د. مغاورى شحاتة رئيس جامعة المنوفية الأسبق، ذكر أن هناك مشكلة فى حل معظم قضايا المياه وهى أن الغالبية العظمى تعمل فى إطار الجانب القانونى وتتجاهل النواحى العلمية وإن كانت المجارى المائية وأحواض الأنهار يجب أن يكون الجانب العلمى له دور واضح فى حل مثل هذه القضايا، فقد انشغل المجتمع الدولى بالقانون بعيدا عن الجانب العلمى والصراع الذى يحدث حاليا على نهر النيل ليس الأول ولن يكون الأخير، فقد اتفقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تعريف المجرى المائى إلا أن هذا التعريف كان تعريفا قاصرا. ومنها أنه لا يجوز إخراج المياه خارج دول الحوض، كما أن الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه وضعت مجموعة من المبادئ منها عدم الضرر. وعند الحديث عن مشكلة مياه نهر النيل يجب أن ننظر نظرة عامة أولًا على حوض النهر فهناك ثلاثة منابع هامة بالنسبة للنهر أهمها هى المنابع الاثيوبية نهر السوباط أو حوض نهر السوباط، وحوض النيل الأزرق وحوض عطبرة، ويسمى حوض النيل الأزرق النيل النجاشى ويعد هو الأخطر والأهم من بين هذه الأحواض الثلاثة نحن يصلنا 72 مليار متر مكعب من المياه منها 52 مليار متر مكعب تأتى من حوض النيل الأزرق، ثم بعد ذلك يأتى الباقى من بقية الأحواض والمنابع الاستوائية عند التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق فى الخرطوم ليكونا نهر النيل عند منطقة الجزيرة فى السودان. لا توجد رابطة قوية بين دول الحوض عندما أنشأنا السد العالى كان رد الفعل الأمريكى هو إنشاء مجموعة من السدود على النيل الأزرق وهو الأخطر والأقوى فى كميات المياه المتدفقة إلى مصر ومنها ما يسمى حاليا بسد النهضة وكانت السعة التخزينية لهذا السد فى تلك الآونة هى 11 مليار متر مكعب فقط وكانت المشكلة هى البحث عن المكان لإنشاء السد لاننا عندما نود القيام بمثل هذه المشروعات يجب دراسة نوع الصخور التى ينشأ عليها السد وكمية المياه المتدفقة والعلاقة بين كمية الأمطار المتساقطة وعندما اختارت موقع السد على بعد 40 كيلو من الحدود الاثيوبية السودانية كان ذلك طبقا لمعايير تحتم ذلك وعندما أرادت أثيوبيا إنشاء السدود فى عام 2005 طرحت 4 سدود منها سد النهضة وهذه السدود من الممكن أن تجمع حوالى 200 مليار متر مكعب من المياه المتساقطة على الهضبة الاثيوبية والتى يبلغ إجمالها 300 مليار متر مكعب سنويا، وقامت بعمل دراسات حول ذلك. المنطقة التى يقام بها السد عبارة عن منطقة صخور نارية بركانية أهمها صخر البازلت وهو صخر صلب جدا وغير مرن وتؤثر به عوامل التعرية المائية وعوامل التحليل، كما أن من المؤكد أنه يقع فى منطقة منحدرة من حيث التكوين الصخرى وهو ما يجعله عرضه لتهديد اندفاع المياه وثقلها الشديد عليه وهو ما يهدده بالانهيار ومن ثم نحن نحذر من إمكانية حدوث النحر السفلى للسد فيما يتعلق بهذا الموقع، خاصة أن معامل الامان فى السد لم يتجاوز 1.3% وهو معامل أمان متدن جدًا، ومن هنا نجد أن طبيعة الصخور والتربة المقام عليها السد وكمية المياه وعوامل التعرية من أهم العوامل التى تهدد السد بالانهيار، وهذا يجعلنى اؤكد أن السد بموقعه هذا يعد فى موقع حرج من الناحية الجيولوجية والناحية الهيدولوجية. يجب أن يكون للإعلام دور ايجابى بأن ينقل معلومات علمية صحيحة وموثقة لا أن يتداول معلومات ليست لها علاقة بالواقع ولا بالعلم وهو ما يهدد أمن المنطقة. وبالنسبة لنهر الكونغو ليست هناك إمكانية علمية لتحويل مجرى النهر ليضيف من حصة مياهه إلى نهر النيل لعدة أسباب أولا طبيعة الأرض التى يجرى فيها نهر الكونغو فهو يجرى فى منطقة مرتفعة ووعرة يطلق عليها جبال القمر نظرا لارتفاعها، ثم إن نهر النيل يجرى فى منطقة مستنقعات فى جنوب السودان، بالإضافة إلى أن هناك دول أخرى سوف تشارك فى هذه المياه وفى تلك الحالة يجب ان توافق، فى الوقت الذى وقعت تلك الدول على اتفاقية عنتيبى. وهناك من يردد مشروع نيل الواحات أود أن أؤكد أن هذه إرهاصات جنونية ليست لها علاقة بالواقع. المشكلة أن اثيوبيا لن تستجيب لاى طلب لوقف بناء مشروع السد.