رغم الجهود الدولية المبذولة لمواجهة أزمة الجوع فى العالم، وفى ظل تأثير الأزمة المالية العالمية على تلك الجهود، مازال الجوع يشكل الخطر الأول الذى يهدد صحة الإنسان فى جميع أنحاء العالم وهو أشد خطراً من الأمراض الأخرى. ومن بين المسببات الرئيسية للجوع الكوارث الطبيعية، والصراعات، والفقر، وضعف البنية التحتية الزراعية، والاستغلال المفرط للبيئة. وذكر تقرير حالة انعدام الأمن الغذائى فى العالم لعام 2012، الذى نشرته منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) والصندوق الدولى للتنمية الزراعية (إيفاد) وبرنامج الغذاء العالمى، إنه على الرغم من انخفاض نسبة الجائعين فى العالم فى العقدين الماضيين من 18.6 فى المائة إلى 12.5 فى المائة بواقع 132 مليون شخص، فإن حوالى 870 مليون شخص فى العالم، بمعدل شخص واحد من بين كل ثمانية أشخاص، لا يزالون يعانون من مرض نقص التغذية المزمن. وأشار التقرير إلى أنه فى العقدين الماضيين، انخفض مرض سوء التغذية بواقع 30% فى آسيا والباسيفيك من 739 مليونا إلى 563 مليون شخص، بسبب التقدم الاجتماعى والاقتصادى فى العديد من دول المنطقة وذلك على الرغم من النمو السكانى فى هذه المنطقة حيث تمكنت الصين من خفض عدد الذين يعانون الجوع بنسبة 40 فى المائة وعدد الذين يعانون سوء التغذية بنسبة 50%. ونظرا للعدد الكبير لسكان الصين، فإن التقدم الذى حققته الصين أثر بشكل كبير على العالم. ومن ناحية أخرى، كانت أفريقيا هى المنطقة الوحيدة التى زاد فيها عدد الجائعين من 175 مليون شخص إلى 239 مليون شخص، مع إضافة 20 مليون آخرين فى السنوات الأربع الماضية. وزاد انتشار الجوع، على الرغم من انخفاضه خلال الفترة كلها قليلا خلال السنوات الثلاث الماضية من 22.6 % إلى% 22.9. وقال «جوزيه جرازيانو دا سيلفا» و«كانايو اف نوانز» و«ارثارين كوسين» رؤساء الأجهزة الثلاثة فى مقدمة التقرير «لاحظنا بقلق أن تعافى الاقتصاد العالمى من الأزمة المالية العالمية الأخيرة ما زال هشا». وأضافوا: «ومع ذلك، نناشد المجتمع الدولى بذل جهود إضافية لمساعدة الفقراء فى الحصول على حقوقهم الإنسانية الأساسية بتوفير الغذاء. إن لدى العالم المعرفة والوسائل لتقليل كل أشكال عدم الأمن الغذائى وسوء التغذية». ومن جانبه، قال فان شنج قنج رئيس المركز الدولى لبحوث السياسات الغذائية لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، إنه لا بد من أن تتضافر جهود دول العالم فى بناء «خطوط دفاع» للأمن الغذائى وتوفير احتياطى استراتيجى من الأغذية على أساس عالمى حتى تتسنى مواجهة التقلبات فى أسعار الأغذية والتغلب على أى أزمة غذائية عالمية مثلما حدث فى عام 2008. ووفقا لشينخوا، فقد قدم الخبراء مقترحات عدة من بينها إدخال تكنولوجيات جديدة لزيادة حجم الإنتاج الغذائى، وبذل جهود حثيثة لتفادى التأثير السلبى للأحوال الجوية غير المواتية، والاهتمام بالزراعة من جانب جميع بلدان العالم، وتقديم علاوات مجزية للفلاحين.