للمرة الثانية على التوالى يغيب منتخبنا الوطنى عن بطولة الأمم الأفريقية التى تقام العام المقبل بجنوب أفريقيا بعدما أخفق الأمريكى «بوب برادلى» المدير الفنى للمنتخب فى مباراة الذهاب والعودة مع منتخب أفريقيا الوسطى الذى يعد من أضعف المنتخبات الأفريقية. هذه هى المرة الثانية التى يخفق فيها المنتخب الوطنى بعد أن تغيب عن البطولة السابقة تحت قيادة المعلم حسن شحاتة المدير الفنى السابق رغم حصوله على هذه البطولة ثلاث مرات متتالية! من جانبه أكد اتحاد الكرة تمسكه بالجهاز الفنى حتى يتم انتخاب مجلس إدارة لاتحاد الكرة فى سبتمبر المقبل، فضلاً عن أن تغيير الجهاز الفنى فى ذلك الوقت يؤدى إلى نوع من عدم الاستقرار بجانب أن الجهاز الفنى بقيادة برادلى لم يقصر فى أداء عمله ولكن الظروف لم تساعده نظراً لتوقف النشاط الرياضى وإلغاء بطولة الدورى بعد كارثة بورسعيد. خبراء الكرة يطالبون بضرورة الاهتمام بالمنتخب فى هذا الوقت حتى يستطيع الصعود لكأس العالم بعد النتائج الجيدة التى قدمها خلال فى هذا المشوار. حسن الشاذلى الخبير الكروى يؤكد أن هذا الخروج الثانى على التوالى من تصفيات أمم أفريقيا يرجع هذه المرة إلى عدة أسباب وهى معروفة للجميع تبدأ من توقف النشاط الرياضى، فالمنتخب وحتى فرق الأهلى والزمالك يلعبون فى البطولات الأفريقية بدون احتكاك قوى وحقيقى، فما هى إلا مجرد مباريات ودية، كما أن افتقاد اللاعبين اللعب وسط الجماهير وعلى أرضهم له تأثير سلبى سيئ فكل مباريات المنتخب التى خاضها مؤخراً كانت على ستاد برج العرب بعيدا عن الجماهير وعن القاهرة، وهذا على العكس من المنتخبات التى نواجهها. ويشير الشاذلى إلى أن هذه المعوقات كانت فى العموم وليست مباراة أفريقيا الوسطى فقط، فالخروج الأفريقى بدأ من مباراة الذهاب هنا فى مصر وليس هناك، وما يغفر للأمريكى بوب برادلى المدير الفنى للفريق أنه يقوم حالياً بالتجديد، حيث يلعب بأربعة أو خمسة لاعبين من الشباب الجدد، وهذا يحتاج لمزيد من الوقت والتجارب. وأضاف أن ما أعاق برادلى أيضاً فى عمله هو عدم اطلاعه الجيد بطبيعة اللاعب المصرى الذى يحتاج طوال الوقت للتوجيهات والنصائح من خارج الخطوط فى الوقت الذى نشاهده يتابع المباراة وكأنه يتعامل مع لاعبيه الأمريكان الذى أعطى لهم التعليمات قبل بدء المباراة وينفذونها بالحرف الواحد. ورفض الشاذلى فكرة رحيل برادلى واصفا ذلك بالحديث غير المنطقى وسيكون خسارة على المنتخب، وليس من المعقول أنه لهزيمته فى مباراة أو حتى الخروج من بطولة بأن يرحل، ففى المرة الماضية خرج المنتخب المصرى من التصفيات الأفريقية بنجومه الكبار كلهم فى حين أن حاليا تجرى عملية تجديد دم وهناك ظروف صعبة يواجهها المدرب. مصطفى الكيلانى عضو مجلس إدارة نادى الترسانة شدد على ضرورة الفصل بين الخروج من تصفيات أمم أفريقيا ومشوار المنتخب فى كأس العالم، لأن هناك حالة تشبع لدى لاعبى المنتخب المصرى من اللعب فى بطولة الأمم الأفريقية والفوز بها ثلاث مرات، بالإضافة إلى وجود لاعبين فى المنتخب من الجدد خبراتهم قليلة فى الوقت الذى يحاول فيه برادلى عمل مزج بين الخبرات والشباب، كما أن معظم المنتخبات الأفريقية ارتفع مستواهما. وأكد الكيلانى أن اللعب فى كأس العالم هو الأهم فى تاريخ اللاعب، ولذا فإن قطع المنتخب لشوط جيد فى مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال القادم وحصد ست نقاط حتى الآن واقتراب التأهل للمرحلة الثانية من التصفيات والصعود لكأس العالم هو ما يجعل اللاعبين - وأن واضع نفسى مكانهم كلاعب سابق - قد صبوا كافة تركيزهم على مسألة التأهل للمونديال لأول مرة منذ 22 عاما بعد آخر مرة شاركنا فيها بتلك البطولة العالمية عام 1990. وأرجع ذلك إلى أن غياب الثقافة الكروية لدى اللاعب المصرى جعلته لا يوازن فى أن يسير بالتوازى فى بطولتين كبيرتين. حيث أعرب أسامة عرابى عن أسفه لخروج منتخب الفراعنة وغيابه عن البطولة المقبلة المقرر إقامتها فى جنوب أفريقيا العام المقبل. وأشار عرابى إلى أن الخروج الأفريقى يعد صدمة قوية للمصريين لأنه أبعدنا عن البطولة للمرة الثانية على التوالى رغم أن منتخب مصر هو صاحب أكثر المرات حصولا على البطولة، مستبعدا عرابى أن يكون المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأمريكى بوب برادلى قد قصر فى أداء عمله الفنى والبدنى. موضحاً أن الظروف التى استعد من خلالها للتصفيات لأفريقيا كانت ضده وضد اللاعبين، فضلا عن توقف النشاط الكروى الذى يعد أحد أهم أسباب الخروج لأن المباريات الودية والتدريبات التى استعد بها الفريق لهذه التصفيات لا تشفع له لأن يقدم فريقا جاهزاً بجانب مواعيد هذه المباريات التى تعارضت مع مواعيد مباريات تصفيات كأس العالم. مطالباً عرابى بعدم التفريط فى المدير الفنى فى الوقت الحالى حتى يتم إنهاء تصفيات كأس العالم التى يسير فيها المنتخب بشكل ممتاز نظراً لأن المدير الفنى اكتشف نقاط القوة والضعف بالفريق، مؤكداً أن الأمريكى يعد من أفضل المدربين على مستوى العالم، ولكن للأسف الظروف لم تساعده.