غادة عبدالرازق ورانيا يوسف وإنجى خطاب فى مشهد من فيلم ريكلام أمام مقص الرقابة تفجرت مشكلة العبارات والكلمات الهابطة، والمشاهد الجريئة والمثيرة في واحد صحيح وريكلام، آخر الأعمال التي كانت في انتظار التصريح لها بالعرض الجماهيري، الرقابة حذفت بعض المشاهد والألفاظ التي أعتبرها الرقباء تسيء للذوق العام، لكن بين الحذف والمنع والإباحة تتردد قضية العلاقة بين الإبداع الفني والرقابة، هل يتدخل المجتمع لفرض مزيد من القيود علي الفنانين لإنتاج فن يخضع بالدرجة الأولي للمعايير الدينية والأخلاقية، أم تظل المساحة المتاحة لحرية الفنان في أن يقدم مايراه يحقق قيمة فنية أو ترفيهية، ثم يكون الحكم النهائي للمشاهدين، وللنقاد، الذين يتحملون مسئولية تصحيح رؤية الفنان. يقول المخرج نادر جلال أنه ليس مستحبا أن يكون هناك ألفاظ وعبارات خادشة للحياء تستخدم في العمل الفني سواء كان سينمائيا أو تليفزيونيا. ويضيف إذا تم استخدام ألفاظ في العمل الفني متداولة في الشارع فهذا طبيعي خصوصا إذا كانت هذه الالفاظ تخدم العمل الفني وجزءا من نسيجه وبهذه المناسبة أذكر أنه كان هناك فيلم للفنانة فاتن حمامة والفنان محمود ياسين ولكني لا أذكر اسمه الآن وكان الفيلم إنتاج رمسيس نجيب وقالت فاتن في أحد المشاهد لفظ "ابن ...." وكان هذا اللفظ بمثابة صدمة للمشاهد ولكنه كان جزءاً من نسيج العمل وأذكر أن فاتن حصلت علي جائزة بسبب هذا الفيلم فأنا كما قلت لك سابقا أنا أفضل أن تكون اللغة التي نخاطب بها الجمهور في أعمالنا الفنية لا تخدش الحياء لأن المستوي الثقافي للمشاهدين يختلف كل منهم عن الآخر وبالرغم من انني ضد مفهوم الرقابة إلا أنني مع الرقابة الأخلاقية والتي المفروض أن تبدأ من الفنان سواء كان كاتباً أو مخرجاً أو ممثلاً أو الرقيب نفسه هذا بالإضافة إلي الرقيب الأهم وهو الجمهور. ويقول عبدالجليل حسن المستشار الإعلامي للشركة العربية اعتقد أن العمل الفني أو الإبداعي هو رؤية الكاتب والمخرج والقائمين عليه ولا يصح أن نحجر علي حرية الفكر أو الإبداع ويجب علي اصحاب هذه المهنة أن يهتموا بالذوق العام ويحافظوا عليه وإذا كان العمل الإبداعي يتطلب وجود ألفاظ معينة فلابد أن يكون وجودها هاما وضمن السياق الدرامي للعمل ولا تكون موجودة لمجرد لفت الانتباه فقط. ويجب أن تكون هناك رقابة ذاتية من ناحية المؤلف. المؤلف نادر صلاح الدين يقول هذه الحالة هي وجهة نظر فنان فهو فضل أن يتجه إلي الواقعية من خلال الالفاظ الموجودة في الشارع واستخدمها في المشهد وهو بالتالي اقترب من أن تكون الشخصية حقيقية أنت تتحدث في مذاهب فنية وهذا حدث في العالم كله هناك فترات تم التوغل فيها في تقديم الواقعية ومثل الواقعية الجديدة أحدثت ذلك ونحن لسنا اول دولة في العالم تقدم ذلك ويكون هناك ظروف معينة مثل حدوث ثورات ومحاولة لتغيير الواقع المر مثل ما حدث في مصر يحدث فيها استخدام مثل هذه الأشياء وكانت الظروف مشابهة وفيلم واحد صحيح ليس واقعية جديدة ولكني أضرب لك مثالاً وهذا اللفظ "أضر بالعمل أكثر مما نفعه" ولكن هذه وجهة نظر الفنان الذي كتب هذا العمل ولكني لا أستطيع أن أحاسبه علي أن هذا خطأ أم لا؟ وفي النهاية الرقابة هي الحكم وإذا كان هناك تجاوز علي قوانين الرقابة كانت قد منعت هذه الألفاظ. الناقد طارق الشناوي يقول حتي نكون منصفين إذا أردنا تقييم عمل فني "فيتم تقييمه علي بعضه" فعلي سبيل المثال فيلم الخيط الرفيع للفنانة فاتن حمامة كانت تقول في أحد المشاهد يا ابن الكلب. "وليس معني ذلك أنني مع الإسفاف أو استخدام ألفاظ بذيئة لكنني أريد أن أؤكد أنه لاينبغي أن نبحث علي اللفظ بعيدا عن سياقه مثلا لغة الشارع تغيرت إذا دخلت علي النت تقرأ الفاظا لم تقل قبل ذلك وبالفعل فيلم "واحد صحيح" به استخدام زائد للالفاظ وتامر حبيب المؤلف استخدم مفردات "روشة" وهذا صحيح لكن أنا رأيي أن يكون التقييم فنياً وليس رقابياً كنت اتمني أن يقلل من هذه الالفاظ ولا يكررها لأن التكرار فيه جرح للمشاهد وهنا الخطأ فني ويأتي دور النقاد وليس للرقابة هنا أي دور وأنا أريد أن أجنب الرقابة مثل هذه الأمور لأنني أخشي أننا إذا فتحنا هذا الباب لن يغلق. ويقول د.سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية الألفاظ الموجودة في فيلم "ريكلام" الذي تقوم ببطولته غادة عبد الرازق وفيلم "واحد صحيح" الذي تقوم ببطولته بسمة وغيرها أعترف أن هذه الالفاظ مزعجة جدا للمشاهد وهناك الفاظ كانت موجودة أبشع من ذلك تم حذفها بالفعل ولكن المسألة هنا ليست فلسفة المنع والأفلام الموجودة حاليا أفلام مناسبات والمنتجين بيشتغلوا علي المساحات المضمونة وهم مازالوا أمام اختيارات قديمة فالمنتج لايريد أن يغامر بأمواله ويقدم نوعيات جديدة من الأفلام. واضاف هناك كم من المفردات العامية المهولة التي دخلت علي المجتمع المصري عن طريق "الشات" في الانترنت من خلال كتابة الرسائل والتعليقات ويختتم كلامه قائلا أنا لست راضيا عن معظم الاعمال الفنية التي تقدم والذي وصلنا اليه مستوي سيئ جدا والأفلام التسجيلية في الفترة الأخيرة هي التي طمأنتني بعض الشيء.