حرص «الإخوان المسلمون» الذين أصبحوا يسيطرون تماما على قصر الرئاسة أن يبدو حفل جامعة القاهرة نسخة إخوانية خالصة، فقد حرصوا جدا أن يجلس شيوخهم القرضاوى وعاكف وبديع فى الصف الأول تقديرا واحتراما لدورهم فى التنظيم العتيق، كما حرصوا على أن يجلس السيد سعد الكتاتنى رئيس المجلس المنحل، والذى سيذكر التاريخ مجلسه بكل سوء – فحرصوا أن يكون مكانه لائقا برئيس برلمان الإخوان، وحرصوا أن يجاور كل من دكتور زويل ودكتور البرادعى والمشير حسين طنطاوى حتى يصبح المشهد لطيفا ظريفا! حرصوا أيضا أن تجاور السفيرة الأمريكية سيدة مصر الأولى أم أحمد – كما تحب أن تلقب. حرصوا على أشياء كثيرة، لكنهم حرصوا أيضا أن يهينوا علماء الأزهر وشيوخه وعلى رأسهم فضيلة الإمام أحمد الطيب! لم ينس «الإخوان المسلمون» أن الدكتور أحمد الطيب كان رئيسا لجامعة الأزهر حين قدم شبابهم استعراضا للقوة بملابس سوداء وهم يخفون وجوههم ليرهبوا المجتمع الذى أدخلهم مجلس الشعب فى ثمانين عضوا، ولن ينسوا أن الدكتور الطيب أصدر وثيقة الأزهر التى أصبحت تمثل طوق نجاة من كل محاولات الشد والجذب لنسير فى طريق لا يعلمه سوى الله والإخوان، ولن ينسوا أن الأقصر بلد الطيب حصدت أعلى أصوات للفريق أحمد شفيق! ولن ينسى الإخوان أنهم يريدون لمرشدهم أن يكون هو آية الله فى مصر، ووجود شيخ أزهر يحظى باحترام وتبجيل من كل القوى وكل الشعوب الإسلامية، ويدرك قيمة مؤسسته العريقة، هو عائق لما يتطلعون إليه! لقد كشف ما فعلوه مع شيخ الأزهر وعلمائه فى جامعة القاهرة، ثم ما تبعه من غطرسة تمت دون تقديم اعتذار فورى، ثم مكالمة رئاسية أتت بعد أربعة أيام – لهو حلقة فى سلسلة تعالٍ إخوانية سوف تؤدى بهم لنفس النتيجة التى أدت إلى حل مجلس الشعب، ومن فقدهم لأى تعاطف أو تقدير لأفعالهم التى ربما تبدو إيجابية أحيانا لكنها مستفزة غالبا لا تحمل أى بعد سياسى أو حتى اجتماعى! كنت أعتقد أن الإخوان أكثر ذكاء من هذا، ولن أقول أكثر تدينا، فالدين الإسلامى يدعو للتسامح ولتوقير الكبير وتبجيل العلماء، وهم قد دخلوا بالفعل إلى معترك السياسة الذى قد يبتعد كثيرا عن الدين، ومن هنا أصبح عليهم أن يبتعدوا عن استخدام الدين هذا إن كانت لديهم الشجاعة، لنرى حجمهم الحقيقى! [email protected]