إذا كان الجدل يحيط دائما باختيار جوائز نوبل فى مجالات السلام والأدب والاقتصاد ، فإن الاختيارات فى المجالات العلمية وعلى رأسها الطب غالبا ما تجد ترحيبا واسعا لما يقدمه أصحابها من اختراعات حقيقية وملموسة لفائدة البشرية، وهو ما وجده بالفعل إعلان معهد كارولينسكا بالسويد عن منح جائزة نوبل فى علم وظائف الأعضاء والطب لعام 2012 لليابانى شينيا ياماناكا والبريطانى جون جوردن. وتقاسم الثنائى اليابانى والبريطانى الجائزة فيما بينهما هذا العام نظرا لجهودهما فى اكتشاف أن الخلايا البالغة تمكن إعادتها إلى الحالة الجذعية من جديد، وهو ما كان مستحيلا من قبل، أى أنه تمكن إعادة برمجة الخلايا لجعلها غير ناضجة مجددا فيصبح بالإمكان تحويلها إلى أى نسيج آخر فى جسم الإنسان واستخدامها لتحل محل الأنسجة التالفة فى أى جزء من الجسم دون أن يلفظها جهاز المناعة، الأمر الذى اعتبره العلماء انجازا لكونه يوفر فرصا جديدة لدراسة الأمراض وتطوير وسائل التشخيص وعلاج الأمراض المستعصية من الشلل الرعاش وحتى إصابات النخاع الشوكى. و جون جوردن «79 عاما» هو عالم بريطانى مختص بعلم الأحياء التطورى وباحث فى معهد جوردن للأبحاث وله العديد من الدراسات فى مجالات نقل النواة والاستنساخ، وهو حاصل على جائزة ألبرت لاسكر عام 2009، أما شينيا ياماناكا فهو طبيب وباحث يابانى فى مجال الخلايا الجذعية ويعمل مديرا لمركز أبحاث الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات وتطبيقاتها ويعمل أستاذا فى معهد أبحاث العلوم الطبية التابع لجامعة كيوتو اليابانية. ومن الجدير بالذكر أن الجائزة قد حصل عليها 199 باحثا وباحثة على مدار 111 عاما قدمت خلالها الجائزة 102 مرة وحجبت 9 مرات لعدم وجود من يستحقها. وكان الألمانى إميل فون بهرنج، أول من فاز بالجائزة عام 1901 عن تطوير علاج بمصل الدم لمرضى الدفتيريا والتيتانوس، وللأسف لم ينل اى من علماء العرب حتى الآن شرف الحصول على الجائزة أو حتى الترشح لها.