أصابتنى دهشة كبيرة وصلت إلى حد الصدمة المفاجئة فى الكاتب إياه الذى رشح نفسه فى إحدى المرات كنقيب للصحفيين ولم ينجح، حيث وجدت تحولا كبيرا فى آرائه بعد أن شاهدت برنامج التوك شو على قناة المحور ومعه وكيل أول النقابة الكاتب جمال فهمى يقارعه الحجة ومعهما ممثل جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة.. اكتشفت أن الكاتب إياه يدافع باستماتة كبيرة. بل يقود اللاءات الأربعة أو الخمسة التى انتشرت فى ميدان التحرير وهى: لا للإعلان الدستورى المكمل ولا لحل مجلس الشعب ولا لحكم المحكمة الدستورية العليا ولا لتقليص سلطات الرئيس وغيرذلك. كان الكاتب إياه يدعو لإعطاء سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية ويدعو الرئيس الدكتور محمد مرسى بمقتضاها لإصدار مرسوم بقانون بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل فورا، وقال بالحرف الواحد: يجب على الرئيس أن يصدر مرسوما بقانون بإلغاء المحكمة الدستورية العليا بتشكيلها الحالى فورا، ويجب عليه أن يصدر مرسوما بقانون للسلطة القضائية فورا.. وهنا أتساءل: هل يدعو كاتبنا الكبير إلى انقلاب دستورى؟.. وهل يريد تدمير دولة سيادة القانون؟.. وهل التحول فى الرأى يصل إلى هذه الدرجة وهى الدعوة إلى إلغاء مؤسسات دستورية عمرها ما يقرب من نصف قرن مثل المحكمة الدستورية العليا الثالثة فى ترتيب المحاكم الدستورية العليا فى العالم بعد فرنسا وأمريكا وهى الدعوة إلى تدمير حارس الدستور. ماذا حدث للإعلاميين والكتاب أقصد المتحولين، وهذا التحول لكثيرين من أصحاب الأقلام والميكروفونات فى برامج التوك شو، وإننى أطلب من المحكمة الدستورية العليا إصدار بيان للرد على ما نادى به الكاتب إياه فى قناة المحور مع الإعلامى المتميز عمرو الليثى. وأطالب المستشار أحمد الزند- رئيس نادى قضاة مصر الرد على مطالبات هؤلاء المتحولين من الكتاب الذين يريدون الانقلاب على المبادئ الدستورية الراسخة فى مصر على مدى عقود طويلة فى دولة مثل مصر بحضارتها وتاريخها وقضائها العريق. وأقول فى النهاية لهؤلاء المتشدقين بالثورة والمتحولين لها: إنكم تظلمون الثورة والثوار حينما تدعون إلى هذه الدعوات الانقلابية دستوريا. وأتساءل هنا: هل كنا ننادى بألا نخلق فرعونا ولا نعطى له سلطات مطلقة فى بداية الثورة من أجل أن نقوم بالدعوة إلى عكس ذلك بعد عام ونصف العام من الثورة؟.. نحن نريد الحفاظ على مؤسسات القضاء واستقلاله المشهود له من كل دول العالم.. وحتى لا نصبح فى فوضى مدمرة نقول لهؤلاء المتحولين: نعم لقد اكتشفناكم مبكرا وكفاكم دعوات مدمرة للوطن!