حالة من الجدل تشهدها وزارة الصحة بعد أزمة نقص اللقاحات الروتينية الخاصة بتطعيم الأطفال مثل لقاح الرباعى المدمج وغير المدمج والمعروف ب الثلاثى والكبدى» والذى يتم به تطعيم 2,2 مليون طفل سنوياً، بالإضافة إلى 5,5 مليون طفل بالمدرس.. ونظراً لما يمثله هذا الموضوع من أهمية بدأت وزارة الصحة التحقيق لمعرفة ملابساته خصوصاً بعد ما أثير عن وجود شبهات وفساد فى الحكومات السابقة أدت إلى وقف التوريد لمدة 9 أشهر مما أشعل الأزمة مؤخراً. فى البداية قال الدكتور رائد شكرى مدير الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية والأمصال «فاكسيرا» إن هناك خوفاً داخل وزارة الصحة من حدوث نقص فى الأمصال الخاصة بالأطفال خاصة بعد وجود نقص فى المخزون الاستراتيجى لهذه الأمصال مضيفاً أن الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة أحال هذا الموضوع للتحقيق لمعرفة أسباب الأزمة ومن المسئول، مشيرا إلى اهتمام الوزير بعقد اجتماعات مستمرة لحل الأزمة ومعرفة خطة ومواعيد توريد الأمصال واللقاحات ولمنع حدوث كارثة. وعن سبب الأزمة أكد شكرى أن السبب هو قيام الحكومة السابقة بعدم إصدار أمر توريد من يوليو 1102 إلى مارس 2102 وبالتالى الشركة لا تستطيع التصنيع الا بأمر التوريد لأن الامصال يتم تصنيعها بالطلب لقصر مدة صلاحيتها وفى حالة تأخر الطلب يتم إعدام الأمصال. وأوضح أن الحكومة بعد الأزمة طالبت فجأة بتسليم ما يتم انتاجه فى سنة فى 3 أشهر فقط وهذا صعب لان تصنيع الأمصال يحتاج من 6 إلى7أشهر على الاقل لانها عملية حيوية لاننا نقوم بحقن الحصان أو الأرنب ونتركه شهرين أو ثلاثة ثم نقوم بسحب المصل من جسم الحيوان وتصنيع المصل. وحمَّل شكرى الحكومات السابقة ابتداء من عصام شرف وحتى كمال الجنزورى مسئولية الأزمة الحالية قائلا نحن ندفع ثمن أخطاء الحكومات السابقة. وأضاف أننا ننتج 04% من الأمصال واللقاحات ونستورد جزءاً يتم تعبئته فقط داخل البلاد، موضحا أن الجزء الذى يتم استيراده يتبع نظام المناقصات وعند ثبات المناقصة على شركة أجنبية فأمر التوريد يحتاج 6 أشهر لتوريد الاصناف والكميات والمواصفات المطلوبة من الخارج. وأضاف أن مصر تخصص ميزانية لشراء الأمصال تصل ل 035 مليون جنيه سنويا ويتم تطعيم 2,2 مليون طفل سنويا ب9 أمصال بالإضافة إلى 5,5 مليون طفل من طلبة المدارس كما يتم تطعيم المواطنين المسافرين لأداء الحج والعمرة وتوفير أمصال الطوارئ على رأسها داء الكلب الذى يصاب به من 001 ل052 ألف حالة سنويا نتيجة عقر الكلاب. من جهته أكد الدكتور عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحة والسكان لشئون الطب الوقائى أن الوزارة تقوم بتوفير 27 صنفا من اللقاحات والأمصال ويتم يتوفر 26 صنفا من تلك الاصناف على المستوى المركزى بالوزارة والمحافظات و القرى والوحدات الصحية ولا يوجد أى نقص وان حدث فيكون فى لقاح المربع فى صورة المدمج أو فى صورة اللقاح غير المدمج ( ثلاثى – كبدى) خلال يوليو وأغسطس ويرجع ذلك إلى وجود نقص عالمى فى إنتاج هذا اللقاح وتأخر التوريد من الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات ويندرج هذا النوع تحت الطعوم الروتينية للأطفال أقل من عمر عامين والتأخر فى إعطاء هذه اللقاحات لا يؤثر نهائيا على مناعة الأطفال أو حياتهم. وأوضح أن اللقاحات والأمصال المنقذة للحياة متوفرة ولا يوجد بها أى نقص على جميع المستويات وان اللقاحات الروتينية للاطفال اقل من عمر عامين كما سبق ذكره لا يوجد بها نقص سوى لقاح المربع فى صورة المدمج أو فى صورة اللقاح غير المدمج (ثلاثى – كبدى ). وأضاف انه خلال الأسبوع الحالى تم تعويض النقص من لقاح المربع فى صورة المدمج أو فى صورة اللقاح غير المدمج ( ثلاثى – كبدى ) وتم توزيعها على مستوى جميع وحدات التطعيم على مستوى الجمهورية بنسبة 09% وجار استكمال تعويض المحافظات خلال الشهر القادم لتصل نسبة التوزيع إلى 001% خلال شهر أكتوبر. وقال إن الوزارة تهيب بالسادة المواطنين فى حالة وجود أى شكوى خاصة بنقص التطعيم بسرعة الاتصال بالخط الساخن (501) وسيتم العمل على حل المشكلة فى خلال 84ساعة من تاريخ الإبلاغ. وحول سلامة الطعوم المستخدمة أكد قنديل أنه لا يوجد طعم واحد يستخدم فى مصر دون أن يكون معتمدا من الصحة العالمية ومسجلاً فى مصر وصادراً له شهادة مطابقة من هيئة الرقابة الدوائية لافتا، إلى أن شائعة فساد الطعوم تظهر سنويا كما ان وزارة الصحة تقدمت ببلاغ للنائب العام فى مايو الماضى ضد الأشخاص الذين أشاعوا هذا الأمر لتأكيد عدم صحة ما قاموا بإثارته. وأكد وكيل أول وزارة الصحة والسكان لشئون الطب الوقائى انه لا توجد أى حالات إصابة او وفيات ناتجة عن تناول أمصال غير سليمة فى مصر كما اشيع، وأضاف أتحدى أن يحضر أى شخص اسم حالة واحدة متضررة من الأمصال لافتاً إلى أن الأمصال التى شهدت نقصا خلال الفترة الماضية هى مصل المربع والدفتريا والتيتانوس والسعال الديكى والالتهاب الكبدى B والذى يتم اعطاؤه للاطفال من 2 إلى 6 أشهر مشددا على ان تأخير اعطاء الطعوم الروتينية لا يؤثر نهائياعلى مناعة او حياة الاطفال كما ان الأزمة ستنتهى خلال أسبوعين. وقال قنديل إن الأمصال المعتمدة فى مصر يبلغ عددها 62 طعما، يتوفر رصيد استراتيجى من 3 ل6 أشهر ل52 طعما منهما فى حين انه يوجد نقص فى مصل المربع حيث إن المخزون الحالى له يكفى 09% فقط من الأطفال مرجعا ذلك إلى تأخير الموافقة لأمر توريد الامصال من قبل مجلس الوزراءلشركة فاكسيرا 9 أشهر كاملة بسبب تخوف بعض المسئولين رافضاً ما قيل عن موافقهم على القرار. من جانبه أوضح الدكتور محمد حسن خليل منسق لجنة الدفاع عن الحق فى وزارة الصحة ان صدور قرار المناقصات بالأمر المباشر هو السبب فى هذه الازمة لأن هذا النظام يأخذ وقت طويلا استيراد الأمصال من الدول الأجنبية مؤكدا ضرورة الحفاظ على المخزون الاستراتيجى مدة 3 أشهر مطالباً بوضع إجراءات مشددة عند التعاقد على الكميات المطلوبة لتفادى نقص المخزون الاستراتيجى لأهمية الأمضال لحياة ملايين الاطفال.