلمانيين عما أثاره النائب عبدالله بدران رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور أنه إذا كانت هناك أى اتفاقيات سرية لم يفصح عنها رئيس الوزراء فينبغى أن نعقد جلسة سرية للمجلس لمناقشة هذه البنود السرية.. لكن المستشار بجاتو أكد أنه لا توجد أية سرية فى المباحثات بين الطرفين. وأشار بكلمات واضحة تماما إلى أننا يجب أن نكون مستعدين لجميع الاحتمالات، فنحن أمام قضية أمن قومى.. وأن مصر تدرس كل المعلومات التى ترد لها عن السد وأن الخبراء القانونيين والمهندسين والجيولوجيين يدرسون الموقف بكل دقة ويضعون التقديرات لخطورة هذا السد.. فنحن لن نفرط فى حصتنا من مياه النيل.. ونسعى أولا إلى حسن التعاون والجوار مع دول حوض النيل.. فنحن نقيّم الموقف والحكومة سوف تتخذ خطواتها على هذا الأساس وتستخدم القنوات الدبلوماسية مع الدول الأفريقية وسنحافظ على مصالحنا أولا وأخيرا.. *** أما الحقيقة الثانية التى كشفت عنها المناقشات فهى ما طالب به النائب د.خالد عودة بضرورة إصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف الأعمال فى سد النهضة لحين الانتهاء من المفاوضات التى تجرى مع الجانب الأثيوبى. واتهم النائب د. عودة الرئيس السادات أنه كان ينوى توصيل مياه النيل إلى إسرائيل وتم إنشاء ترعة السلام لهذا الغرض. وأعتقد أن ما قاله العضو يحتاج إلى مراجعة فيما قاله لأنه يغيب عنه العديد من الحقائق التى كان السادات يستخدمها فى التصدى لألاعيب إسرائيل!. أما زعيم الأغلبية عصام العريان فقد أشار إلى قضية الاستثمار فى أفريقيا وأننا يجب أن نوجه أنظارنا إلى أفريقيا وأن نشجع رجال الأعمال لإقامة المشروعات الاستثمارية مع الدول الأفريقية حتى ولو أغضب ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية. *** كانت هذه وقائع إحدى الجلسات المهمة لمناقشة مشروع سد النهضة الذى يجب علينا استخدام كل الطرق الدبلوماسية والشعبية والدولية لوقف بناء هذا السد الذى سوف يسبب لنا الضرر إن عاجلا أو آجلا.