فى الأوقات الصعبة نميل إلى السخرية نخشى مما يجرى حولنا أو يجرى معنا وفى أحيان نسخر من أنفسنا. .. كلما ضاقت علينا «نديها» نكت وقفش وقافية وزجل حلمنتيشى وتريقة رايقة. .. من رحم هذه الخصلة المصرية جداً خرج «باسم يوسف»! .. ومن قبله خرج علينا عبد الله النديم ساخر الثورة العُرابية الباكى الضاحك وفى أوقات أنين شعبنا من طول الاحتلال الإنجليزى ضحكنا حتى استلقى النفر منا على القفا مع بيرم التونسى كانت سخريتهم بطعم «روح مصرية». .. لكن الوضع عند باسم يوسف مختلف. «مفيش روح مصرية»! .. بدون زعل. اتكلم بالتحديد عن حلقة «كرسى فى الكلوت».. والكلوت لمن لا يعرف أو لم يعتد قراءة هذا الاسم مكتوب على الورق هو السروال الداخلى الذى تستر به العورة. .. أكتب عن حلقة كرسى فى الكلوت والحلقة التى تلتها التى دارت حول «المؤخرة والخرفان ، تعمل إيه مع النعاج». .. سخرية غرقانة فى وحل الشوارع الطافحة فيها المجارى والممتلئة أركانها بالقمامة. تنقل لنا إحساساً بالقرف صحيح. لكن «بدون زعل». فى سخرية باسم يوسف ماينقل لنا إحساسه هو الشخصى بالقرف منا. إلى حد الإهانة. ولا أدرى هل يستحق منا باسم يوسف اللوم على ذلك الإحساس منه إلى درجة اعتبارنا ما يقدمه على الشاشة عملاً يجب أن يعاقب عليه قانونا أو يحتاج منا باسم يوسف أن نتفهم أنه هو وسخريته نتاج مرحلة السوقية فيها سادت. .. مفردات باسم يوسف ليست فقط تخاصم الذوق لكنها أحياناً تتجاوز الحياء عن عمد. وفى أحيان تكون ليست من فنون الضحك. وإنما من فنون الردح. وحتى فن الردح فى شارعنا المصرى فن شعبى لا يغادر مهما كانت الحال «روحنا المصرية. كما يفعل باسم يوسف كل ليلة.