لثانى مرة أقول.... كل البرامج الساخرة المعروضة تدلس علينا ياهوُه! لا أقصد التدليس المعلوماتى وإنما التدليس الفنى هذه البرامج بتلف لنا (الردح) فى ورقة سلوفان شيك على أنه (فكاهة وسخرية). ورقة السلوفان هم نجوم الكوميديا اللذين نقدرهم. صحيح (الردح) و(السخرية) فنون لها جذور ومدارس فى ثقافتنا الشعبية المدونة والشفاهية. لكن المصريين يدركون بشكل جيد الفرق بين الفن الأول والفن الثانى هذا الفرق ليس فى أن مفردات الردح سوقية تحتمل اللفظ الخارج والقبيح وليس فى أن ممارسى هذا الفن كانوا (نسوة الطبقات المنحطة). وإنما يدرك المصريون أيضًا الفرق بين القوالب الخاصة بكل فن من الاثنين. (الردح) كان من قوالبه أشكال ثلاثة (النظم) وفيه ترمى الرداحة المقصود بالسب بأبيات منظومة تحط من مكانته بين الناس، والثانى (أشبه بالفواصل المسرحية الحركية) هذه الحركات كانت تؤدى منفصلة أو ممتزجة بالسباب المنظوم..وكان القالب الثالث والأشهر والأكثر شيوعًا فى الحوارى - ما يسمى ب (فرش الملايا)! وكان هذا القالب يعتمد على معلومات شخصية عن المقصود بالأذى تحط من مكانته وتفضحه. ..(فن الفكاهة أو الإضحاك والسخرية) مختلف تمامًا. هو فن راق مشحون بمخزون هذا الشعب من خبرات وتجارب وذكاء حضارة (7) آلاف سنة مارسه عمالقة فى أسوأ الظروف مرت على مصر كل الحكائيين الذين كانت تمتلىء بهم الأسواق يضحكون الناس على الغاصب أو المحمل حتى يبدو ضئيلاً فى نظر الشعب المقهور فتكون الثورة ممكنة. - احتفظ لنا التاريخ بعمالقة منهم عبد الله النديم (صوت الشعب فى ثورة أحمد عرابى) وبيرم التونسى (زجال مصر الأول). ..فن كان غرضه (ضحكة رايقة) تقوى القلب على الثورة وتجعله يحتمل،..أما فن (الردح) فلا غرض له غير (إهانة أشخاص) وإذكاء العداوات بين أهل الشارع الواحد... والادهى أن نجوم الكوميديا عندنا كمان خلطوا فن الردح المصرى بفنون الردح الخوجاتى..ولنا فى الأمر شرح تفصيلى فى مقال قادم. لأن الكيل فاض!