فى الكوبلية الثانى من أغنية «إلهى ما أعظمك» يقول الشاعر حسين السيد: خلقت النور وقلت اسعوا لطلب النور ومشيوا ناس وتاهوا ناس فى وسط بحور بَعَتْ الرحمة تهدى العاصى والمغرور وفيه من تاب وفيه من ساير المقدور وبرضه كريم وكنت حليم وكنت غفور توقف إيقاع المصمودى الصغير بعد انتهاء المقدمة الموسيقية ليعود دائما مع اللزمه بين الكوبليهات، أما الغناء بصفة عامة سواء فى المذهب أو الكوبليهات فهو يجرى على إيقاع «الواحدة الكبيرة» أى المصمودى الصغير الذى لايسمع منه إلا نقره واحده وليس أربع نقرات. فى هذا الكوبلية تظهر ملكة السرد اللحنى عند السنباطى والتقطيع المنطقى للعبارات والجمل. «وللقارىء المتخصص» يأتى السطر الأول فى جنس نهاوند على النوا الهدى أما اللزمه الموسيقية التابعة له فهى بجاز على النوا، والبيت الثانى فى هيئة مقام شورى وينتهى بياتى على الدوكاه، أما الثالث فهو نهاوند على الجهاركا والرابع كرد على الدوكاه والخامس بياتى على الدوكاة». وتقول كلمات الكوبلية الثانى: وهبت العلم يبنى طريق سلام وأمان وفينا من رفع راية الهدى عصيان بدعوة جرح شارد يتمه العدوان يتوه الظلم والجبروت والطغيان فى صحوة ريح وغضبة سيل أو بركان ومع أسلوب السرد اللحنى المتبع فى هذه الأغنية يسوق الملحن عينه من الألحان التصويرية إذ عبر عن صحوة الريح وغضبة السيل بموسيقى (تريملو) وهى رعشه الأقواس على أوتار الكمان والوتريات بصفة عامة لتصدير صوت هدير يعبر عن الريح والسيل «وللقارىء المتخصص» فالبيتان الأوليان من مقام نوا أثر على الجهاركا مارا بجنس الراست والثانى بياتى على النوا ويتكرر ليستقر فى المره الثانية بجنس بياتى على النوا والثالث بياتى على الدوكاه والرابع صبا على الدوكاه والخامس بياتى على الدوكاه والركوز على النوا». وتقول كلمات الكوبلية الثالث والأخير: على خدود الحجر ساب الزثرمن تجاعيد تحكى لدنيا البشر قصة ملوك وعبيد الكل راح واندثر واتساوى فى المواعيد وصار فيه أصل وصور آيات لها تمجيد صلى عليه الزمن بالحمد والتوحيد وتواصل الأغنية سرد المواعظ والحكم التى تظهر قدرة الله سبحانه ويتضمن لحن هذا الكوبلية واحدة من أجمل الجمل اللحنية فى الأغنية وهو لحن جملة «الكل راح واندثر». «وللقارىء المتخصص «فالبيت الأول عجم على جهاركاه ثم لازمه بوسلك على الدوكاه والثانى بنفس اللحن مع الانتهاء بكرد الدوكاه والثالث والرابع هزام مصور على الدوكاه والخامس بياتى على الدوكاه وهو المقام الأساسى للأغنية والذى أكده الملحن منذ البداية الأولى فى المقدمة الموسيقية والمذهب» التزم رياض السنباطى فى ألحانه خاصة القصائد وهو سيد البنائين لها بأن يبدأ بمقام موسيقى عربى ويتفرع فى تصاعد لحنى إلى مقامات متقاربه منه وقبل أن ينتهى لحنه يكون قد مهّد للعودة للمقام الذى بدأ به لينتهى من حيث بدأ والترم الملحن فى لحن «إلهى ما أعظمك» بتلحين الجملة لا الحرف كما التزم بقاعدة قد أرساها وهى المقدمة الموسيقية القصيرة، ولم يشأ أن يضع لحنا مسرحيا لهذه الأغنية وهو البارع فى ذلك فهى أغنية من إنتاج الإذاعة وقد تم تسجيلها فى استوديوهاتها ولم يكن الهدف منها الأداء على المسرح، ولذلك خلت الأغنية من القفلات الموسيقية الحراقة التى عرفتها ألحان السنباطى لأم كلثوم أو لغيرها، فلم تتضمن إلاّ قفله واحدة فى نهاية المذهب والكوبليهات وجريا على عادته فلم يشرك الملحن آلات غير عربية وقد تمسك فى من كل ألحانه بهذا الاتجاه ولما لحن محمد عبد الوهاب وبليغ حمدى لأم كلثوم وأكثرا استخدام الآلات الإليكترونية مثل الجيتار والأدرج استخدم السنباطى البيانو فى قصيدة «أراك عصى الدمع» والأورج فى قصيدة «أقبل الليل» «إلهى ما أعظمك» أغنية دينية مؤثره وتسمو بسامعها إلى أجواء الشعر والموسيقى الراقية الحلال.