بينما كنت أسير / في ميدان التحرير / اتكعبلت رجلي اليمين / في مصباح علاء الدين / فتناولته وحضنته / وبرفق دعكته / فخرج منه عفريتان / وأخذا يتشاجران / وأمسك كل منهما بتلابيب أخيه/ فقلت : "إخص عليكما وإخّيه " / ولم أصدق العينين / حين تعرفت علي العفريتين / كان أحدهما قصيرا والثاني طويلا / فقلت لهما : جتكما ألف نيلة / إنكما نظيف وعز / وتشنجت وظل جسمي يهتز / وهما يتبادلان الاتهامات / وتطورت المناقشات / إلي شلاليت ولكمات/ بين الطويل الشايب / والقصير العايب / فاتلم حولنا الرعاع والهلافيت / فقلت لهما : كفايه كده وإلاّ أحضرت لكما رئيس العفاريت / فخافا عندما هددتهما بالرئيس / و انصرف هاربا من بينهما إبليس / فهدأت المهاترة / وانتهت المشاجرة / وقالا : شبيك لييك / الفساد بين يديك/ ماذا تريد / أيها المواطن السعيد ؟ / وقال نظيف : هل تريد مليارات / من الرشاوي والعملات / و الكنوز المستخبية / في خزينة القرية الذكية ؟ / فقال عز : أم تريد شراء العتبة وعمرأفندي / بتلات تعريفة و شوية تمر هندي ؟ / قال نظيف : أم تريد آثاراً مسروقة ؟ / قال عز : أم صفقات فاسدة غير مسبوقة ؟ / قال نظيف : أم مليون متر ببلاش في سينا ؟ / قال عز: أم فيلا من الفيلات الثمينة / بالتقسيط علي ألف سنة في مارينا / قال نظيف : بل سأعطيك قصراً من قصور ألف ليلة / قال عز : وأنا سأمنحك مصنع حديد الدخيلة / و أعينك رئيس مجلس إدارة / قال نظيف: بل سأجعلك وزيراً في الوزارة / وأهديك بمنتجع سياحي / فقلت : (والله زمان يا سلاحي ) / وأمسكت البندقية / أما صحيح شوية حرامية / فقالا : مش عيب يا حبيب القلب / ده بدل ما تقول أحمدك يا رب / فقلت: ألم تتوبا عن الفساد / الذي أذلكما و كنتما من الأسياد ؟ / و صوبت سلاحي علي الذئب و الثعلب / فقالا : يموت الزمار و صباعه بيلعب / فقلت : افتح يا سمسم / وأدخلتهما في القمقم / فهذا يبكي و يهمس / وذاك يهبش و يرفس / إلحقنا يا عادلي / إلحقنا يا بطرس / إلحقنا يا مغربي إلحقنا يا جرانة / فلم يردوا لأنهم في الزنزانة / سألتهما عن العفريت الأصلي للمصباح / فقالا : العفو و السماح / لقد أرسلناه في جولة / ليستحم ويعالج علي نفقة الدولة / بعدما أصابه الفساد المباح / بالجرب و الكساح / أما علاء الدين صاحب المصباح / فيأكل الكاكا والتفاح/ و ينام علي الرياش/ ويلعب الإسكواش / في الفورسيزون بشرم الشيخ / وربما يسافر للاستجمام في المريخ / و كان " الفقي " يلمّعه يومياً في مسلسل حصري / لا يعرض إلا في التلفزيون المصري / فأنشدت هذا الكلام المنظوم / مقلداً الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم / أخيراً بعد طول الظلم فينا / رأيتك يا بلادي تضحكينا / وثار الشعب قامت أزعرينا / علي كل الكبار الفاسدينا / علي من خصخصوك وسرطنونا / و كم حلقوا لنا كم نفّضونا / وياما زحلقوك وزحلقونا / وكانوا في الكراسي لازقينا / وإن بلغ الرضيع لهم فطاماً / نري قصراً لديه في مارينا!! / و بعد العز قد أخذوا صابونة / و في التحرير خازوقاً متينا.