يسعى المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للسيطرة على مفاصل الدولة من خلال تحركات سرية وعلنية أجراها خلال الأسبوع الأول لتنصيب محمد مرسى رئيساً للجمهورية، وعلمت «أكتوبر» من مصادر قريبة الصلة بالجماعة أن الشاطر - الذى يعد الصندوق الأسود للإخوان - عقد عدداً من الصفقات والمشاورات التى تضمن سيطرته على مقاليد السلطة. وأنجز الشاطر ثمانى خطوات فعلية نجملها فى السطور التالية. ( 1 ) سيناريو عودة المرشد بديع إلى خلوته المعلومة الأولى ترتكز على وجود انقلاب ناعم ربما يحدث خلال الفترة المقبلة للإطاحة بالمرشد العام د.محمد بديع، على يد المهندس خيرت الشاطر – الرجل الأقوى بالتنظيم- وتوليه منصب المرشد العام، إذ استطاع الشاطر على مدار أكثر من 15 عاما أن يربى جيلًا متآلفا، ومتجانسًا يحمل نفس أدبياته، وأفكاره، وطموحاته فى الحفاظ على كيان الجماعة، وتراثها التقليدى الثابت، ووضع العديد من رجاله فى رئاسة المكاتب الإدارية، وتصعيدهم فيما بعد إلى مكتب شورى الجماعة، ثم إلى مكتب الإرشاد؛ ليصبح المتحكم الرئيسى فى التنظيم، وقاعدته العامة، وأكدت المصادر أن 40 قيادة داخل التنظيم، يدينون بالولاء والطاعة للشاطر، وهو الأمر الذى يسهّل الإطاحة بالمرشد الحالى، وأن الايام القادمة ستشهد تعديل اللائحة الداخلية للإخوان وكيفية اختيار المرشد وأعضاء مكتب الارشاد وأعضاء شورى الجماعة وأعضاء المكاتب الإدارية وهو التعديل الذى صرح به الدكتور عصام الحداد عضو مكتب الأرشاد والدكتور حلمى الجزار عضو مكتب شورى الجماعة، وهو مايعنى ان إجراء الانتخابات سيكون على مختلف المستويات ومن بينها منصب المرشد الذى لن يذهب إلا للشاطر بصفته الوجهة المناسبة للجماعة خلال العهد الجديد. ( 2 ) قائمة جديدة لمرشحى الجماعة المعلومة الثانية هى تفاصيل اجتماع المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد الأيام الماضية بمقر مكتب الإرشاد مع بعض قيادات الجماعة وأعضاء من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان، وذلك لوضع قائمة بأسماء عناصر الإخوان المرجح الدفع بهم خلال المرحلة المقبلة فى الانتخابات البرلمانية المرتقب اجراؤها فى الشهور القادمة. وأضافت المصادر أن الاجتماع تضمن الأسماء المرشحة سواء على المقاعد الفردية، أو على مستوى القائمة فى حال سريان قرار حل البرلمان كاملا. وأوضحت المصادر أن د. محمد بديع المرشد العام لم يحضر الاجتماع، وحضره الدكتور عبد الرحمن البر مفتى الجماعة وعضو مكتب الارشاد، والحاج سيد النزيلى، ومحمد سعد عليوة مسئول المكتب الإدارى للإخوان بالجيزة، وأسامة ياسين الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة. ( 3 ) صراع العريان وزوج ابنة الشاطر المعلومة الثالثة هى قيام الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة بطرح عدة أسماء لتولى رئاسة الحزب خلفا للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وفى مقدمتهم الدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة وزوج ابنة خيرت الشاطر، والذى يدعمه الشاطر بقوة، فى الوقت الذى أبدى فيه تحفظه واعتراضه على طرح الدكتور عصام العريان المدعوم من الهيئة العليا للحزب لشغل هذا النصب، حيث يعتبره الشاطر امتدادا لجيل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذى ينتمى لمدرسة الإصلاحيين داخل الإخوان وهى المجموعة التى تربت وتتلمذت على يدى الشيخ عمر التلمسانى المرشد الثالث للجماعة، وأشارت المصادر إلى أن الشاطر يسعى بقوة لتحجيم العريان وابعاده عن دائرة مراكز القوة سواء داخل الحزب أو الجماعة. وأن اختيار العريان لتولى نائب رئيس الحزب عند إنشائه كان بهدف إبعاده عن مكتب الارشاد وسلطة القرار فيه، وأن الشاطر لن يسمح بصعود العريان فى أى مناصب مختصة بصنع القرار داخل الجماعة أو الحزب. ( 4 ) عصام الحداد مهندس صفقة الإخوان والأمريكان المعلومة الرابعة تدور حول الدكتور عصام الحداد أحد قيادات مكتب الإرشاد، وتصفه بكونه أحد مهندسى الصفقة التى تمت بين الإخوان والإدارة الأمريكية خلال المرحلة الماضية، وأن الحداد هو الذراع اليمنى لنائب المرشد خيرت الشاطر فى علاقاته مع الأمريكان والغرب بشكل عام، لاسيما أن الحداد قضى فترة طويلة من حياته فى بريطانيا ويمتلك بعض الشركات الدولية وعلى رأسها المجموعة العربية «انتربيلد» مما جعله يتمتع بعلاقات قوية مع بعض الدوائر فى الخارج، وأضافت المصادر أن الحداد هو الشخص الوحيد الذى حضر اللقاء السرى بين الشاطر وجون ماكين فى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، ويعلم الكثير من التفاهمات بين الطرفين وما تم الاتفاق عليه. وان الحداد من الرجال المخلصين للشاطر تم تصعيده من عضوية المكتب الادارى لمحافظة الاسكندرية ليصبح عضوا فى مكتب الارشاد بالتعيين فى 8 فبراير الماضى بدلا من الدكتور عصام العريان بأمر من خيرت الشاطر. الجدير بالذكر ان عصام الحداد تخرج فى كلية طب الاسكندرية وله ثلاثة اشقاء اعضاء فى المكتب الادارى للإخوان بالاسكندرية، هم هشام الحداد ومجدى الحداد ,ومدحت الحداد الذى يتولى مسئولية المكتب . ( 5 ) تنصيب الشاطر رئيسا للبرلمان المعلومة الخامسة هى احتمالية وجود دور قادم للمهندس خيرت الشاطر فى الحياة السياسية فى الفترة المقبلة، حيث يخطط مكتب الارشاد لترشيح الشاطر لرئاسة مجلس الشعب بدلا من الدكتور محمد سعد الكتاتنى بعد اجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأوضحت المصادر ان الدكتور مرسى اتفق مع قيادات مكتب الارشاد على منح العفو الشامل للمهندس خيرت الشاطر حتى يتمكن من خوض الانتخابات. ( 6 ) الرئاسة تستعين ب قنديل فى كتابة خطابات مرسى المعلومة السادسة هى استعانة الفريق الاعلامى المعاون للرئيس محمد مرسى بمؤسسة الرئاسة بالإعلامى حمدى قنديل، الذى ساهم فى كتابة العناصر الرئيسية للخطاب التاريخى – على حد تعبيرالمصادر– الذى ألقاه الرئيس مرسى بميدان التحرير وظهر فيه بالثائر المناضل القريب من المصريين جميعا، وأيضا الخطاب السياسى الثانى بجامعة القاهرة، الذى كان موجها للنخبة السياسية والعلماء وتميز بكونه أكثر موضوعية وتركيزا وقدمه بروح السياسى المحنك الذى أعطى الجميع حقه، وعلى رأسهم المشير وأعضاء المجلس العسكرى وقيادات الداخلية. ( 7 ) صفقات تجارية المعلومة السابعة هى اعتزام الشاطر انشاء سلسلة محلات تجارية «سوبر ماركت للسلع الاستهلاكية.. خلال الايام القادمة، بعد ان فشل فى اتمام صفقة شراء محلات «مترو» التى يمتلكها رجل الاعمال ياسين منصور وتعثر المفاوضات مع عائلته التى تدير غالبية مشروعاته داخل مصر. وأكدت المصادر أن الشاطر بحث مع عدد من رجال الأعمال فى الصين وماليزيا وتركيا لإقامة منطقة تجارية فى ظل الوضع الجديد مع تقديم تسهيلات للمستثمرين فى هذه الدول وإنه حصل على توكيلات تجارية بقيمة 100 مليون جنيه، حيث تمكنت شركاته من الفوز بحق الوكالة لثلاثة توكيلات صينية جديدة هى «وون لى يو» و«يوانج زى ليان» و«شانج فى ليان» والمتخصصة فى البرمجيات والمينى لاب توب والسوفت وير فى دول منطقة شمال أفريقيا . ( 8 ) محاولات سحب الإعلان المكمل المعلومة الثامنة هى لقاء خيرت الشاطرمع المشير طنطاوى والفريق سامى عنان وقيادات من المجلس العسكرى أول الأسبوع الماضى بهدف فض الاعتصام وحل أزمة الإعلان الدستورى المكمل وإلغاء سلطة الضبطية القضائية للشرطة العسكرية والمخابرات الحربية، وقرار حل مجلس الشعب، وأشارت المصادر إلى أن المشير طنطاوى ابلغ الشاطر تفهم المجلس العسكرى للموقف السياسى للبلاد، وأنهم على استعداد لسحب الإعلان الدستورى المكمل والغاء الضبطية القضائية للشرطة العسكرية والمخابرات الحربية مقابل احتفاظهم بأربعة حقائب وزارية، وهى الدفاع والداخلية والعدل والخارجية، إضافة لاحترام قرار المحكمة الدستورية والقضاء بشأن حل البرلمان، على أن يتم منح الرئيس محمد مرسى كامل صلاحيات الرئيس السابق مبارك، وأضافت المصادر أن قيادات العسكرى أوضحت للشاطر رغبة المشير والفريق عنان فى التنحى خلال الأشهر الستة القادمة، وهى الفترة التى يتم فيها وضع الدستور وانتخاب برلمان جديد للشعب ، وأكدت المصادر أن هذه المفاوضات لاقت قبولا لدى الشاطر الذى أبدى موافقته عليها، وبالفعل تم الغاء الضبطية القضائية وتم سحب أعضاء الإخوان من الميدان تدريجيا.