يعتبر الشيخ محمد رفعت أشهر قراء القرآن الكريم فى العالم الإسلامى؛ كما كان يمتلك صوتا عبقريا جميلا.. وكان يمتلك وجها جميلا أيضا.. هذا الوجه الجميل كان سببا فى أن يفقد عينيه؛ وذلك عندما شاهدته سيدة وهو ابن ال4 سنوات وقد حمله والده على كتفيه.. فنظرت إلى الطفل وقالت.. أهذا هو ابنك يامحمود؟ فقال نعم.. فقالت: ما أجمل وجهه.. وما أجمل عينيه.. إنه يملك عينا فى غاية الجمال.. وبعدها فقد بصره.. وهو ابن الرابعة..كان الشيخ رفعت لا يؤمن بالحسد.. إلا أن الحسد أصابه وهو طفل فى الرابعة.. وأصابه أيضاً وهو ابن ال?54.. عندما جاء رجل من فلسطين وصمم أن يشاهد الفم الذى يخرج منه هذا الصوت العبقرى فشاهده.. وكانت المشاهدة سببا فى إصابته بالزغطة.. وبعدها فقد صوته إلى الأبد. يعتبر الشيخ محمد رفعت واحداً من القراء العباقرة الذى يكن له الأخوة الأقباط كل حب وكل تقدير.. فمكرم عبيد باشا تعلم القرآن الكريم على صوت الشيخ محمد رفعت. عندما حدث خلاف بين الشيخ رفعت والإذاعة وتوقفت الإذاعة عن إذاعة القرآن بصوته.. وصل إلى المسئولين بالإذاعة المصرية آلاف الخطابات من الأخوة الأقباط ترجو إعادة صوت الشيخ رفعت للإذاعة مرة ثانية. عندما طلبت منه الإذاعة أن يفتتح الإذاعة المصرية بصوته تردد فى ذلك.. وطرح على نفسه سؤالاً.. هل قراءة القرآن الكريم أمام حديدة (يقصد أمام الميكرفون) جائزة.. ذهب إلى الأزهر.. وسأل إن كان ذلك حراماً أم حلالاً.. لم يذهب إلى افتتاح الإذاعة إلا وفى جيبه فتوى بأن ذلك حلال x حلال. أعجب الأمير فاضل بصوته عندما كان فى العاشرة من عمره.. فقرر أن يكون هذا الصبى هو قارئ القرآن الكريم كل جمعة.. على إثر ذلك اكتظ حى درب الجماميز الذى به المسجد بعشاق صوته. فى حى درب الجماميز كان هناك سائق ترماى يتبع شركة بلجيكية.. كان هذا السائق يتعمد أن يوقف الترماى أمام مسجد الشيخ رفعت (مسجد فاضل) حتى لا يؤثر صوت الترماى على صوت الشيخ محمد رفعت.. وضرب السائق بقوانين الشركة البلجيكية عُرض الحائط.. وكان صوت الشيخ سببا فى أن يعلن السائق البلجيكى إسلامه.. وقد أسلم على صوته العشرات من غير المسلمين. عندما أصيب الشيخ رفعت بمرض الزغطة طلب منه الموسيقار عبد الوهاب أن يسجل له عدداً من الأسطوانات القرآنية بصوته حتى يتمكن من الإنفاق على مرضه.. رفض الشيخ وقال: أنا لا أستغل قراءة القرآن فى الحصول على المال لعلاج أمراضى.. أنا لا أجرى وراء المال مهما كانت المصاعب. كان الموسيقار محمد عبد الوهاب من أقرب المقربين إلى الشيخ محمد رفعت.. كان عبد الوهاب يجلس على الأرض لكى يسمع الشيخ محمد رفعت.. وكان يجلس أمام قدميه سأله أحدهم عن السبب فى الجلوس تحت أقدام شيخ رفعت فقال السياسى الكبير وهو ينصت فى خشوع. لماذا تجلس هكذا يا محمد: فقال عبد الوهاب لعبد العظيم عبد الحق باشا السياسى الكبير، أننى أسمع القيثارة السماوية إنه صوت الشيخ رفعت يعطى صوت آلة ربانية لا مثيل لها فى هذا الكون. بلغ من احتقار الشيخ رفعت للمال أنه تلقى عرضا عام 1935 من نظام حيدر أباد بالهند للاحتفال بمولده هناك.. جاءت بعثة من الهند لتلتقى بالشيخ رفعت وطلبت منه السفر.. ولكن الشيخ اعتذر.. اتصلت البعثة بوزارة الخارجية المصرية لكى تتدخل وتجعل الشيخ.. يقبل السفر إلى هناك.. إلا أنه صمم على الاعتذار وادعى أنه مريض ولا يتحمل السفر.. كان العرض ب 15 ألف جنيه.. أحست البعثة أن المبلغ بسيط.. فزاد المبلغ إلى 30 ألف جنيه.. إلا أنه كرر الاعتذار.. زاد المبلغ إلى 45 ألفاً.. فرفض الشيخ وأصر على الاعتذار وقال لأفراد البعثة. أنا لا أبحث عن المال أبدا. حقا.. حقا.. إن صوت الشيخ رفعت واحد من أصوات الله إلى الأرض.