لماذا حصل الصينى «مو يان» على جائزة نوبل للآداب؟ وهل هناك دوافع سياسية ساهمت فى منحه هذه الجائزة الرفيعة؟ وما هى هذه الأسباب؟ أسئلة عديدة طُرحت منذ الإعلان عن فوز هذا الكاتب والروائى بجائزة نوبل للآداب هذا العام، فرغم أن الكاتب الصينى ليس اسما مجهولا فى خريطة الأدب الصينى والعالمى، إلا أن الكثيرين رأوا أن هناك دوافع سياسية لفوزه بالجائزة، فهو ينتمى للطبقات الدنيا، وينادى بحقوق الفقراء والعمال فى أعماله، الأمر الذى اعتبره البعض دافعا وداعما للفترة المقبلة التى ستشهد تسلم القيادات الصينية الشابة زعامة الحزب الشيوعى الصينى ، وقيادة البلاد خلال العام المقبل. ويعد مو يان من أبرز كتاب النظام الصينى وابن المؤسسة العسكرية، فقد انتسب إلى جيش التحرير الشعبى عقب الثورة الثقافية، ودرس فى معهد الجيش للفنون والآداب، والتحق فيما بعد بجامعة بكين للمعلمين، حيث حصل على درجة الماجستير فى الأدب والفنون، وهو يشغل حاليا منصب نائب رئيس رابطة الكتاب الصينيين التى تدعمها الحكومة، وتعّرض مو يان للانتقاد من قبل كتاب صينيين آخرين، لأنه لم يتدخل يوما للوقوف مع الأدباء والكتاب الصينيين الذين تعرضوا أو يتعرضون للرقابة والمنع، وأحيانا إلى التعنيف من السلطات الحكومية، وقد رد مو يان على هذا الاتهام بأنه يفضل البقاء بعيدا عن هذه الأجواء، لأنه يفضل التركيز على عالمه الأدبى الذى يشغله طوال الوقت. أما رد الفعل الرسمى فى الصين، فقد جاء مرحبا بفوز مو بالجائزة، رغم أن السلطات الصينية هاجمت الأكاديمة السويدية فى السنوات السابقة أكثر من مرة، وكانت المرة الأولى فى عام 2000، حين فاز « جاو سينيانج» بجائزة نوبل للآداب، وهو كاتب منشق يحمل الجنسية الفرنسية، كما تكرر الهجوم عام 2010 حين حاز المواطن الصيني « ليو شيابو» جائزة نوبل للسلام، وهو قابع فى السجن بسبب مواقفه المناهضة لسياسة بلاده، أما هذه المرة فقد أشادت بكين ب «حسن الاختيار» واصفة مو بأنه أول مواطن صينى حقيقى يفوز بجائزة نوبل فى الآداب. يذكر أن مو يان اسمه الحقيقى « جوان مويه»، ولكنه اشتهر باسم «مو يان» ويعنى باللغة الصينية « لا تتحدث». وقد ولد عام 1953 فى إقليم « شاندونج» وعاش طفولة قاسية، وأُجبر على ترك المدرسة الابتدائية ليرعى الماشية، وفى بعض الأحيان كان معدما لدرجة اضطرته لتناول لحاء الشعير والأعشاب حتى يبقى على قيد الحياة، أصدر مو يان 11 رواية ومئات القصص الصغيرة، وقد اشتهر فى الغرب بفضل فيلم «الذرة البيضاء الحمراء» المقتبس عن روايته التى تحمل عنوان « عشيرة الذرة البيضاء».