لا أدرى من هو هذا العبقرى الذى وضع نظام التأمينات والمعاشات فى مصر؟.. ويؤدى إلى أن يتقاضى العامل أو الموظف فى الدولة- عندما يحال إلى التقاعد- نصف ما كان يحصل عليه أثناء خدمته، رغم أنه يكون فى ذلك فى أشد الحاجة لزيادة دخله بسبب كثرة أعباء المعيشة عليه، وتعليم أولاده واستعداده لزواجهم.. أو حتى يستطيع مواجهة أمراض الشيخوخة التى تبدأ فى الهجوم عليه بسبب تقدمه فى السن.. ولا يستطيع التصدى لها بسبب عدم تمتعه بتأمين صحى جيد يغنيه عن اللجوء إلى المستشفيات الاستثمارية التى لا ترحم أحداً.. وتعتبره فريسة للتربح.. أو حتى يستطيع شراء أدوية الضغط والسكر والقلب والسرطان التى أصبحت أسعارها ناراً.. وتمثل عبئا ثقيلا على ميزانية أية أسرة. إننى أعتقد أن نظام التأمينات والمعاشات العقيم تجب مواجهته بكل قوة وحسم.. لأنه من الظلم والغبن وغير المعقول أو المنطقى أن يفنى العامل أموال تأميناته على مدى أكثر من 30 سنة فى المتوسط ثم يفاجأ بأن هذا النظام العقيم يعطيه فى نهاية مدة خدمته ملاليم لا تسمن ولا تغنى من جوع. ** ويفاجأ أيضا أن الدولة الرشيدة كانت ومازالت تستولى على أموال التأمينات والمعاشات وتضمها إلى الخزانة العامة لسد العجز فى الموازنة.. وتقدم الفتات لأصحاب المعاشات.. وتقول الأرقام إن الدولة استولت حتى الآن على 7 مليارات و530 مليون جنيه من أموال التأمينات. إننى أحسب أن نظام التأمينات والمعاشات فى مصر يحتاج إلى ثورة كاملة، وإعادة النظر فى كل هذه القوانين العقيمة التى وضعت من 50 سنة وأصبحت لا تتناسب مع طبيعة العصر والأيام التى نعيشها من غلاء فاحش. واقترح أن يكون هذا النظام مستقلا عن الدولة حتى لا يتلاعب كل وزير يجلس على كرسى الوزارة بأموال الناس الغلابة! وأقول بكل مرارة وحسرة إننا لا يمكن أن ننسى ما فعله وزير المالية الأسبق- الهارب للخارج د. يوسف بطرس غالى- بالاستيلاء على أموال التأمينات لسد العجز فى موازنته وأن الوزراء السابقين كانوا يضاربون بأموال التأمينات والمعاشات فى البورصات العالمية. *** إننى أنقل لحكومة د. هشام قنديل صرخات ودموع الملايين من أصحاب المعاشات.. أو كما نقول «خيول الحكومة» الذين نطلق عليهم ناراً كل يوم رغم كل ما قدموه لهذا البلد من عطاء وتفان.. وأن تكون مكافآة نهاية الخدمة لهم كل هذا الهوان والعذاب والغبن رغم أنهم يستحقون منا عظيم التقدير والاحترام والتبجيل.. ولكن يبدو أنه لا كرامة لنبى فى وطنه!