لم تغب السياسة عن العروض التى وصلت فى دورته السادسة عشرة التى اسدل عليها الستار الأسبوع الماضى إلى 70 فيلما أبرزها فيلم 18 يوما والذى تحدث عن الثورة المصرية من خلال شخصيات مختلفة تعكس تصوراتها للثورة ما بين الفرح بها والرفض لها ومن كانت الثورة بالنسبة له بيزنس (بيع إعلام واستئجار بلطجية) ومن رآها متنفسا بعد سنوات من الحرمان الديمقراطى، فضلا عن عرض أحد أهم الأفلام (عن يهود مصر) للمخرج أمير رمسيس والذى تحدث فيه عن رحيل اليهود عن مصر ودورهم فى المجتمع المصرى من خلال التسجيل مع عدد من الأسر اليهودية التى هاجرت إلى أوروبا وفيلم (25/25) الذى عقد مقارنة بين المرحلة الانتقالية بعد ثورة 1952 وثورة 25 يناير 2011 ويتتبع الفيلم الدور الذى لعبته جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى فى الأحداث بعد كلتا الثورتين والفيلم السعودى «حرمة» عن الأحياء الفقيرة فى السعودية وفيلم «حكايات عن الحب والحياة والموت وأحيانا الثورة» يتحدث عن الثورة السورية وفيلم «فعل القتل» عن أحداث الإطاحة بالحكومة العسكرية بإندونيسيا عام 1965 والحرب الأهلية اللبنانية من خلال فيلم «ليل بلا نوم»، وحضر الفعل السياسى الميدانى فى المهرجان من خلال تواجد أعضاء حركة تمرد وتوزيع الاستمارات على الضيوف ووقفة احتجاجية لموظفى قصر ثقافة الإسماعيلية للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والاهتمام بأحوال قصور الثقافة والتضامن مع زملائهم المعتصمين بوزارة الثقافة. ( 2 ) رئيس المهرجان: الشورى رفع الميزانية إلى مليون جنيه قال كمال عبد العزيز رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسيجيلية أن هذه الدورة واجهت صعوبة شديدة بسبب تغيير وزير الثقافة قبل افتتاحها، مما اضطرهم للبدء من جديد مع وزير الثقافة الجديد خلال وقت ضيق جدا. وأضاف أنه ولأول مرة يشهد المهرجان سوق للفيلم التسجيلى باستضافة موزعين من دول مختلفة وعرض 10 أفلام للمرة الأولى عالميا وأفلام حصلت على الأوسكار، واعتبر غياب وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية عن الحضور لا يشكل أية إهانة للثقافة والإبداع لأنه حسب قوله «أحسن حاجة للسينما» أن يمثلها السينمائيون والضيوف الأجانب لم يتأثروا بالغياب وسعدوا بأن أقمنا المهرجان وبإصرار المنتجين على دعم مهرجانهم. وأكد عبد العزيز أن المبلغ المخصص للمهرجان داخل ميزانية المركز القومى للسينما لم يتغير منذ 20 عاما وقت أن كان الدولار بجنيهين وعشرين قرشا ووافق مجلس الشورى على رفع الميزانية إلى مليون جنيه، متمنيا أن يمول المهرجان ذاته مستقبلا، مضيفا أن إقامة المهرجان فى حد ذاته إنجاز وسط الظروف الصعبة الحالية ومع تقلص الميزانيات على مستوى الدولة ونفى أن تكون هناك مجاملات فى اختيار الأفلام المشاركة ومنها الأفلام المصرية التى رغم قلتها كانت أفضل الأفلام من وجهة نظر لجنة التحكيم التى ضمت شيوخ السينمائيين وكبار النقاد الذين تنطبق عليهما المعايير الفنية والعبرة ليست بالكم. (3 ) مؤسس المهرجان يطالب بالخروج من الأقاليم قال المخرج هاشم النحاس مؤسس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة إن تطورا كبيرا حدث فى المهرجان وفارقا ضخما بين دورته الأولى والدورة الأخيرة بعد أن كان يقام فى قاعة عرض بسيطة بقاعة هيئة القناة الآن القاعات اتسعت والأفلام ازدادت والضيوف أيضا والجوائز والأقسام اتسعت ليصبح بحق مهرجانا دوليا، كما تمكن المهرجان من خدمة صناعة الأفلام التسجيلية بتقديم أفضل الأفلام العالمية خلال أسبوع وإدارة حوارات ومناقشات حول القضايا السينمائية، مما خلق تنشيطا ذهنيا للسينمائيين واستطاعت صناعة الأفلام التسجيلية تجاوز أزمتها فى السنوات العشر الأخيرة. واختتم صالح حديثه بأن المهرجان ينقصه التوسع أكثر فى نشاطه وامتداده إلى الأقاليم ولا يقتصر داخل فعاليته، وإضافة برامج جديدة معتبرا أن إدخال ورش العمل داخل الدورة الأخيرة شىء جيد يرفع من مستوى الصناعة. ( 4 ) محمدحفظى: غياب الوزير ليس إهانة للثقافة قال المخرج حفظى مدير مهرجان الإسماعيلية إن الدورة الأخيرة أقيمت فى ظروف وتوقيت صعب وجو سياسى مشحون. وأكد أن غياب وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية عن الحضور لا يعد إهانة للثقافة والإبداع أو للمهرجان بقدر أن الثقافة عامة ليست بالأشخاص، إنما بالفن والفنانين وليس فى ذهنى الدفاع أو الهجوم على أى شخص بقدر الدفاع عن المهرجان. بالعكس رحبت بالأشخاص الذين جاءوا للمهرجان وعارضوا سياسات الوزير قلبا وقالبا بدون تطاول وتجاوزات وشتيمة، ونحن فى ظروف سياسية متوقع حدوث، ذلك والمعترضون أكدوا أنهم يدعمون المهرجان ولا يريدون هدمه، إنما أرادوا توصيل رسالة للمسئولين أعتقد أنها وصلت. وأشار أنه رغم الميزانية الضعيفة اعتمدنا على الرعاة ولم تقتصر على دعم وزارة الثقافة ووصل عدد الضيوف إلى 200 أو 250 وبلغت الأفلام 70 فيلما، فضلا عن وجود سوق للإنتاج ومنتدى الإنتاج العربى المشترك.