أثارت إقامة المهرجان القومى للمسرح هذا العام خلافاً كبيراً بين المسرحيين حول جدوى المهرجان، فى ظل الظروف السياسية التى نعيشها الآن، ومعاناة كثير من المسرحيين من ضعف الميزانيات وعدم وجود أموال فى خزينة وزارة الثقافة لإنتاج عروض مسرحية جديدة. نظم عدد من المسرحيين وقفة احتجاجية أمام باب المسرح الكبير بدار الأوبرا الذى أقيم به المهرجان يوم الافتتاح، احتجاجا على استبعاد أعمالهم من مسابقة المهرجان، ورفع الفنانون شعارات منها: «المسرح المصرى يحتضر»، و«المهرجان القومى للمسرح بدون جوائز ومكافآت بالآلاف للجان المهرجان»، «رئيس البيت الفنى يضرب بلوائح المهرجان عرض الحائط». كما وزعوا بيانا تحت مسمى «مسرحيون شرفاء من أجل مصر» عرضوا فيه اعتراضاتهم على المهرجان، ومنها: تشكيل لجنة المشاهدة التى لم يتم فيها تمثيل عناصر صناعة العرض المسرحى، استبعاد عروض رغم جودتها لأنها تحاكى الواقع وتنتقد النظام الحالى، ومشاركة عروض من إنتاج قصور الثقافة تحت اسم فرق مستقلة، إلغاء الجوائز المالية وتكريس الجزء الأكبر من ميزانية المهرجان لمكافآت لجانه. ومن جانبه قال الكاتب المسرحى سامح العشرى إنه «إذا كان الغرض من إقامة المهرجان هو جذب الجمهور من جديد للمسرح فنحن للأسف لم نر عروضا جيدة فى العام الماضى سوى عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وعليه فإن إقامته لن تكون ذات جدوى كبيرة للمسرح فى الفترة الحالية إلا إذا تحرر من بعض الأفكار القديمة وتم دعمه بالوجوه الشابة فى الحركة المسرحية». أما الناقد عمرو دوارة ، فقال «أنا مع إقامة أى مهرجان فى كل وقت، فتنظيم المهرجانات يعتبر محاولة لفتح أبواب المسارح وإضاءة خشباتها من جديد، وبالنسبة للمهرجان القومى للمسرح فبرغم اتفاقى على عدد من الأسماء الموجودة فى اللجنة المنظمة ولجنة التحكيم، مثل المخرج أحمد عبد الحليم والدكتور كمال عيد، إلا أننى أعترض على عدد من الأسماء التى لا يليق أن تمثل المسرح المصرى فى لجان مهرجان كبير كهذا». وأوضح المخرج ناصر عبد المنعم، أن «إقامة المهرجان القومى للمسرح ضرورة حتمية بعد تأجيله لمدة عامين، وأعتقد أنه سوف يعطى فرصة لتقييم الموسم المسرحى بشكل أكثر دقة باعتباره انعكاسا لحال المسرح المصرى، ولكن علينا الاجتماع بعد إقامته لمناقشة السلبيات التى قد يقع فيها المهرجان، بعيداً عن إدارة الخلافات بيننا على طريقة كرسى فى الكلوب». ورفض المخرج عصام السيد الهجوم على المهرجان، لكنه تحفظ على أكثر من سلبية شابت تنظيم هذه الدورة قبل أن تبدأ «مثل إلغاء الجوائز المادية للمهرجان بحجة ترشيد الإنفاق، فى نفس الوقت الذى يتم فيه الإنفاق ببذخ على حفلى الافتتاح والختام، وأيضا أزمة إدخال بعض التعديلات المشوهة على بنود اللائحة التى تم وضعها وقت تولى الدكتور عماد أبو غازى لوزارة الثقافة، مثل عدم فصل مسابقتى الهواة والمحترفين». وقال المخرج أحمد عبد الحليم إن «إقامتنا للمهرجان هذا العام تحد كبير لتثبيت وجود المهرجان بعد إلغائه عامين متصلين، ولست مع المهاجمين للمهرجان بحجج واهية تحت دعوى أنه «سبوبة»، فأنا كرئيس للمهرجان لم أتقاض مليماً واحداً وعملت متطوعاً، وفى نفس الوقت قمنا بتخفيض الميزانية الخاصة بالمهرجان إلى الثلث تقريباً، كما أننا نعرض 30 عرضاً مسرحياً على مدار 15 يوما بشكل أعتقد أنه يضيف للحركة المسرحية ويفيدها».