مسلسلات رمضان هذا العام تحفل- أكثر من كل الأعوام الماضية- بالألفاظ البذيئة ومشاهد تعاطى الخمور والرقصات والألفاظ السوقية والشتائم والحركات الخليعة والتعبيرات الجنسية الصريحة والموحية..وكأن أصحاب هذه المسلسلات يتحدون الرئيس مرسي..أو كأنهم يريدون أن يؤكدوا أن صعود الإخوان للحكم لا يعنى أى تغيير فى المحتوى الدرامي..هذا ما يقوله البعض تبريرا لهذه الهجمة التجارية الإباحية على مشاهدى البيوت المحترمين التائهين المعذبين بين 63 مسلسلا تكلفت مليارا ومائتى مليون جنيه لتسميم العقول وإحراج الآباء أمام أطفالهم، وإعادة إنتاج الفوضى والرعب والسوقية التى عانينا وما زلنا نعانى منها بعد ثورة 25 يناير فى الشارع فى صورة أعمال درامية تتجاوز كل الحدود والأعراف التليفزيونية التى التزم بها صُناع الدراما لسنوات طويلة، ثم ضرب بها الجميع عرض الحائط خلال الأعوام القليلة الماضية، مع بداية غزو أصحاب السينما التجارية للإنتاج الدرامى فى التليفزيون. والحقيقة أن الإغراق فى عرض المشاهد والحوارات المنافية لأبسط قواعد الذوق والأدب بحجة الواقعية وتقديم الحارة المصرية ، ليس دليلا على حرية الإبداع ولا علاقة له بالفن، ولكنه محاولة رخيصة لمجاراة أصحاب الذوق المنحط الذين يحاولون أن يفرضوا علينا أغانيهم وأفلامهم ومسلسلاتهم منذ سنوات الاضمحلال الفكرى والأخلاقي، وترك الأمور هكذا بلا رقيب ولا حسيب ليس انتصارا لأحد أو تحديا لمن يسمونهم بالإسلاميين، لأن الأخلاق والذوق السليم واحتقار الأعمال التى تثير الغرائز وتحض على الرذيلة باسم الفن ليس مرفوضا ممن يرفعون لواء الدين وحدهم ويتحدثون باسمه، ولكنه مرفوض من معظم جموع الشعب المصرى المعروف دوما بوسطيته واحترامه للقيم الرفيعة حتى قبل نزول الأديان، واقرأوا ما تركه قدماء المصريين على المعابد من حكم وأمثال رفيعة لتعرفوا أننا علمنا العالم الفن والرقي، قبل أن يتحكم فينا وفى مقدراتنا سفهاء الناس وتجار الأعراض.