«رضا.. وهى راضية بمحن الزمان التى أصابتها.. مرض.. وموت الزوج.. والتركة الثقيلة التى تركتها فى رقبتها.. رضيت بالمرض الذى أصابها بسبب الهموم والحمل الثقيل سقطت مغشياً عليها وكادت تفقد حياتها لولا فضل الله ثم الجيران الذين نقلوها إلى المستشفى وبعد الفحص وإجراء التحاليل ظهر ما لم يكن فى حسبانها ولم تخطر على بالها أبداً أنها مصابة بمرض السكر بالدم واكد عليها الأطباء احتياجها للراحة وتناول الدواء بصفة دائمة ومستمرة مع الاهتمام بالغذاء الذى يحتاج إليه مريض السكر.. خرجت من المستشفى والأرض تدور من حولها ماذا تفعل؟ ذهبت إلى البيت الصغير الذى تعيش فيه مع أربعة من الأولاد ثلاث بنات وولد.. البيت الذى لا تتعدى مساحته الخمسين متراً وهو غرفتان صغيرتان وحمام ضيق جداً مع مطبخ اضيق يسمح لها بالوقوف داخله بالكاد.. تقوم على خدمة أولادها وتحاول توفير متطلباتهم كلها.. ولكن كثيراً لا تستطيع وتضطر إلى مد يدها حتى توفر لهم رغيف عيش حاف.. كثيراً ما يجافيها النوم وهى تفكر فى حالهم جميعاً.. وتتذكر الأيام والسنين السابقة عندما كان «محمد» يجاهد ليقدم للأسرة احتياجاتها تجلس وتتذكر الزوج عندما كانت فى العشرينات من عمرها. وكيف اختارته من بين خطابها. وكيف حاول منذ اللحظة الولى أن يكون عند حسن ظنها ويوفر لها ما تحتاج إليه.. نعم كان الرزق قليلاً ولكن الحياة كانت مستورة. وعندما حملت أول حملها كاد يطير من الفرح فهو يحتاج هذا الطفل ليدخل البهجة والسرور على الأسرة وجاءت الابنة الأولى ومع أنه كان يتطلع للولد إلا انه كان فرحا بها وانتظر الولد فى الحمل الثانى ولكنه جاء بانثى مرة اخرى اما الثالث فكان الولد واحبت الزوجة أن تدخل السرور على قلبه فحملت مرة رابعة وكانت بنتاً ثالثة كانت كل أمانيها أن يرزقها الله بالولد الثانىحتى يفرح الزوج. ولكن كانت مشيئة الله النافذة. واكد لها «محمد» أن البنت قد تكون احسن وأنفع لأهلها فى الكبر عن الولد. دموع تنساب على خديها عندما تتذكره وهو يدخل فى كل مساء يحمل فى يده ما يستطيع ليدخل البهجة على أسرته. كانت ترى فى عينيه السعادة وهو يلعب معهم. وكان يتمنى أن يزوج البنات الثلاث ولكن كان يؤكد عليها أن ذلك لن يحدث إلا بعد أن تتم كل واحدة تعليمها حرص على أن يلحقهم بالمدرسة ويوفر لهم متطلبات الحياة الدراسية ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. وفى لحظة أسترد الله أمانته وفاضت روحه إلى بارئها وتركها وحيدة بدون سند أو معين على الأيام الصعبة.فقد ترك لها تركة من الهموم والشقاء وكان أهمها على الإطلاق لقمة العيش وثانيها تعليم الأولاد. نظرت حولها وبين يديها ولم تجد من يقف بجانبها الجميع مثلها وأكثر وأيضاً لم تجد ما يعينها على الحياة والمرض سوى 240 جنيها شهريا وهذا هو معاش الزوج التأمينى وتقف الآن حائرة ماذا تفعل فى أولادها الأربعة لقد تعبت من كثرة التفكير فهل تجد من يقف بجانبها ويعينها على مرضها وعلاجها وتعليم أولادها من يرغب يتصل بصفحة مواقف انسانية