حدثنا العائش علي الهامش .. قال : استكمالاً للمقامة الفائتة / سألتني زوجتي شامتة / ألست من الموظفين / البائسين المعذبين/ ومرتبك الجربوع / لا يُسمن ولا يُغني من جوع؟ / قلت : بلي / ولا داعي للفضيحة والبهدلة / فقالت ابنتي زهرة / ألست تحب الشهرة ؟ / وقالت ميسرة / ألست تحب الفشخرة ؟ / قلت : بلي ولا فخر / وأحب النهي والأمر / فقالت زوجتي : لماذا إذن لا تشتري الكراسة / الخاصة بالترشح للرئاسة ؟ فأمامك فرصة عمل / لتكون الرئيس المحتمل / ويكفينا الأمل / فأنت طيب وحساس / وتحب الناس / وشاعر وأديب وفنان / وفيك أخلاق النبلاء والفرسان / ونظرت لي وأنا ألحس المصاصة / وقالت : أنت أيضاً فيك الخلاصة / قصدي خلاصة الآخرين / من السادة المترشحين / وأردفت ابنتي دوسة / أي نعم ففيك من عمرو موسي / الحنكة والبلاغة الخطابية / والكياسة في المواقف الثورية / والنعومة الدبلوماسية / وفيك من عبد المنعم أبو الفتوح / التدين والبشاشة والقلب المفتوح / وفيك من حمدين الصباحي / الناصرية والفكر الانفتاحي / وقال ابني مقلداً جورج قرداحي / وفيك من أحمد شفيق / النفس السياسي العميق / وفيك صراحة مرتضي منصور / ولا تلف ولا تدور / وفيك من حازم أبو إسماعيل / الرزانة والأسلوب الجميل / وفيك أيضاً من البسطويسي والعوّا / ويكفي أنك لا تتلون ولا تتلوَّي / وأنت هادئ وجنتلمان / مثل عمر سليمان / يعني من المؤكد والمضمون / أنك ستربح المليون / قصدي كرسي الرئاسة / وتتفوق علي كل الساسة / في هذه المرحلة الخطيرة / وتلبس (تاج الجزيرة) / فقلت قصدك (السلطانية) / فقال : لا قصدي رئاسة الجمهورية / وعقدنا جمعية عمومية طارئة / لجلسة حوار هادئة / وحاولوا جميعاً إقناعي / وجمعوا أتباعهم وأتباعي / ومنهم الست فتافيت / العضوة في جماعة 6 عفريت / ومدام تحية / ذات الميول الليبرالية / والحاج شعبان / المنتمي للإخوان / وجارتي سنية / المنتقبة السلفية / والواد الأخرس / بتاع الألتراس / وتوتو القاسي / الناشط السياسي / والحاجة عنبة / مندوبة حزب الكنبة / فتعالت الأصوات / واشتعلت المناقشات / فصفّرت ابنتي كالكمساري / وقالت زوجتي : إن زوجي عبقري / وفيه ما في المجلس العسكري / من دلع وطبطبة / وفيه من الإخوان المريسة والدحلبة / وفيه أيضاً من الألتراس / الحماس اللي يفرس / والشغب والتهييص / والمناورة والترقيص / فطقت في دماغي / وانتابني الغرور الطاغي / وقررت بعد هذه الثقة / أن أضع رقبتي في حبل المشنقة / وذهبت إلي قصر الأندلس لأترشح / وقلت علي بركة الله سأنجح / فرأيت هناك مناظر سخيفة / وطوابير مع هتافات مخيفة / انتخبوا السباك خميس / اللي نفسه يبقي رئيس / انتخبوا عبده الرطلي / الصايع العواطلي / انتخبوا الست خوخة / انتخبوا أبو رجل مسلوخة / انتخبوا الحانوتي والعجلاتي / والقرداتي والمسحراتي / والعربجي والجزمجي / والبلطجي والأونطجي / انتخبوا أبو موتوسيكل وأبو شبشب / وأبو دقن اللي بيحب يهلب / انتخبوا أم جلجل / ربة المنزل / بل انتخبوا الدلدول / بتاع المحمول / الشهير بالمسطول / وهتف الجميع للدعاية والغلوشة / وكأننا لا مؤاخذة في محششة / وقد أصبح منصب الرئيس ملطشة / فقررت الترفع عن هذه المسرحية الهزلية / وعدم التقدم للانتخابات الرئاسية / ولا عزاء للمصريين عن خسارتهم / بعد تنحي العبد لله عن رئاستهم .