الربيع العربى اختلطت ثوراته بالمؤامرات الخارجية والداخلية، ووضحت فى النهاية خيوط اللعبة بعيداً عن تحقيق الهدف «حق المواطن العربى فى التغيير والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية» وتسير التدخلات المخفية غربا. فى دوائر محددة منها سلب القوة والمخالب من الجيوش العربية.. حيث ترى أنه من غير المقبول وجود جيوش عربية تتمتع بتسليح وتدريب وذخيرة غير معلومة لأمريكا وإسرائيل.. وقد شهدنا على الهواء مباشرة تدمير الجيش العراقى ونزع أسلحته، ثم محاولة إعادة بنائه على أسس معروفة لدى الأمريكان «الأسلحة - الذخيرة - التدريب «سقف قوته» ثم وصل الربيع العربى إلى ليبيا فقام حلف الناتو بتدمير السلاح والعتاد والعباد.. وترك ما تبقى من سلاحه بعد معارك ضارية لتذهب إلى دول الجوار لتبقى الحروب مستمرة بين الشعوب والجيوش..! وفى اليمن أحدثت الثورة اليمنية انشقاقات بين الفرق والألوية المختلفة والسيناريو مستمر تحت بند مكافحة الإرهاب: للمزيد من التدخل والسيطرة على مواقع استراتيجية فى المنطقة العربية.. وفى مصر.. برز شعار الجيش والشعب إيد واحدة ولكن سرعان ما استبدل إلى شعار آخر «يسقط حكم العسكر» فى محاولة لإحداث صدام بين الجيش والشعب - لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدار الأزمة بمرونة عالية تبعد الصدام، واستوعب ويمضى فى محاولة الاستيعاب كل رموز الشعب المصرى، وطال صبره فى التعامل مع العناصر التى أمعنت فى التطاول، وهذا يرجع إلى وعى قادة الجيش المصرى العظيم بخطورة الشعار وما خلّفه من تداعيات ونوايا خفية لجر جيش مصر للصدام مع الشعب، ومن ثم تكتمل حلقة تدمير الجيوش العربية.. وما نحذر منه هو انبهار حزب الحرية والعدالة بدعم الغرب له.. حتى يصل إلى مرحلة الصدام - لكن - ذهب الجميع إلى ساحة القضاء لحل الخلافات.. وبقى أن ننتظر من شبابنا الواعد أن يسحب من قاموسه شعار «يسقط حكم العسكر»، لأن الجميع شركاء فى الوطن وإدارته وحمايته وحتى لا يستخدمنا الغير فى تنفيذ أهدافه.. واليوم أمامنا النموذج السورى دولة المواجهة.. رفضت التغيير وانجرت للفخ.. وحدث الصدام بين الجيش والشعب وخسر الجميع الجيش والشعب وكأن المشهد يبرز لنا فى النهاية لعبة خارجية لتدمير الجيوش العربية لصالح ما يسمى بدولة إسرائيل.. ونرى أنها الدولة الوحيدة المستفيدة مما يحدث فى سوريا.. لأنه بالتبعية بعد سقوط الأسد وأركان نظامه يسقط حزب الله الذى أعلن سرا ولأول مرة أن آصف شوكت كان ينقل السلاح إلى قطاع غزة ويدعم المقاومة فى جنوب لبنان وهنا الفرق واضح بين حقوق الشعوب ومغامرات إسرائيل وحلفائها فى المنطقة. سوسن