الاعتداء على الصحفيين خلال أحداث المقطم آخر ما انتهى إليه العنف الذى يواجه الصحفيين خلال تأدية عملهم والذى بدأ بفاجعة مقتل الحسينى أبوضيف فى أحداث الاتحادية ومن قبله مقتل الصحفى محمد محمود فى الأيام الأولى لثورة يناير إلا أنه من المؤكد أن تلك الأحداث لن تكون الأخيرة وفقًا لمعطيات الواقع فى ضوء هيمنة العنف على الشارع المصرى هذا غير قائمة ضحايا العنف من الجماعة الصحفية التى طالت وامتدت وشملت أسماء كثيرة ونبدأها من مصابى المقطم. آخر الضحايا الزميل محمد إسماعيل، الصحفى ب «اليوم السابع»، الذى تعرض للضرب المبرح من قبل رجال الأمن، أصيب على إثره إصابة بالغة فى أنفه، وكذلك أصيب الزميل أحمد فتحى بإذاعة صوت العرب بجروح فى كتفه الأيسر، وكذلك تم الاعتداء على الزميل أحمد رجب، بموقع «صدى البلد»، وعلى الحوفى محرر «الصباح» والزميل محمد طلعت الصحفى بجريدة اليوم السابع، كما تم الاعتداء أيضا على «عمرو الديب» المحرر ب «فيتو»، و«محمد حجاج» باليوم السابع و«محمد بيومى» بجريدة الوطن بينما تعرض أحمد جمعة مصور الدستور للسحل من جانب قوات الأمن المركزى فى ميدان سيمون بوليفار كما تم أيضا تحطيم أدواته التى تقدر بحوالى 45 ألف جنيه إلا أن وزارة الداخلية اعتذرت للزميل ومنحته شيكا بقيمة مقتنياته التى تم إتلافها. أكد شهود العيان من صحفيين ومصورين أن العبارات المسيئة لجماعة الإخوان التى كتبها بعض الناشطين والمتظاهرين على الجدران والرسومات كانت وراء أحداث العنف حيث أثارث حفيظة شباب الإخوان وهو ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات ولم يتم التفريق بين المتظاهرين والصحفيين وهو ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الصحفييين والإعلاميين. وبالعودة للوراء قليلا نجد أن فاجعة وفاة الحسينى أبوضيف مصور الوفد بسبب طلق نارى بالرأس كانت الأشد والأكثر بشاعة فى تعبيرها عن العنف والمخاطر التى يتعرض لها الصحفيون أثناء تأدية عملهم، وقدمت الصحافة شهيدًا خلال أحداث العام الأول للثورة هو الصحفى محمد محمود. عبرت الجماعة الصحفية عن استيائها من الاعتداء المتكرر على زملاء المهنة خلال مسيرات احتجاج قادها ضياء رشوان نقيب الصحفيين الجديد بنفسه. وفى الوقفة التى نظمتها اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير بالتنسيق مع نقابة الصحفيين، للتنديد بالاعتداءات التى تعرض لها الصحفيون قال رشوان:«إن هذه الوقفة هى الثانية منذ وقوع أحداث الاعتداء على زملائنا فى المقطم والهدف من الوقفتين واحد ورئيسى، وهو أن الصحفيين المصريين يرفضون هذا الاعتداء ولن يسمحوا بتكراره، وحرية الصحافة بالنسبة لهم جزء من حرية البلاد». مضيفًا: أن هناك خطا أحمر فيما يتعلق بالاعتداء على الصحفيين. وإذا كان الصحفيون قد سقطوا ضحايا لصراع الإخوان وخصومهم السياسيين فإن الجماعة والخصوم اجتمعا لأول مرة على إدانة العنف والاعتداءات التى وقعت على الصحفيين. ومن جانبه، أمر المستشار محمد غراب، رئيس نيابة الاستئناف، باستعجال تحريات وزارة الداخلية حول أحداث الاعتداء على الصحفيين أمام مكتب الإرشاد، وطلب تنفيذ أمر الضبط والاحضار الصادر بشأن 3 من العاملين بمكتب الإرشاد لسماع أقوالهم فى التهم المنسوبة إليهم بالاعتداء على الصحفيين أثناء تأدية عملهم. نحن متأكدون أن الإجراءات السابقة لن تمنع وقوع اعتداءات لاحقة على كتيبة حراس الضمير وحاملى شرف المهنة لكننا نأمل على الأقل أن تقلل من سقوط ضحايا جدد فى صفوفنا.