علي الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمواجهة أزمة الجوع في العالم وفي ظل تأثير الازمة المالية العالمية علي تلك الجهود الا ان هناك 870 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع وهذا يعني أن شخصا واحدا من بين ثمانية أشخاص لا يحصل علي ما يكفي من الغذاء للتمتع بصحة جيدة وحياة نشطة, ويعتبر الجوع وسوء التغذية هما في واقع الأمر الخطر الأول الذي يهدد صحة الإنسان في جميع أنحاء العالم وهو أشد خطراً من الأمراضتالاخري. ومن بين المسببات الرئيسية للجوع الكوارث الطبيعية، والصراعات، والفقر، وضعف البنية التحتية الزراعية، والاستغلال المفرط للبيئة. وذكرت وكالة أنباء شينخوافي تقرير لها أن رئيس منظمة الأممالمتحدة للاغذية والزراعة الفاو قال إن الصين تقوم بدور رئيسي في جهود الحد من الجوع في العالم، وحث هذه الدولة علي القيام بدور هام مماثل للمساعدة في استقرار اسعار الغذاء. وأضاف ان العالم في طريقه الي الوصول الي اهداف الالفية لخفض عدد الذين يعانون من الجوع في العالم الي النصف، ويرجع الفضل في ذلك بشكل غير قليل الي الخطوات التي اتخذتها الصين. واشار الي ان الصين تمكنت من خفض عدد الذين يعانون الجوع بنسبة 40% وعدد الذين يعانون سوء في التغذية بنسبة 50%. وقال ونظرا للعدد الكبير لسكان الصين، فان التقدم الذي حققته الصين أثر بشكل كبير علي العالم. وقال جوزيه جرازيانو رئيس منظمة الفاو انه يريد الآن ان يطلب من الصين المساعدة في مشكلة اخري ستساعد علي زيادة خفض عدد الذين يعانون الجوع في العالم وهي استقرار اسعار الغذاء وتحسين الامن الغذائي العالمي. وأضاف لقد رأينا اسهامات متزايدة من الصين في هذه المجالات ونرغب في رؤية المزيد منها، مضيفا انني اعتقد ان قضية تعاون الجنوب الجنوب مسألة جوهرية في العالم، ومن اجل ان تنجح ، يجب ان تقوم الصين بدور اكبر. وذكر تقرير الاممالمتحدة عن الجوع انه علي الرغم من انخفاض العدد العالمي للجائعين بواقع 132 مليون شخص في العقدين الماضيين، فإن حوالي 870 مليون شخص، بمعدل شخص واحد من بين كل ثمانية أشخاص، لايزالون يعانون من مرض نقص التغذية المزمن في 2010 و 2012 وبحسب تقرير حالة انعدام الامن الغذائي في العالم لعام 2012، الذي نشرته منظمة الغذاء والزراعة التابعة للامم المتحدة الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ايفاد وبرنامج الغذاء العالمي، فإنه في الفترة بين 1990 و 2012 تراجعت نسبة الجائعين من 18.6% الي 12.5% من تعداد السكان العالمي. وقال جوزيه جرازيانو دا سيلفا وكانايو اف نوانز وارثارين كوسين رؤساء الاجهزة الثلاثة في مقدمة التقريرلاحظنا بقلق ان تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية العالمية الاخيرة ما زال هشا. وقالوا ومع ذلك، نناشد المجتمع الدولي بذل جهود اضافية لمساعدة الفقراء في الحصول علي حقوقهم الانسانية الاساسية بتوفير الغذاء. ان لدي العالم المعرفة ووسائل تقليل كل اشكال عدم الامن الغذائي وسوء التغذية. وفي هذا الاطار، قال رئيس خبراء استراتيجية التنمية في الايفاد كارلوس سيري، انه مع الاعمال والسياسات الملائمة، سيكون هدف الالفية التنموي بتقليل نسبة الجائعين في العالم النامي الي النصف بحلول 2015، في متناول اليد. وقال من الواضح جدا بالنسبة لنا، ان الرسالة الرئيسية هي ان هناك حاليا مساحة للسياسات للقيام بأشياء ذكية ونحتاج لأن نتعلم وبسرعه كيف نقوم بها. كما اشار التقرير الي انه في العقدين الماضيين، انخفض مرض سوء التغذية بواقع 30 بالمائة في آسيا والباسيفيك من 739 مليون الي 563 مليون شخص، بسبب التقدم الاجتماعي الاقتصادي في العديد من دول المنطقة. وعلي الرغم من النمو السكاني، انخفض انتشار مرض سوء التغذية في المنطقة من 23.7 %الي 13.9%. ومن ناحية اخري، كانت افريقيا هي المنطقة الوحيدة التي زاد فيها عدد الجائعين ، من 175 مليون شخص الي 239 مليون شخص، مع اضافة 20 مليون اخرين في السنوات الاربع الماضية. وزاد انتشار الجوع، علي الرغم من انخفاضه خلال الفترة كلها، قليلا خلال السنوات الثلاث الماضية من 22.6 %الي 22.9 %. واضافت شينخوا أن فان شنغ قنغ رئيس المركز الدولي لبحوث السياسات الغذائية قال إنه لا بد من أن تتظافر جهود دول العالم في بناء خطوط دفاع للأمن الغذائي وتوفر احتياطي استراتيجي من الأغذية علي أساس عالمي حتي تتسني مواجهة التقلبات في أسعار الأغذية والتغلب علي أي أزمة غذائية عالمية مثلما حدث في عام 2008 وقدم الخبراء مقترحات عدة من بينها إدخال تكنولوجيات جديدة لزيادة حجم الإنتاج الغذائي، وبذل جهود حثيثة لتفادي التأثير السلبي للأحوال الجوية غير المواتية، والاهتمام بالزراعة من جانب جميع بلدان العالم، وتقديم علاوات مجزية للفلاحين.