رغم أن فترة حكمه لمصر كانت مليئة بالفتن والمؤامرات، إلا أن السلطان الناصر فرج بن برقوق ترك أثرًا مهمًا هو « خانقاة بن برقوق» الذى يتبع المساجد الجامعة.. وتم تشييده فى بدايات القرن التاسع الهجرى..يقع هذا الأثر بجبانة المماليك الموازية لطريق صلاح سالم فى ميدان يعرف بميدان برقوق، ويعود تاريخه إلى عام 813ه، وقد أنشأه السلطان الملك الناصر زين الدين أبو السعادات فرج بن سلطان الملك الظاهر أبى سعيد برقوق الجركسى الأصل مصرى المنشأ وهو سلطان البلاد المصرية والديار الشامية والأقطار الحجازية وهو السلطان السادس والعشرون من ملوك الترك والثانى من الجراكسة وكان مولده فى سنة 791 ه الموافق 1389م. وعندما مات والده السلطان أبى سعيد برقوق وذلك فى صباح يوم الجمعة منتصف شوال 801 ه الموافق 1399م تولى السلطان فرج الحكم وكان عمره حينئذ عشر سنوات ولم يكن يبلغ الحلم بعد فاجتمع الأمراء والقضاة بالأسطبل السلطانى ثم احضر الملك السلطان فرج وبايعوه بالسلطنة وذلك بحضور شيخ الإسلام البلقينى. وفىالبداية، تولى السلطان فرج بن برقوق الحكم من 15 شوال 801 : 15 ربيع الأول 808 ومنذ توليه السلطنة قام بتدبير أمور الدولة الأمير الكبير أيتمش وسادت عهده فى تلك الفترة الفتنة والاضطرابات فكان يكافح عدة قوات وثارت عليه ثائرة أمراء الجراكسة وتنكر له أمراء سوريا وخرجوا عن طاعته وثار عليه الأمير يشبك وبعض أمراء المماليك وسادت فى هذه الفترة الفتن والاضطرابات من كل جانب مع ظهور الجفاف فى مصر والوباء وهدد الشام تيمور لنك وسلب أهلها وهدم الديار وحرقها واختفى السلطان فى بيت ابن غراب فاجتمع الأمراء والقضاة ونصبوا أخاه السلطان المنصور عبد العزيز وكانت مدة اختفائه سبعين يومًا ثم خرج مرة ثانية. والفترة الثانية ( 25 جمادى الآخر 808 ه: 12 محرم 815 ه ) عاد السلطان فرج إلى القلعة وتولى أمور السلطنة واسترد ملكه من أخيه ثم قتله وعمل على إخماد الفتن بالبلاد والقضاء على الأمراء الجراكسة المتمردين وتأديب أمراء سوريا الثائرين ومواجهة تيمورلنك فثبت سلطانه فى مصر ويتبع هذا الأثر المساجد الجامعة ويتكون من صحن مكشوف سماوى محاط بأربعة إيونات أكبرها إيوان القبلة ويلحق به قبتان ضريحيتان ومئذنتان ومدارس فرعية وطبقات للصوفية. ولهذا الأثر اربع واجهات. اما المدخل الرئيسى بالواجهة الغربية فيؤدى إلى دركاة مربعة ويوجد بالجدار الشمالى لهذه الدركاه فتحة باب تؤدى إلى دهليز مستطيل يصب فى الصحن مباشرة. ويوجد بالواجهة الشمالية يصعد إلية بدرج من الحجر والمدخل من النوع التذكارى يؤدى المدخل إلى دركاة توصل إلى السبيل الثانى وإلى طبقات الصوفية وإلى الصحن المكشوف. قصر الباب العالى وال 20 ألف وريث! رغم صدور قرار وزارى بتسجيل قصر الباب العالى المعرف حاليًا باسم « قصر الشيخ حسن الوقاد» كأثر رسمى يتبع المجلس الأعلى للآثار، إلا أن وجود أكثر من 20 ألف وريث لصاحب القصر يمنع تنفيذ هذا القرار حتى الآن بسبب اختلافهم حول مسألة تسجيله كأثر. وتقول نجلاء عبد المحسن مدير منطقة آثار برقوق ومصر الجديدة إن واجهة القصر مسجلة كأثر بقرار من المجلس الأعلى للآثار، وأضافت أن عدد ورثة الشيخ حسن الوقاد يصل إلى 20 ألف وريث ينقسمون بين مؤيد لتسجيل هذا القصر كأثر سياحى يتبع هيئة الآثار ومعارضين مشيرة، إلى أنه جار تسجيل الأثر بقرار وزارى.