هل تشعل جماعة «التوحيد والجهاد» الإسلامية التى تسيطر على شمال مالى، الحرب فى هذه الدولة الأفريقية، وخاصة بعد إدراجها على القائمة السوداء للأمم المتحدة، واستفزازها للدول الغربية التى تخوض حربا على الإرهاب؟ هذا السؤال أصبح مطروحا بقوة الآن، بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن إدراج حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا على لوائحها للمنظمات الإرهابية، وذلك بعد يومين فقط من العقوبات التى قررها مجلس الأمن الدولى على الحركة، ليزيد من احتمالات التدخل العسكرى الغربى فى مالى لمواجهة هذه الحركة. وفرض مجلس الأمن الدولى عقوبات على جماعة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا، وأضيفت الحركة إلى اللائحة السوداء للجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة بوصفها مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة. وأكدت لجنة العقوبات أن جماعة التوحيد والجهاد تعمل بالتعاون مع قادة القاعدة فى بلاد المغرب العربى، وأن هذه الجماعة مدججة بالسلاح ومتهمة بتجارة المخدرات وممارسة التهريب عبر الحدود، إضافة لعدد من التفجيرات تبنتها الجماعة وخطف رعايا غربيين وأفارقة. وبموجب هذا القرار سيتم وضع الجماعة فى قائمة الجماعات السوداء وحجز ممتلكات عناصر الجماعة فى كل الدول ومنعهم من السفر. ورغم التوابع المتوقعة لهذه التطورات، قابلت الحركة العقوبات التى فرضها مجلس الأمن الدولى بتأكيد استعدادها لمواجهة أى تدخل عسكرى والدفاع عن الأقاليم التى تسيطر عليها. وفى نفس الوقت، بدت ملامح حرب مقبلة تتشكل فى مالى، إذ تقوم بعض الدول الأفريقية مدعومة من الولاياتالمتحدة وفرنسا بإعداد قوة لاستعادة السيطرة على شمال مالى من الجماعات المتشددة بعد أن ارتفعت مؤشرات التصعيد من قبل دول غرب افريقيا التى عمدت إلى اتخاذ قرار بتحريك قوات قوامها 3300 جندى إلى مالى من أجل استرداد إقليم ازواد وطرد الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة. كما دعت هذه الدول مجلس الأمن الدولى إلى السماح بسرعة نشر هذه القوات مؤكدة تخوفها من أن يتحول شمال مالى تدريجيا إلى معقل للجماعات الإرهابية، وطالبت بضرورة تبنى قرار مجلس الأمن الذى يجيز نشر بعثة الدعم الدولى بقيادة أفريقية فى الأيام القليلة المقبلة. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع فى مالى، عن فتح الباب لتجنيد 2000 شاب فى صفوف الجيش المالى للمشاركة قريبا فى الحرب على الجماعات المسيطرة على شمال البلاد. وردا على هذه التحضيرات العسكرية، قالت جماعة «التوحيد والجهاد» إن التدخل الذى ينوى «حلف الشيطان» القيام به فى المنطقة سيفشل، وسيكون محفزا لكثير من أبناء هذه الأمة للحاق بدرب الجهاد والقتال، على حد تعبير بيان صادر عن الجماعة. والمعروف أن جماعة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا، هى تنظيم منشق عن تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى ، أعلنت أول بيان عسكرى لها فى أكتوبر 2011 معلنة الجهاد فى غرب أفريقيا حيث برزت حركة التوحيد فى أواخر 2011، ومنذ ذلك الحين زادت شهرتها وخصوصا فى شمال مالى حيث تفرض الحركة سيطرتها بالكامل فى الشمال حيث تعد أكثر الجماعات المسلحة نفوذا فى غرب أفريقيا كونها تتشكل من عصابات لتهريب المخدرات، حسب مصادر جزائرية. وأعلنت الحركة مسئوليتها عن العديد من العمليات، منها اختطاف ثلاثة رهائن أوروبيين وسبعة فرنسيين وسبعة دبلوماسيين جزائريين، كما اشتركت الحركة فى تمرد 2012 فى شمال مالى متحدة مع المجموعات التى اجتاحات الشمال فى مارس الماضى، ثم انشقت الحركة وانتزعت السلطة من متمردى الطوارق وفرضت الشريعة على السكان السنة المعتدلين وبدأت فى تنفيذ عقوبة الجلد العلنى وبتر الأعضاء وعقوبة السجن وأعلنت عزمها إقامة إمارة إسلامية.