ملامح التعديل الوزاري المرتقب .. آمال وتحديات    الحق اشتري.. انخفاض 110 ألف جنيه في سعر سيارة شهيرة    رئيس الإكوادور يعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة انقطاع الكهرباء ويتخذ قرارا عاجلا    ترتيب هدافي الدوري الإيطالي قبل مباريات اليوم السبت 20- 4- 2024    ترتيب الدوري الإسباني قبل مباريات اليوم السبت 20- 4- 2024    عقوبة صارمة.. احذر التلاعب فى لوحات سيارتك    حبس المتهم بقتل سيدة لسرقتها بالبساتين    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام مانشستر سيتي بكأس الاتحاد    بايدن: إنتاج أول 90 كجم من اليورانيوم المخصب في الولايات المتحدة    عيار 21 يسجل الآن رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت بعد الارتفاع بالصاغة    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    فودة وجمعة يهنئان أسقف جنوب سيناء بسلامة الوصول بعد رحلة علاج بالخارج    الإفتاء: التجار الذين يحتكرون السلع و يبيعونها بأكثر من سعرها آثمون شرعًا    شعبة المخابز: مقترح بيع الخبز بالكيلو يحل أزمة نقص الوزن    بيان عاجل من الجيش الأمريكي بشأن قصف قاعدة عسكرية في العراق    تراجع سعر الفراخ البيضاء واستقرار البيض بالأسواق اليوم السبت 20 أبريل 2024    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    الوزيرة فايزة أبوالنجا    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    بركات: مازيمبي لديه ثقة مبالغ فيها قبل مواجهة الأهلي وعلى لاعبي الأحمر القيام بهذه الخطوة    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    كرة يد.. تعليمات فنية مطولة للاعبي الزمالك قبل مواجهه الترجي التونسي    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    "شقهُ نصُين".. تشييع جثة طفل لقي مصرعه على يد جاره بشبرا الخيمة (صور)    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    ضبط نصف طن لحوم فاسدة قبل استعمالها بأحد المطاعم فى دمياط    9 مصابين في انقلاب سيارة ربع نقل في بني سويف    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    حدث بالفن| وفاة صلاح السعدني وبكاء غادة عبد الرازق وعمرو دياب يشعل زفاف نجل فؤاد    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة إيران ليست إسلامية.. ولن نرضى عن الخومينى إلا إذا قال رضى الله عن أبى بكر وعمر
نشر في أكتوبر يوم 12 - 08 - 2012

فى الحلقة الأولى من الحديث الذى لم ينشر من قبل مع الداعية زينب الغزالى- رحمها الله - رأينا كيف كانت جماعة الإخوان المسلمين تكره عبد الناصر الذى اعتقلهم وعذبَّهم فى السجون والذى بايع إمامهم حسن البنا ثم استهزأ به وبلحيته- على حد قول الغزالى.. وكيف أن الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية تدخل عند الرئيس أنور السادات للإفراج عن زينب الغزالى.. وسر عدم ظهور كتابها عن التعذيب الذى لاقته فى السجون إلى النور.
وفى هذه الحلقة - الثانية والأخيرة - نكشف عن سر كراهية الإخوان للسادات بالرغم أنه هو من أخرجهم من المعتقلات.. ولماذا أيدوا الخومينى وثورته ثم انقلبوا عليه.. ولماذا قبلت زينب الغزالى أن تصافح أحمد رشدى وزير الداخلية الأسبق بالرغم من اختلافها معه؟.. وغيرها من الأسرار والحكايات فى السطور التالية..
قلنا لها: ربما يكون طبيعيا أو منطقيا أن يكون كل هذا العداء من جماعة الإخوان لجمال عبد الناصر.. فلماذا العداء لأنور السادات وهو الذى أخرج أعضاء الجماعة من السجون أم أن الجماعة دائماً ما تنقلب على من لا يتفق معها؟..
قالت زينب الغزالى: لا السادات لم يكن صاحب فضل فى إخراج الإخوان من السجون.. فغير وساطات وتدخلات الملك فيصل، كان هناك الرأى العام العالمى..
شمس بدران
وإذا أحصيت من قتلوا فى السجون فى عهد عبد الناصر فهم كثيرون حتى إن شمس بدران كان يقول لى وأنا يتم جلدى فى مكتبه «إحنا يومياً بندفن عشرة وفى بعض الأحيان بندفن عشرين واحد فى الصحراء..» وبيقولوا لأهاليهم إيه لما يذهبوا للسؤال عنهم ده هرب.
وهناك مثلاً الأستاذ محمد عواد.. أستاذ مدرس وأديب وشاعر كسروا رأسه بالحجر أمام عينى.. فى محيط (فسقية) من الرخام أمام مكتب شمس بدران لكى يرعبونى.. لأنهم شعروا بأنهم غير قادرين علىَّ فأحضروا واحدا وموتوه أمامى- كما قالت لنا زينب الغزالى حرفيا- عذبوه أمامى وهو من أبنائى فى الدعوة محمد عواد هذا.. كسروا رأسه بالحجر أمامى.. ، ولكننى لم أضعف لأنى أعرف أن من سبقنا قد عذبوا وصبروا، ولدينا قصة (أصحاب الأخدود) عندما أتى بالسيدة لكى يلقوها فى النار، فتقاعست فنطق ابنها الرضيع قفى ولا تتقاعسى مادمت أنك على حق.
فالمسلم لا يخاف نار الدنيا ولا عذاب الدنيا ولا تعذيب الدنيا.. ولكن التعذيب الذى نزل بنا فى عهد عبد الناصر كان هو الأبشع، وقد سطرت بعضا منه فى كتابه (أيام من حياتى).. لأننى لا أحب ولا أستطيع أن أعُيده عاطفيا..
وكلما أعدنا على الحاجة زينب استغرابنا بشأن الرئيس أنور السادات، الذى أفرج عن الإخوان وأفسح لهم المجال لممارسة دعوتهم وأعمالهم..
تقول زينب الغزالى: نعم هو أخرج وأعفى وأفسح وهادن، ولكن هل ينُسينا ذلك أنه كان أحد أعوان عبد الناصر، ورجاله الأوائل فى تعذيبنا وفى القبض علينا..
نحن ربما نصفح عن أعدائنا، لكن لاننسى ما فعلوه ولكن نتعالى عن أننا ننتقم، ألا يستطيع كل أخ مسلم عذب وأهُين وأهُين كرامته، وأهُين شرفه فى السجن أنه ينتقم الآن وينتقم قبل الآن.. ومن من مات وانتقل إلى رحمة الله، لكن الإخوان المسلمين يفوضون أمرهم لله ويتركون الانتقام لله..
يتركون لله سبحانه وتعالى أن يأخذ بحقهم، ويأخذ بما يستحقون من جلال قدرته.. وقد رأينا كيف أن عبد الناصر يفضح وتنتشر جرائمه وفضائحه.. ولم يكسب هو شيئا.. ألم تستنزف أموال مصر للتمهيد لحرب 1967؟.. فى عهد عبد الناصر مصر تأخرت عن موكب حضارتها التى يجب أن تكون فيها مائتى أو ثلثمائة.. بل أربعمائة عام.. مصر كانت يجب أن تسمى رأسا من رءوس العالم المتقدم..
مصر لو سارت على منهاج الإخوان المسلمين، ستصبح الدولة الأولى التى خرجت من منظومة العالم المتخلف أو العالم النامى إلى العالم المتقدم.. مصر لديها علُماء يصنعون الذرَّة فى أمريكا.. يصنعون كل التكنولوجيا فى أمريكا.. فى الغرب رجال من مصر يصنعون الحضارة هناك ولكنهم لا يستطيعون أن يعيشوا هذا الضياع الموجود فى مصر..
جماعة دعوية
قلنا للحاجة زينب الغزالى إذا ما أعدنا قراءة تاريخ الجماعة فسوف نجد أنها كانت جماعة دعوية منذ نشأتها حوالى عام 1928، ثم توالت صداماتها مع أنظمة الحكم فى مصر كلما خرجت عن مسار العمل الدعوى، وأن تعرض الجماعة للحل والحبس والاعتقال كان أيام الملك فاروق، ثم أيام عبد الناصر، وهكذا.. فأين العيب؟ وهل كان العيب فى الجماعة؟ أم فى أنظمة الحكم المتتالية فى مصر؟ ولماذا هذا التحامل على جمال عبد الناصر؟ ولماذا أصبحتم طلاب سُلطة وحكم بعد أن كنتم أصحاب دعوة؟
قالت زينب الغزالى: أنا سأعطى صورة أولاً بسيطة جداً عن مصر قبل خراب عبد الناصر.. مصر قبل الانقلاب العسكرى الذى قام به جمال عبد الناصر كانت شوارعها بتُغسل الساعة 12 منتصف الليل بالماء والصابون يوميا بعربات مجهزة لذلك..
لو سقط نوع من الطعام يمكن أن تلتقطه من على أرض الشارع دون أن يكون هناك حاجة لنظافته لأن أرض الشارع نظيفة وتم غسلها بالماء والصابون، وبالتالى فهذا الطعام لا يحتاج إلا لمعالجة بسيطة.. الآن أين هذه الشوارع؟ أين مصر النظيفة؟ كيلو اللحم كان ثمنه عندما جاء عبد الناصر ستة قروش أو حتى بخمسة قروش ونصف قرش أو بثلاثة قروش ونصف القرش!.. عبد الناصر كان مسئولاً عن ضياع قيمة الجنيه المصرى فى مقابلها من الذهب..، ومن أتى بعده إلى الحكم ومن شاركهم جميعهم مسئولون عن ضياع مصر اقتصاديا وعن هذا الخراب لمصر..
وأضافت أن نتيجة حكم الإخوان المسلمين أن يأخذ كل ذى حق حقه.. وأن ترد عن المظلوم مظلمته، وأن يرفع عن المظلوم ظلم.. أنت عارف لما يحكم الإخوان المسلمين يعنى إزاى يحكموا كما حكم أبو بكر الصديق، والذى قال للأمة «من رأى فى أعوجاجاً أن يُقومه.. لا خير فيكم إن لم أسمعها كلمة النقد والتقويم.. لا خير فى إن لم أسمعها ولا خير فيكم إن لم تقولوها»..
الإخوان المسلمين هايحكموا.. أبو بكر الصديق لما حكم تانى يوم ذهب إلى السوق لكى يتاجر ويزاول تجارته، فسأله عمر بن الخطاب انت رايح فين يا أبا بكر فقال له ذاهب للتجارة حتى أحضر طعام أولادى فرد عليه عمر بن الخطاب قائلاً: لا عليك أن تتفرغ لخدمة المسلمين، ونعطيك ما يكفيك طعاماً وكساء وعلاجاً..
عمر بن الخطاب كانت زوجته قد أعدت نوعا من الحلوى فوجد عمر نوعا من الطعام زائدا عما يراه يوميا.. فقال لزوجته ما هذا. ردت عليه بأن الصغير بكى طالبا هذا النوع من الطعام، فقامت زوجة عمر بن الخطاب بتوفير ربع درهم يوميا وأعددت له هذا النوع من الطعام..
فما كان من عمر بن الخطاب إلا أن استدعى رئيس بيت المال، يعنى وزير المالية، وقال له: أخصم ربع درهم يوميا من المرتب الذى تعطيه لأمير المؤمنين يوميا لكى يلبى احتياجات أسرته، لأنهم استطاعوا توفير ربع درهم.. وابحث عن أى من المسلمين يحتاج لربع الدرهم هذا يوميا تلبية لضرورات حياته.. ومن الممكن أن تعود هذه المثل والقيم فى زماننا هذا عندما يأتى الحكم المقتنع به عندما يأتى الحاكم المعتقد له.. حسن البنا انتقل إلى رحمة الله ويسكن شقة غرفة الصالون بها 4 كراسى أسيوطى ومكتبة وكليم نوع من السجاد صوف والشقة كان ايجارها جنيهين وعشرة قروش، وكان يمكن لجماعة الإخوان المسلمين - وقتها- أن تعطيه خمسمائة جنيه كل شهر ويعيش ملكا فى ذلك الوقت بهذا المبلغ ولكن البنا لم يقبل وعاش من دخل وظيفته ومرتبه المحدود وخدم الدعوة لوجه الله سبحانه وتبارك وتعالى..
الهضيبى خدم الدعوة.. أخد إيه من الدعوة.. بذل كل ماله فى الدعوة.. فالذين يتعجبون ويقولون لما الإخوان يحكموا هايعملوا إيه.. لأ الإخوان لما يحكموا هايعدلوا..
المطلوب حاكم مسلم
قلنا لها معنى كلامك إن جماعة الإخوان كانت تريد أن تحكم أيام عبد الناصر.
قالت: ياليتهم يحكمون هم ليسوا طلاب حكم.. الإخوان المسلمين طلاب حقيقة.. يريدون الإسلام يحكم.. كون لهم يحكموا أو أى إنسان يحكم.. من يحكم بالإسلام نبايعه نحن الإخوان المسلمين.. فنحن لسنا طلاب حكم لأنفسنا، ولا لذواتنا.. ولكن نحن نطلب حاكما مسلما يؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ويراقب الله فى الرعية ويراقب الله فى أموال الدولة ويراقب الله فما بين يديه أمانة للمسلمين عنده.. يأتى هذا الحاكم ومرشدنا على رأسنا يبايعه بالولاء، ولكن أين هذا؟..
لابد أن يكون مسلما تربى على المصحف وتربى على السنة وحفظ ما فى كتاب الله من أمر ونهى، وحفظ ما فى سنة رسول الله من أمر ونهى وترهيب وترغيب.
لكن ييجى واحد اشتراكى يحكمنا ونقبل لا.. فالإسلام سياسة، الإسلام عدالة، الإسلام ماليا، الإسلام إنسانيا.. تنظيم المال فى الدولة الإسلامية بالقرآن وبالسنة، ليس بما قال (لينين) وليس بما قالت (أمريكا)، وليس بما قالت (انجلترا)، ولكن بما قال محمد صلى الله عليه وسلم فيأخذ كل ذى حق حقه، والذى عليه حق يدفعه والذى له حق يأخذه، والعامل يعمل والله يراقبه، وهو يراقب الله فيقبل بعمل مقبول، وينمى ما بين يديه بالأمانة لأن الله يراقبه.
ليت الإخوان يحكمون فيوم يحكم الإسلام ويحكم المسلمون، يعيش هذا البلد فى رغد من العيش.. الأرض المعطلة عن الإنتاج تنمو وتعطى، المصانع الخاسرة تتنزل عليها بركات من السماء ومن الأرض، لأن الأيدى التى ستقف أمام الماكينات التى تدور فى هذه المصانع.. أيد طاهرة.. لأنه لن يجيئ واحد مخمور كان سهران طوال الليل، ويأتى صباحا ليدير دولة أو يدير مصنعا أو يدير شركة.. لأ.. ده هايجى رجل مؤدى صلاة الفجر، ورجل طاهر ذكى يخشى الله فى كل شىء ويراقب الله فى كل شىء.. الله أمامه يسأله دائما وهو يجيب أين أنت يا عبدى؟
أنا هنا فى دائرة الطاعة يارب العالمين.. فيدير مصنعه وهو فى دائرة الطاعة ويدير دولته وهو فى دائرة الطاعة يدير المتجر وهو فى دائرة الطاعة.. لأن الكتاب قبلته والسنة بيانه، هو يرى الله فى نومه ويقظته.. لا يقول الله موجود بلسانه، إنما يقولها بقلبه، قلبه يرى الله، روحه ترى الله هيكله البشرى يرى الله ده فرق كبير بين أعمى يحكم وبين مبصر يحكم.
المسلم مبصر، والقومى أعمى، لأنه يعبد القومية البعض أعمى، لأنه منحرف فى اعتقاده، الشيوعى أعمى، لأنه منحرف فى اعتقاده، والاشتراكى أعمى، ولكن المسلم يبصر، لأنه سليم الاعتقاد سليم الفهم، سليم التدبير، سليم فى عمله وفى نظرته للمسئولية، إذا ربنا سبحانه تبارك وتعالى رضى عن مصر، تحكم بأيدى المسلمين تحكم بضمائر المسلمين تحكم بقلوب المسلمين.
المسلمون الذين يقيمون الصلوات فى أوقاتها ويحجون إن وجب الحج وهم قادرون، ويزكون إن وجبت الزكاة وهم قادرون، ويصومون لأنهم قادرون ويخشون الله فى السر ويخشون الله فى العلن، ويعاملون الله قبل أن يعاملوا الخلق، ويحاسبون أنفسهم لأن الله يحاسبهم، المسلمون الذين لا ينامون ولديهم درهم ليس من حقهم، إلا إذا أعادوه لصاحبه، المسلمون لما يحكموا يا لسعادة هذا البلد ويا لسعادة أى بلد يحكمها الإسلام، لأن معنى يحكمها الإسلام.. أن المسلمين يحكمون فيها نوابا عن الله، شوف لما يبقى واحد نائبا عن الله، كيف يخشى الله ويخافه، لأن الله هو الذى يسأله، مش رئيس الدولة ولا الحاكم ولا القاضى، صحيح التنظيمات الإدارية فى الإسلام تجعل قاضيا يحاكم، وإداريا يحاسب، ولكن المسلم لا يرتكن إلى أن القاضى سيسأله ولا أن المحاسب سيحاسبه، ولكن هو يعتقد أن الله ينظر إليه فيراه وهناك فرق كبير بين عبد الله ينظر إليه وهو يشعر بذلك ويعتقده الله ينظر إليه فى صلاته، فى عمله وفى متجره فى كليته، وفى وزارته، وعبد ملهى فى ملاهى هذه الدنيا وهو لا تحلو له الجلسات ولا السهرات إلا مع شياطين الإنس.
فالإخوان المسلمون يحكمون.. هذه أمنية لو تحققت يسعد بها العالم، لأن العالم سيحسد هذه الدولة التى حكمت بالإسلام.
الإخوان والخومينى
وسألنا زينب الغزالى عن موقف جماعة الإخوان من حكم (الخومينى) فى إيران.
فقالت: الخومينى له مذهب ولأهل السنة رأى فيه، المسلمون الذين هم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يعتقدون أن محمدا خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وأن أبا بكر خليفته الأول، وأن عمر خليفته الثانى، وأن عثمان خليفته الثالث، وأن عليا خليفته الرابع.. نحن لا نعظم البشر ولكن نقدر البشر، ونقدر منازل البشر نقدر منزلة أبى بكر، ومنزلة عمر، ومنزلة عثمان ومنزلة على، ومنزلة معاوية ومن بعده، ولكن لا نقدس أشخاصا لأن التقديس لا يجوز إلا لله سبحانه تبارك وتعالى، فلسنا شيعة، ولسنا مسئولين عن أخطاء الخومينى، وأنا كنت من أول من أيد الخومينى وأرسل يؤيده، ولكنى وجدته متمسكا بالمذهب الشيعى، لأنى عندما أيدته قلت اليوم يجب ألا تكون سنة ولا شيعة، ولكن كتاب وسنة محمد صلى الله عليه وسلم، أى كلام محمد المجلس فى البخارى والكتب الصحاح.
فنحن لا نتفق مع الخومينى إلا إذا قال رضى الله عن أبى بكر وعمر وعثمان وعلى، وبهذا الترتيب لو قال الخومينى اللهم صلى وسلم وبارك على محمد، وعلى آل محمد، اللهم نسألك الرضا عن أبى بكر وعمر وعثمان وعلى والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ولم يفرق بين على وأبى بكر ولا بين عمر وأبى بكر اتفقنا معه، ولكن لسنا شيعة ولسنا متشيعين.
وثورة إيران ليست ثورة إسلامية يسأل عنها المسلمون والمجددون ولكن يسأل عنها الخومينى، ويسأل عنها أنصار الخومينى، لكن نحن لا نسأل عنها، نحن الإخوان المسلمين لا نسأل عنها، نحن نسأل عن مبدأئنا وعن رأينا وعن اجتهادنا.
واجتهادنا هو اتباع المذاهب الأربعة، اتباع الأئمة الأوائل، وإن كان نقد على عهد معاوية، ولكنه من العشرة المبشرين بالجنة، ونقول رضى الله عن معاوية، وغفر الله لمعاوية، وإذا كانوا يستصحبون العودة إلى عهد أبى بكر وعمر، أقول لهم إذا كانت إسرائيل عادت إلى بيت المقدس مغتصبة مفترية ظالمة معتدية جبارة متوحشة، فكيف لا تعود أمة العدالة والإنصاف والرحمة والزهد إلى عهد أبى بكر وعمر وعثمان وعلى والخلفاء.. اليهود عادوا إلى أورشليم بعد ألفى سنة، نحن مصرون على العودة إلى الخلافة، وإلى تكون دول العالم الإسلامى كلها خلافات، إمارات إسلامية، فى قلب الدولة الكبرى دولة الخلافة «تلك أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».
سنعود إن شاء الله ونكون نحن القوى العظمى فى الأرض، وليس روسيا وليس أمريكا وسنلغى أمريكا وروسيا، أى أننا سنعود ونلغى أمريكا وروسيا ونسحقهم سحقا، ونسحق ظلمهم سحقا، ونعود نحن ونحكم العالم مرة أخرى، ونرفع راية لا إله إلا الله محمد رسول الله على كافة أرجاء العالم الإسلامى.
أحداث العنف
قلنا لها لماذا لم يكن لجماعة الإخوان موقف محدد أو واضح من أحداث العنف التى وقعت عام 1981، ثم اغتيال الرئيس السادات، وما تلا ذلك من أحداث عنف فى صعيد مصر؟
قالت: لما كنت معتقلة كان أنور السادات يعلم أن كل العالم الإسلامى به مظاهرات وكان يقول زينب الغزالى تطلع من السجن، وكان يدين الحكم فى مصر لأنه ساجن زينب الغزالى، وبالتالى فإن السادات كان لا يريد للعالم الإسلامى، أن تقوم به مظاهرات من أجل امرأة مسلمة مجاهدة فى سبيل الله مسجونة مع تجار المخدرات وتجار الأعراض والقاتلات.
وعن رأيها فى التطرف الدينى، والعنف باسم الدين قالت زينب الغزالى: التطرف فى الرذيلة يقابله تطرف فى الفضيلة، يعنى الناس اللى بيرحوا يسهروا فى ملاهى شارع الهرم، هل اعترضت عليهم الحكومة وقالت لهم هذا تطرف، ولا الناس الذين يمسكون بزمام هذا اللهو سواء فى شارع الهرم أو فى كل أماكن اللهو، يسلمون على رئيس الجمهورية ويمنحهم جوائز لأن هذه ممثلة درجة أولى وهذا ممثل مش عارفة درجة إيه..
هؤلاء المتطرفون الذين يكافئهم رئيس الدولة، ويرأس حفل تكريمهم كل سنة، أو كل وقت من الأوقات، وتنزل المغنية أو المطربة من على المسرح علشان تسلم عليه ويسلم عليها ويشجعها.. ده كل بيجيب التطرف التانى، المرأة التى تريد أن تجلس على عرش الفضيلة.. فهذه جالسة على عرش الرذيلة ورئيس الدولة بيكّر مها، ده راجل جالس على عرش الرذيلة ورئيس الدولة بيكرمه، تجيئ امرأة تانية تتطرف إلى الفضيلة، لكنها لا تريد من رئيس الدولة أن يكرّمها، هى مستغنية عن هذا التكريم.. عن التكريم الدنيوى هذا.. هى تريد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ويكون راضيا عنها.
هذه المرأة التى هى فى قمة الفضيلة، هى معترضة على ما يحدث فى شارع الهرم، الرجل الذى هو فى قمة الفضيلة معترض على الرجل الذى يمسك بكأس الخمر ويحتسى الخمر علانية، والدولة تحميه وتقر له ذلك.
التطرف فى عالم الرذيلة يأتى بتشدد فى عالم الفضيلة، وإن كنت أنا أرجو من أولادى المسلمين ألا يفعلوا شيئا يضر بدعوتهم، لأن الغضب لدرجة أن يأذى الإنسان نفسه لا يقره الإسلام ولا يؤيده.. يعنى قد ذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر.. لكن لما تقوم الدولة الإسلامية هاتحاكم من لا يؤدى الصلاة بشرع الله. لكن مادام مفيش دولة إسلامية.. فأنا أذكر.. فأنا لا أؤيد العنف، ولكن أؤيد الدعوة ونشر دين بالكلمة الطيبة وبالرأى السليم وبالاستقامة على خلق القرآن وبالاستقامة عل خلق السنة.
ونحن فى فترة استضعاف لا نحمل فيها سلاحا، ونحمل السلاح يوم تكون قوتنا مساوية لقوة من يحاربوننا، وهذا أمر لا يتأتى للمسلمين إلا إذا كانوا حاكمين.. إذن فالمسلمون لا يصلون إلى الحكم بالسلاح ولكن يصلون إلى الحكم بالتربية وبالتنشئة على الإسلام، وبذلك أقول لك أنا لا أؤيد حمل السلاح الآن لغير الجيش.. والجيش له ضمير، له أن يختار طريقه إلى الإسلام، أو إلى الجاهلية، لكن أنا أنصح أولادى البعيدين عن ساحة الجيش ألا يحملوا سلاحا.. وأصحاب الجيش يحملوه بقرار حكوماتهم، وأما نحن الدعاة فندعو على بصيرة ونقول الحق ولا نخشى فى الحق لومة لائم.. ولا نخشى السجون ولا المشانق، ولكن نقول كلمة الحق، مجردين من السلاح، سلاحنا كلمة الله.. الذين جاهدوا فى الله ليس بالسلاح، ولكن بالكلمة، الرسول طوال ما كان فى مكة لم يحمل سلاحا، ولكن حمل السلاح عندما كانت هناك حكومة، ولها جيش، ولها مجلس حاكم محمد ومستشاروه العشرة المبشرون بالجنة، عندها حمل السلاح.
فاليوم تكون لنا دولة، ويكون لنا جيش.. نحمل السلاح وبغير دولة وبغير جيش لا نحمل السلاح، ولكن نحمل الكملة نوصلها لأهل الإسلام، يا أهل الإسلام هل أنتم مسلمون أم المسلمون.. نحن نريدكم فى دائرة المسلمين ولتكون كلمة الله هى العليا وتكون الغرة لله ولرسوله وللمؤمنين.
سألنا الحاجة زينب الغزالى عن اللواء أحمد رشدى، وزير الداخلية فى ذلك الوقت.
فقالت: أعتقد أنه تاب إلى الله عما فعله مع المساجين من جماعة الإخوان.. أعتقد أنه تاب ومن تاب.. تاب الله عليه وأنا رأيت أحمد رشدى أثناء زياتى لأحد المستشفيات الخاصة، حيث كان يرقد الوالد العزيز المرحوم الإمام عمر التلمسانى وصافحت أحمد رشدى، وأنا لا أصافح إنسانا أكون ماسامحتوش، ومعنى أننى صافحته فإننى قد سامحته، ولكن أقول لك إن أحمد رشدى تاب.. فأرجو أن يتقبل الله توبته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.