فى مثل هذا اليوم منذ 45 عاماً سطرت البحرية المصرية واحدة من أنصع صفحاتها.. وذلك عندما نجحت فى تدمير وإغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» قبالة سواحل بورسعيد فى 21 أكتوبر من عام 1967.. وبعد الهزيمة بحوالى 5 أشهر فقط.. وليصبح هذا اليوم العظيم عيداً للقوات البحرية. لم ينس المصريون لإسرائيل المشاركة بهذه المدمرة التى حصلوا عليها فى انجلترا فى العدوان الثلاثى عام 1956.. ولم يكن تدميرها وإغراقها فى هذا اليوم المحاولة الأولى لذلك.. ففى صباح 5 يونيو 1967 خرج زورقان مصريان يقودهما النقيب ممدوح شمس والنقيب عونى عازر فى مهمة استطلاعية.. ورصدت المدمرة إيلات الزورقين فأطلقت نيرانها عليهما التى أصابت زورق البطل ممدوح شمس واستشهد.. إلا أن زميله البطل المسيحى المصرى - ورغم عدم وجود أوامر بالتعامل مع المدمرة - أبى أن يعود دون أن يأخذ بثأر مصر.. وثأر زميله المسلم.. وقام بتوجيه زورقه فى اتجاه المدمرة عازماً على القيام بعمل انتحارى.. واصطدم بها محدثاً خسائر فادحة واستشهد هو الآخر.. واضطرت إسرائيل إلى سحب المدمرة إلى ميناء «أشدود» لإصلاحها. وبعد 5 أشهر نجحت البحرية المصرية بيد البطلين النقيبين أحمد شاكر عبدالواحد ولطفى جاد الله فى تدمير وإغراق المدمرة إيلات وقتل وإصابة 47 إسرائيلياً أمام شواطئ بورسعيد وعلى بعد 11 ميلاً بحرياً.. وهى المرة الأولى فى التاريخ التى استخدمت فيها صواريخ بحر - بحر. إن الاحتفال بهذا النصر اليوم أهم من أى عام مضى.. فهو يؤكد معانى كادت تغيب عن حاضرنا.. بأن مصر قد تتعثر.. ولكنها لا تنكسر.. تقاوم الاعتداء.. ولا يتبادله أبناؤها فيما بينهم.. يغار أبناؤها على شرفها مسيحياً كان أم مسلماً.. فأهلها فى رباط إلى يوم الدين.. ولو كره الكارهون.