دخلت الأزمة السورية مرحلة هى الأخطر من نوعها بعد اشتراك حزب الله بشكل علنى فى القتال الدائر بين النظام السورى والمعارضة، وهو تطور خطير يتوقع أن تكون عواقبه وخيمة على الجميع، إذ أن حزب الله الذى كان يصف نفسه بالمقاومة ضد إسرائيل أصبح اليوم عربى المقاومة ضد عربى المقاومة، والثمن تدفعه شعوب المنطقة رغم تعدد المبادرات والأفكار التى تبنتها أطراف مختلفة لإنهاء الأزمة السورية عبر الحل السياسى ولكن يبدو أن الأمور تسير فى عسكرتها حتى النهاية. وتعتبر المعارضة السورية أن الحوار يقتل حقوق الشعب الثائر التى دفع ثمنها على مدار عامين من تشريد وقتل وتدمير ومن ثم فكل الحلول ربما لا تجد النور قريبا.. وهذا ما عكسته تصريحات رئيس الوزراء السورى المنشق رياض حجاب ل «أكتوبر» بأن الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف المعارض لم يطرح مبادرة للحوار وإنما مطالب إنسانية، وبسؤال عما إذا كانت الجهود التى يبذلها المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمى والمجتمع الدولى ستؤدى إلى انعقاد مؤتمر «جنيف اثنين» أوضح أن الأسد لم يوافق على «جنيف واحد» حتى نسعى للذهاب إلى «جنيف اثنين» وشدد على أن المعارضة السورية تعمل على إنضاج رؤية تشمل مشروعا وطنياً متكاملاً خلال الأيام المقبلة، وردا على سؤال حول ما يتردد عن حوار بين ممثلين عن النظام والمعارضة أوضح حجاب أن أية مبادرة لابد وأن تحقق مطالب الشعب السورى وثوابته وهى إسقاط النظام ومحاكمته وصولا إلى نظام يحقق طموح الشعب السورى. وكانت الهيئة السياسية للائتلاف السورى المعارض عقدت اجتماعاً لها فى القاهرة لوضع رؤية للتحرك السياسى ولم يتم الكشف عن ملامح هذه الرؤية وإن كانت التسريبات أشارت إلى رفض الحلول الجزئية وأن يكون التفاوض على رحيل الرئيس الأسد ونظامه ومعروف أن الهيئة تضم معاذ الخطيب رئيساً وثلاثة نواب هم رياض سيف وجورج صبرا وسهيل الأتاسى والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ وعقابى يحيى وحارث النبهان ووليد البنى وهيثم المالح وعبده حسام الدين. وعلمت «أكتوبر» من مصادر دبلوماسية أن المجتمع الدولى لن يسمح بتدخل عسكرى فى سوريا وأن كل الجهود منصبة على إيجاد حل سلمى وأكدت أن أمريكا وروسيا يشجعان على الحوار والحل السياسى. ومع انطلاق أعمال المنتدى العربى الروسى والذى يعقد لأول مرة فى موسكو بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى ووزراء خارجية العراق هوشيار زيبارى ولبنان عدنان منصور وليبيا محمد عبد العزيز والكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ومصر محمد كامل عمرو، ومن الجانب الروسى سيرجى لافروف وزير الخارجية ستكون الأزمة السورية مطروحة بقوة على مائدة الحوار خلال المنتدى. ويناقش المنتدى الوضع فى سوريا والذى بلغ مرحلة خطرة بالنظر إلى حجم الضحايا من قتلى وجرحى ونازحين داخل البلاد وخارجها، والدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المعتقلين، وأهمية الجلوس حول طاولة الحوار وضرورة وضع الأزمة على المسار السياسي وفق ترتيبات «اتفاق جنيف» ومعالجة الوضع الإنساني والحاجة الملحة إلى المساعدات، وتأييد دخولها سوريا وتوزيعها على النازحين في كل من لبنان والأردن والعراق وتركيا، ودعم جهود المبعوث الأممى العربى المشترك الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة، وكذلك سيتم التطرق إلى الأوضاع فى ليبيا والسودان واليمن والصومال. كما يتناول المنتدى عدة ملفات إقليمية ودولية منها القضية الفلسطينية وما يتعلق بالمساعى الإسرائيلية لتهويد القدس وعملية الاستيطان المستمرة من الجانب الإسرائيلى والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وإدانة الحصار اللاإنسانى على قطاع غزة وكذلك الترحيب بعضوية فلسطين كدولة بصفة مراقب فى الأممالمتحدة. ومن المنتظر أن يصدر عن هذا المنتدى بيان وخطة عمل تتضمن محاور للتعاون بين الجانبين العربى والروسى فى المجالات ذات الاهتمام المشترك السياسية والاقتصادية والثقافية.