أتعجب من الذين ينظفون أنفسهم من الخارج و يهملون تنظيف داخلهم.. مع أن الجمال الحقيقى هو جمال الجوهر ، وأعنى بكلامى هذا – تحديدا - الكثير من مؤسسات الدولة التى تتزين من الخارج بالرخام و الجرانيت و داخلها تضرب الفوضى والفساد. ويؤسفنى أن يصدق هذا الكلام على مطار القاهرة، فحاله هو حال معظم مؤسسات مصر حيث تم تطوير المبانى من الخارج ليصبح شكلها رائعًا وأيضا مطار (3) أصبح أكثر من ممتاز، أما المطار القديم وبداخله صالة وصول وسفر رقم (1) فسوف يصدمك إذا رأيت المبنى من الداخل وسوف تكتشف سريعا عدم الاهتمام بالصالة وأيضا سوف تلاحظ أن هناك نقلة حضارية وتكنولوجية بينها وبين الصالات المطورة، وقد يكون سبب هذا أن صالة (1) مخصصة لخطوط الطيران العربية وروادها من العمالة المصرية المغتربة بالخارج، فهذا المبنى العجوز يعانى أمراض الشيخوخة وقد تخطى عمره الثمانين عاما وقد كان فى شبابه ملكيا مخصصا لفاروق الملك، لكن الدنيا لاتبقى على حال! وفى رفقة وزير الطيران أثناء جولة فى إطار الاحتفالات باليوبيل الذهبى لميناء القاهرة الجوى رأيت أرضيات الصالة كالحة عفى عليها الزمن وأسقفًا متهالكة وإضاءة مزعجة للغاية ورائحة كريهة ودورات مياه غير صالحة للاستخدام الآدمى، ومازالت إحدى وحداتها تحتفظ بالحمام التقليدى (البلدى) وعن مستوى النظافة فحدث ولا حرج، ورأيت أيضا طوابير طويلة من المسافرين أغلبهم من العمال المصريين البسطاء المسافرين للدول العربية يشتكون سوء حال الصالة وقلة عدد ضباط الجوازات وفقر الخدمات وبمجرد أن رأوا وزير الطيران بينهم وعرفوه كان حالهم كالغارق الذى وجد طوق النجاة وتهافتوا عليه يشتكون حالهم، والحقيقة أن الوزير أنصت لشكواهم واستمع لهم. وما أثار دهشتى وأيضا عجبى أنه بعد أيام معدودة من هذه الواقعة وإنصات الوزير للشاكين اتخذ الوزير قرارا بتطوير الصالة.. ليست صالة (1) ولكن صالة كبار الزوار! والصالة الأخيرة لا تحتاج تطوير فمستواها جيد جدا فى حين أن المطار القديم مهمل تماما.